موضوع البرنامج:
أئمة العترة والدعاء لنور آل محمد (ص)
زيارة الحسين (ع) في المولد المهدوي
الاهتداء بالمهدي الموعود (عج)
أين الذي يهدي الأنام الى العلى
لهدى الورى إختاره المعبود
أين إبن طاها والوصي وفاطم
اين الامام الغائب المحمود
اين الذي يروي الديانة بعدما
جفت فمنه رواؤها الموعود
أين المنظم شمل من قد فرقوا
بيد العداة فشملهم منضود
بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على أبواب رحمة الله المصطفى المختار وآله الأطهار
السلام عليكم مستمعينا الأكارم ورحمة الله على بركة الله نلتقيكم في حلقة اليوم من هذا البرنامج نعرفكم أولاً بفقراتها والأولى عنوانها: أئمة العترة والدعاء لنور آل محمد صلى الله عليه وآله
تليها إجابة عن مجموعة بشأن: زيارة الحسين (ع) في المولد المهدوي
والفقرة الأخيرة وثائقية عنوانها: الاهتداء بالمهدي الموعود (عج(
*أطيب الأوقات وأعظمها بركة نرجوها في الله لكم ولنا مع فقرات برنامجكم (شمس خلف السحاب) ونبدأ بالأولى وهي:
أئمة العترة والدعاء لنور آل محمد صلى الله عليه وآله
أيها الأخوة والأخوات، نلاحظ في الأحاديث الشريفة أن أئمة العترة المحمدية –عليهم السلام- كانوا يحرصون على الطلب من الله عزوجل إنجاز وعده بأظهار وليد المهدي الموعود –عجل الله فرجه- وملأ الأرض به قسطاً وعدلاً بعدما ملئت ظلماً وجوراً، وفي ذلك إرشادٌ للمؤمنين وخاصة في عصر الغيبة الذي نعيشه لأن يهتموا بالدعاء لإمام زمانهم المنتظر.
ومن هذه الروايات الشريفة ما رواه المحدثون الثقاة في عدة من المصادر من دعاء مولانا الإمام الصادق –عليه السلام- لسليله المهدي –عجل الله فرجه-، وقد ورد هذا الدعاء في كتاب مصباح المتهجد للشيخ الطوسي وفلاح السائل للسيد ابن طاووس والبلد الأمين والمصباح للعلامة الكفعمي وغيرها.
وهذا الدعاء يستحب المواظبة عليه يومياً ضمن تعقيبات صلاة الظهر.
ننقله لكم أيها الأكارم من كتاب (فلاح السائل) فتابعونا مشكورين.
قال السيد ابن طاووس في كتاب (فلاح السائل):
"ومن الهمات عقيب صلاة الظهر الإقتداء بالصادق (عليه السلام) في الدعاء للمهدي عليه السلام الذي بشر به محمد رسول الله –صلى الله عليه وآله- أمته في صحيح الروايات ووعدهم أنه يظهر في آخر الأوقات".
ثم نقل السيد –رضوان الله عليه- رواية هذا الدعاء وفيها ذكر لطائفة من علامات الظهور، فأسندها الى عباد بن محمدالمدايني قال:
دخلت على أبي عبدالله {الصادق} –عليه السلام- بالمدينة حين فرغ من مكتوبة الظهر وقد رفع يديه الى السماء وهو يقول:
"أي سامع كل صوت، أي جامع كل فوت، أي بارىء كل نفس بعد الموت أي باعث أي وارث أي سيد السادة أي آله الالهة، أي جبار الجبابرة، أي ملك الدنيا والآخرة، أي رب الأرباب، أي ملك الملوك أي ذي البطش الشديد، أي فعالا لما يريد، أي محصي عدد الأنفاس ونقل الاقدام، أي من السر عنده علانية أي مبديء أي معيد، أسئلك بحقك على خيرتك من خلقك وبحقهم الذي أوجبت لهم على نفسك ان تصلي على محمد وأهل بيته وان تمن على الساعة بفكاك رقبتي من النار، وأنجز لوليك وابن نبيك الداعي إليك باذنك وأمينك في خلقك وعينك في عبادك وحجتك على خلقك عليه صلواتك وبركاتك وعده، "اللهم أيده بنصرك وانصر عبدك وقو أصحابه وصبرهم وافتح لهم من لدنك سلطانا نصيرا وعجل فرجه وأمكنه من أعدائك وأعداء رسولك يا ارحم الراحمين" ".
