بسم الله وله المجد والحمد واهب كل خير والصلاة والسلام على فاتح الخير والداعي الى الخير محمد وآله معدن كل خير.
السلام عليكم الاكارم ورحمة الله وبركاته تحية طيبة، ها نحن نلتقيكم بفضل الله عز وجل في حلقة اخرى من هذا البرنامج نستهلها بطائفة من الاحاديث الشريفة المبينة لبركات التسمية باسم الحبيب المصطفى (صلى الله عليه وآله)، ففي كتاب (المزايا والاحكام) عنه (صلى الله عليه وآله) قال: «من ولد له مولود فسماه محمدا حبا لي وتبركا باسمي كان هو ومولوده في الجنة».
وفيه عن ابن مسعود عن حبيب الله سيدنا النبي الاكرم (صلى الله عليه وآله) قال: «اذا كان يوم القيامة جاء النداء من الحق سبحانه: (يقول): ايما مؤمن اسمه محمد فليقم وليدخل الجنة».
ولا يخفى عليكم الافاضل ان بهذا الاسم المبارك حبا لصاحبه من شأنه ان يقوي هذا المحبة ويدفع لدى المؤمن المحب للمزيد من الاتباع له والتخلق باخلاقه (صلى الله عليه وآله).
اما المقطع الذي نستنير به في هذه الحلقة من نص زيارة النبي الاكرم (صلى الله عليه وآله) من بعيد فهو الذي بعد ذكر اهوال يوم القيامة والاستعاذة منها بوجه الله الاكرم النبي محمد (صلى الله عليه وآله) وفيه يقول الزائر ضمن دعائه بعد صلاة الزيارة: «اللهم ارحم موقفي في ذلك اليوم بموقفي في هذا اليوم ولاتخزني في ذلك الموقف بما جنيت على نفسي».
ومن هذه العبارة يتضح الافاضل ان زيارة النبي (صلى الله عليه وآله) من بعيد هي من الوسائل المهمة للنجاة من اهوال يوم القيامة.
اجل اذ نلاحظ ان الامام الصادق (عليه السلام) منشا الزيارة يعلمنا ان نطلب الرحمة الالهية الخاصة في موقف يوم القيامة بموقفنا في هذا اليوم ونحن نزور نبينا (صلى الله عليه وآله) من بعيد.
وفي هذه العبارة تنبيه بليغ الى حقيقة ان الذنوب والمعاصي التي يدعو الزائر ربه جل وعلا ان يخزيه بها يوم القيامة هي جناية وجريمة بحق نفسه هو بالدرجة والالى.
والتنبيه لهذه الحقيقة اعزاءنا من شانه ان يقوي روح النفرة والكراهة للذنوب والمعاصي لدى الزائر وبالتالي يقوي من ورعه وتقواه.
*******
من هنا يتضح الاكارم ان لزيارة اولياء الله عليهم السلام وبالخصوص سيدهم محمد (صلى الله عليه وآله) من شانه ان يقوي روح التقوى والصلاح في المؤمن، مزيد من التوضيح لهذه الحقيقة نستمع اليه من خبير البرنامج سماحة الشيخ باقر الصادقي في الاتصال الهاتفي الذي اجراه زميلنا نستمع معا:
المحاور: السلام عليكم احبائنا ورحمة الله وبركاته وسلام على خبير البرنامج سماحة الشيخ باقر الصادقي، سماحة الشيخ سؤالنا في هذه الحلقة عن آثار زيارة النبي صلى الله عليه وآله من قريب او من بعيد في تقوية روح التقوى في الزائرين؟