أيها الأطائب، وجاء في تتمة الرواية قول الراوي عبّاد المدائني:
)قلت للصادق: أليس قد دعوت لنفسك جعلت فداك؟ فقال –عليه السلام-: دعوت لنور آل محمد –صلى الله عليه وآله- وسائقهم والمنتقم بأمر الله من أعدائهم.
قلت: متى يكون خروجه جعلني الله فداك؟
قال: إذا شاء من له الخلق والأمر.
قلت: فله علاقة قبل ذلك؟
قال: نعم علامات شتى
قلت: مثل ماذا؟
قال: خروج راية من المشرق وراية من المغرب، وفتنة تظل أهل الزوراء، وخروج رجل من ولد عمّي زيد باليمن وإنتهاب ستارة البيت(
أيها الأعزاء ووصف (الزوراء) يطلق في الأحاديث الشريفة على مدينتي بغداد وطهران، والمراد بأنتهاب ستارة البيت هو ستارة الكعبة.
نتابع معكم أعزاءنا مستمعي اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران تقديم هذه الحلقة من برنامجكم شمس خلف السحاب.
وقد حان الآن موعدكم مع الفقرة الخاصة بالإجابة عن أسئلتكم للبرنامج، نستمع معاً
الباقري: بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم أيها الأحبة ورحمة الله وبركاته
معكم في هذه الفقرة الخاصة بالإجابة عن أسئلتكم لبرنامج شمس خلف السحاب.
أيها الأخوة والأخوات أشرنا الى أننا خصصّنا مجموعة من حلقات هذا البرنامج في هذه الفقرة بالتحديد للإجابة عن أسئلتكم في العلاقة عن الملحمة الحسينية والثورة الإصلاحية الكبرى للموعود المنتظر مولانا المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف، صنّفنا الأسئلة التي وردت منكم ضمن محاور متعددة، محور هذه الحلقة هو في الحقيقة ورد في عدة رسائل ترتبط بالزيارة الشعبانية، هي من أكبر زيارات الإمام الحسين صلوات الله وسلامه عليه والأحاديث الشريفة كثيرة التأكيد عليه والنصف من شعبان هي ذكرى مولد الإمام الحجة المنتظر سلام الله عليه فلماذا هذا التأكيد على زيارة الإمام الحسين في مولد المهدي المنتظر؟
في الحقيقة أيها الخوة والأخوات الإجابة عن هذا السؤال نجدها في نص زيارة الإمام الحسين سلام الله عليه في النصف من شعبان، النص المروي عن الإمام الصادق سلام الله عليه، نص قصير. هذه الزيارة الضخمة نأتي ونُخاطب الإمام الحسين فيها بأربع او خمسة عبارات أساسية، هذه العبارات في الحقيقة تُجيبنا عن هذا السؤال الذي وردنا منكم. الزيارة تقول: "تبدأ بالحمد لله العلي العظيم السلام عليك أيها العبد الصالح الزكي اُودعك شهادة منك تُقربني اليك في يوم شفاعتك، أشهد أنك قُتلت ولم تمت بل برجاء حياتك حيت قلوب شيعتك وبضياء نورك إهتدى الطالبون اليكم وأشهد أنك نور الله الذي لم يُطفأ ولم يَطفأ أبداً وأنك وجه الله الذي لم يُهلك ولم يَهلك أبداً وأشهد أن هذه التربة تربتك وهذا الحرم حرمك وهذا المصرع مصرع بدنك، لاذليل والله مُعزك ولامغلوب والله ناصرك، هذه شهادة والله عندك حتى قبض روحي بحضرتك". هذا هو تقريباً نص الزيارة، زيارة قصيرة ولكن الزيارة تُربّي في قلب المؤمن دعائم ومُقومات روح الملحمة الحسينية، هذه الروح هي التي يحتاجها الإمام المهدي سلام الله عليه. تعلمون أن أحد العوامل الأساسية التي إن توفّرت يظهر الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف، هذا العامل الأساسي هو عامل توفّر العدد الكافي من الأنصار، هؤلاء الأنصار ماالذي يُميزهم؟ الذي يُميزهم الإهتداء بالنور الحسيني، هذه الروح الحسينية، تتأجج فيهم روح معرفة الحق، الإهتداء بالهداية الحسينية وهو مصباح الهدى والتفاعل مع روح الملحمة الحسينية التي تجعل الإنسان مستعداً لكل شيء في سبيل إعلاء كلمة الله تبارك وتعالى. اذن هذا الإرتباط بين زيارة الإمام الحسين سلام الله عليه وذكرى ولادة الإمام المهدي سلام الله عليه تنبهنا بأن زيارة الحسين والإلتصاق بالحسين والتفاعل مع مظلومية الحسين وقيم الحسين صلوات الله وسلامه عليه هو الولادة للنصير الحقيقي والمُناصر الحقيقي والمُتمسّك الحقيقي بولاية مولانا صاحب الزمان عجل الله تعالى فرجه. بهذه الروح، حتى تقبض روحي بحضرتك يعني الإستعداد الكامل للفداء والتضحية هو الذي يُميز النصير الحقيقي للإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف وجعلنا وإياكم من أنصاره ومن خيار انصاره في غيبته وعند ظهوره عجل الله تعالى فرجه الشريف. تابعوا احباءنا مشكورين ماتبقى من فقرات هذه الحلقة من برنامج شمس خلف السحاب.
مستمعينا الأطائب، تابعوا البرنامج مشكورين بالحكاية الوثائقية المؤثرة التي أعددناها لهذه الحلقة تحت عنوان:
الاهتداء بالمهدي الموعود
الحكاية التالية نشرت في كتاب موسوعة المستبصرين وكذلك قصصهم المذخورة على موقع مركز الأبحاث العقائدية في شبكة الإنترنت.
وهي قصة الأخ الكريم (أحمدعاقب كوليبالي) المولود سنة ۱۹٦۷ ميلادية في مدينة (موبتي) في الجمهورية المالية، وقد ترعرع في أوساط عائلة متدينة على المذهب المالكي وإعتنق مذهب مدرسة الثقلين القرآن الكريم والعترة النبوية سنة ۱۹۹۰ ميلادية.
يتميز الأستاذ أحمد كوليبالي بشخصية مرموقة في بلاده، فهو حاصل على شهادة الليسانس بالعلوم الدينية، كما أنه يشغل جملة من المناصب المهمة في بعض المراكز والمؤسسات الدينية والثقافية والاجتماعية، فهو نائب إمام المسجد الجامع في منطقة مصر الأولى في العاصمة باماكو، ومدير مدرسة علوم الدين الإسلامي، ومدير مدرسة الثقافة الإسلامية، ويشغل منصب مدير قسم التبليغات في إذاعة باتريوت في العاصمة، والأمين العام لمذيعي اللغة العربية في إذاعة في العاصمة ومدير مدرسة ومكتبة فاطمة الزهراء (عليها السلام) ننقل لكم قصة هذا الأخ طبق ما كتبه حفظه الله حيث قال:
(كانت بداية تعرّفي على الشيعة والتشيع، عندما سمعت بانتصار الثورة الاسلامية في ايران عام ۱۹۷۹م، فقال أبي حينئذ: إن المهدي قد ظهر في إيران! وهو –أي المهدي- الذي سيملأ الأرض قسطاً وعدلاً فاستغربت من هذا الأمر الذي لم أسمع به من قبل، فاندفعت لمتابعة حركة الثورة ومجرياتها من خلال وسائل الإعلام، وأخذت أخبر الناس بها وأبين ما سمعته عنها.
واتفق أن تحدثت يوماً عنها بحضور عدد من الوهابية فأنكروا علي ذلك، وانهالوا على الشيعة بالسبّ والشتم المقذع، فتعجبت من ذلك وسألتهم عن السبب، فقالوا: إن الشيعة فرقة ضالة، تقول بتحريف القرآن! وتقدم عليّ بن أبي طالب وتفضله على بقية الصحابة، وتعتقد أنه الأحق بالإمامة بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأن الإمامة من بعده في ولده، وهم اثنا عشر وأخر هم يسمى المهدي، وانهم يدّعون أن المهدي غائب وسوف يظهر في آخر الزمان.