الشيخ باقر الصادقي: بسم الله الرحمن الرحيم، بلا شك ولا ريب ان الزائر للنبي الاكرم صلى الله عليه وآله من قرب او من بعد حينما يزور النبي يحصل ويحضى على مجموعة امور ولكن من اهم هذه الامور التي يحصل عليها الزائر هو تقوية التقوى عنده والسر في ذلك كون النبي الاكرم صلى الله عليه وآله بلا هو العلم وهو المنار فهو سيد المتقين من الاولين والاخرين وحينما يتصل الزائر ويسلم على النبي بلا شك سيكون لهذا السلام ولهذه الزيارة نوع من السمحية خصوصاً اذا استحضر الزائر الكريم بانه واقف امام جبل في الحقيقة وطود اشم في التقوى، يتذكر تقوى النبي صلى الله عليه وآله وخوف من الله عز وجل، هذا الذي تحدثنا الروايات انه قد اهدر دم احد المشركين غيب وجهه واقبل في مجلس كان فيه النبي لواسطة بعض اقربائه، فأخذ احد الاصحاب يومئ للنبي بطرف عينه يشير الى ان اقوم اقتص منه اقوم اقتله، يقول فلم يجبني النبي الى ان خرج ذلك، فسئل النبي: يا رسول الله كنت أشير لك بطرف عيني، قال: يا هذا ان الله حرم علينا خائنة الاعين، النبي الاكرم صلى الله عليه وآله وسلم الذي كان علم في التقوى والذي كان من خوفه لله عز وجل قام واقفاً على قدميه لمدة عشر سنين قيل له ما هذا الجد والاجتهاد، وقد غفر الله لك من ذنوبك ما تقدم منها وما تأخر، فكان جوابه افلا اكون عبداً شكوراً، اذن الزائر حينما يسلم على النبي صلى الله عليه وآله تقف امام عينه هذه الصور المشرقة في تقوى الله وفي مخافة الله فسوف يستلهم من المزور من النبي صلى الله عليه وآله دروساً من التقوى والورع والخوف من الله سبحانه وتعالى، وبالتالي هذا اول ما يحصل عليه الزائر، اضف الى ذلك غفران ذنوبه، طبعاً نفس غفران الذنوب بلا شك لها دور في تنمية التقوى عند نفس الزائر هذه من جانب ثاني، فهذا بعض ما يأتي في الذهن من ملامح تقوية التقوى عند الزائر، خصوصاًَ اذا تأملنا في العبائر التي يدعو بها بعد صلاة الاربع ركعات حينما يزور النبي ويدعو فيها من الدعاء ما بعد الاربع ركعات في هذا الدعاء الذي ورد الى حضور وطلب النجاة من المواقف المهولة في ذلك اليوم ومن احب التفصيل يرجع الى الزيارة وما ورد فيها خصوصاً في الدعاء الوارد في نمي قضية التقوى عند الانسان، والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطاهرين.
المحاور: صلوات الله عليهم اجمعين سماحة الشيخ باقر الصادقي، شكراً جزيلاً، وشكراً لكم احبائنا على متابعة ما تبقى من البرنامج.
*******
نتابع الافاضل تقديم هذه الحلقة من برنامج فاتح الخير، وننتقل الى العبارة التالية من الدعاء الذي يلي صلاة زيارة سيد الرسل (صلى الله عليه وآله) من بعيد حيث يقول الزائر: «واجعل يارب في ذلك اليوم مع اوليائك منطلقي وفي زمرة محمد واهل بيته عليهم السلام محشري».
في هذه العبارة مطلب جليل وعظيم البركات يعلمنا مولانا الامام الصادق عليه السلام ان نطلبه من الله جل جلاله ونحن نزور رسوله الاعظم )صلى الله عليه وآله) من بعيد.
هذا المطلب هو ان يكون منطلق الزائر وحشره يوم القيامة مع اولياءه في زمرة محمد واهل بيته (عليهم السلام) وهذا يعني ان يكون حشره قرين الاكرم الذي اعده الله عز وجل لمحمد وآله عليهم السلام يوم القيامة وفي ذلك نجاة من شدائد القيامة كلها اضافة الى الفوز ببركاتها جميعاً.
ولا يخفى عليكم احباءنا ان التذكير بهذا المطلب من شانه ان يرسخ في الزائر وهو في الحياة الدنيا ايضاً روح السعي والاجتهاد لان يكون مع محمد وآل محمد عليهم السلام هنا ايضاً بصدق الموالاة لهم والبراءة من اعدائهم.
*******