ففقدت بذلك حالة الحماس التي كنت أعيشها من قبل، ولكن بقيت فكرة الإمام المهدي تدور في خاطري، حتى صادف أن دار حديث بيني وبين زملائي حول هذا الأمر بعد انتقالي الى العاصمة لمواصلة الدراسة، فذكرت لهم مقالة الشيعة، فأخبروني بوجود جمعية لبنانية شيعية في العاصمة التي نحن فيها، فسررت بذلك وقررت أن أذهب اليهم لأعرف المزيد من معتقداتهم وأفكارهم.
وبالفعل توجهت إليهم فتعرفت على بعض أعضاء الجمعية، وبدأت أحضر مجالسهم وأشاركهم في المراسم التي يقيمونها، لأنني كنت أجد لها نكهة خاصة وأجواء مفعمة بالروحانية والصفاء، ولهذا ازدادت علاقتي بالشيعة بمرور الزمان، فطلبت منهم مجموعة من الكتب الشيعية لأتعرف من خلالها على أفكار وروى التشيع فزودوني بها، فعكفت على قرائتها بدقة، وكنت أقارن ما فيها من أدلة وبراهين مع ما عندنا في مصادر العامة، فوجدت أن القوم يستندون في معتقداتهم إلى الحجج والبراهين العقلية والنقلية، وأكثر ما لفت نظري مسألة الإمام المهدي –عليه السلام-.)
مستمعينا الأفاضل، كان تشتيع الوهابية على مذهب أهل البيت –عليهم السلام- يعتمد في أحدى شبهاتهم لتنفير هذا الشاب من المذهب على إعتقاد الإمامية بغيبة الإمام المهدي –عجل الله فرجه- ولكن الله عزوجل شاء أن تكون هذه العقيدة المهدوية منطلقاً لهداية هذا الباحث عن الحقيقة الى المذهب.
يقول الأستاذ أحمد كوليبالي في تتمة ما كتبه من قصته فطفقت أتعمق بالبحث والتتبع أكثر فأكثر، حتى أرشدني الأصدقاء الجدد الذين تعرّفت عليهم في الجمعية اللبنانية الشيعية إلى روايات أهل البيت (عليهم السلام) حول المهدي (عليه السلام)، فراجعتها وإذا بي أعثر على كم هائل من الروايات التي تتحدث عنه (عليه السلام) وعن الظروف التي يظهر فيها، بل جرني البحث في كتب الشيعة إلى مسائل أخرى طالما كنت أبحث عن إجابات مقنعة لها، كمسألة الإمامة والخلافة، فأرشدتني تلك الكتب إلى النصوص النبوية المتفق عليها عند الفريقين الدالة على إمامة أمير المؤمنين (عليه السلام) وأهل بيته (عليهم السلام)، كما عثرت على ذكره (صلى الله عليه وآله وسلم) لأسماءهم وصفاتهم، وواصلت البحث حتى تبيّن لي أنّ كل ما كان يشنع ضدّ الشيعة ليس له أساس من الصحة.
ومن هنا أدرك الأستاذ أحمد أنّ الإمامية كانوا غرضاً لسهام التهم والافتراء، فازداد إندفاعه لطلب الحقائق، وأخذ يتلمس طريق الهداية الموصل إلى الله تبارك وتعالى، وكانت جولته الأخيرة في هذا الصراع الفكري العصيب الذي عاشه، هو مطالعة كتب المناظرات والكتب العقائدية، فبدأ بكتاب "المراجعات" للسيد شرف الدين، ثم كتب الأستاذ التيجاني السماوي "ثم اهتديت" و"لأكون مع الصادقين" و"اسألوا أهل الذكر".
يضيف الأستاذ أحمد: "كان لتعمقي في هذه الكتب وإطلاعي على الحوادث التي تناولتها أبلغ الأثر في نفسي، كما أنني عرفت خلال مطالعاتي أن الشيعة أكثر تعلقاً برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأشدّ اتباعاً بنهجه وسنته، لأنهم سلكوا نهج أهل البيت (عليهم السلام) الذين أمر الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) أمته في حديث الثقلين بإتباعهم وعدم الابتعاد عنهم.
وأدركت أن لا مناص من التحول إلى مذهب أهل البيت (عليهم السلام) والركوب في سفينتهم والتمسك بحبلهم، فأعلنت استبصاري عام ۱۹۹٥ م في العاصمة باماكو.
والى هنا ينتهي أيها الأكارم لقاؤنا بكم ضمن حلقة اليوم من برنامجكم (شمس خلف السحاب) إستمعتم له من إذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران شكراً لكم وفي أمان الله.