والمناظرة الانتخابية الاولى اختُصت بالقضايا الاقتصادية الراهنة في البلاد، وعليه سيقوم كل من المرشحين بالرد على اسئلة عدد من الخبراء البارزين المعنيين بالشؤون الاقتصادية حول مختلف القضايا الراهنة والحلول الكفيلة بمعالجة التضخم وزيادة الانتاج المحلي.
والمرشحون الستة لخوض انتخابات رئاسة الجمهورية الرابعة عشرة في ايران، هم : مصطفي بور محمدي ومسعود بزشكيان وسعيد جليلي وعليرضا زاكاني ومحمد باقر قاليباف وسيد امير حسين قاضي زاده هاشمي.
وقبل حلول موعد المناظرة التلفزيونية الاولى اقام مرشحو الانتخابات الايرانية صلاة المغرب والعشاء بشكل جماعي في مبنى التلفزيون الإيراني:
وقال مرشح الانتخابات الرئاسية الايرانية امير حسين قاضي زادة في المناظرة التلفزيونية: على المرشحين ان لا يطلقوا وعودا فارغة لايمكن تطبيقها، داعيا المرشحين ان لايكرروا الحلول الاقتصادية التي سبق وطرحوها على مدى السنوات الماضية وثبت فشلها .
واضاف قاضي زادة: ان السلطات لم تلتزم في كثير من الأحيان بقانون الخصخصة .. فلابد ان يتم تنفيذ هذا القانون بشكل شفاف وواضح .. على الحكومة ان لاتتنافس مع القطاع الخاص فكلما نشط القطاع الخاص اكثر كلما زادت أرباح الحكومة.
واشار قاضي زادة الى ان الشعب الايراني الذي ادار الحرب العسكرية المفروضة عليه، قادر على ادارة القطاع الاقتصادي ايضا.
بدوره قال المرشح محمدباقر قاليباف في المناظرة التلفزيونية: علينا استكمال طريق حكومة الشهيد رئيسي وتقوية نقاط ضعفها، مضيفا ان 17بالمائة من النفط ومشتقاته في ايران تذهب هدرا ونحتاج الى رئيس قوي لادارة هذا الملف.
وتابع قاليباف: لاشك ان العقوبات مؤثِّرة سلبا على اقتصادنا .. وانا اعتقد ان على كل الاجهزة الحكومية ان تعمل وتبذل جهدا لالغاء العقوبات .
واكد قاليباف: لم نستثمر انضمامنا الى منظمة شانغهاي والاتفاقيات مع روسيا ولابد من الاستفادة من مزايا ذلك .
وفي السياق قال المرشح مسعود بزشكيان: لابد من تحقيق الوحدة والانسجام الداخلي والانفتاح على العالم لنتمكن من النمو الاقتصادي الذي نطمح اليه، مضيفا: يجب اشراك جميع الخبراء وانخب في تنفيذ الخطط المرسومة و نحتاج الى استثمارات اجنبية من أجل تحقيق النمو 8%، مؤكدا انه لا يمكن تصدير البضائع من دون علاقات مع الدول، معتبرا الحظر كارثة ولكن الالتفاف عليه تسبب الكثير من الفساد.
واضاف بزشكيان: للأسف اصبحنا نفتخر باستيراد السيارات الاجنبية المستعملة وهذا لا يليق بالشعب الايراني .. لايمكننا العثور على شريك تجاري حقيقي دون رفع العقوبات .. عملتنا الوطنية تتدهور يوما بعد آخر منذ سنوات ولايمكننا استيراد التكنولوجيا الحديثة الى البلاد.. يجب تغيير نظرتنا ورؤيتنا .
وتابع بزشكيان: نحن في ايران لانسلّم المسؤوليات الى اصحاب التخصص والى من يستحق.. شعاراتنا لاتحل مشاكل الموظفين والعمّال .. العقول والنخب تهرب الى خارج البلاد وهذا أمر مؤسف.
ولفت بزشكيان الى ان البعض وعد بانشاء مليون وحدة سكنية سنويا .. اين هُم الان؟!. لماذا يتم تعيين من لايمكنهم تحمّل المسؤوليات؟.
كما قال المرشح سعيد جليلي في المناظرة التلفزيونية: ان طريقة ادارة البلاد أهم من الاستثمارات لتحقيق النمو الاقتصاد، مشيرا الى ان ايران تتمتع بالتكنولوجيا الحديثة ونحن قادرون على توظيفها لتحقيق النمو .. لابد من ترتيب اولوياتنا بالشكل الصحيح .. على الرئيس ان يعرف حقيقة المشاكل التي تعيشها البلاد.
واكد جليلي: على المواطن ان ينتخب المرشح الذي يعرف كيف يستثمر الفرص الموجودة في البلاد .. على الشعب ان ينتخب الأصلح الذي يدرك ظروف ايران .
واعتبر جليلي ان اتخاذ القرارات السريعة والمستعجلة والآنية تضر بالبلاد ولابد من وضع حد لها .
واعتبر المرشح علي رضا زاكاني ان مشكلة ايران ليست الحظر الاميركي الظالم وانما الوصفات الخاطئة، والمشكلة الأكبر هي ان الشعب يتقاضى المرتبات بالعملة المحلية (التومان) لكن مصاريفه تُحسب بالدولار، داعيا الشعب الايراني ان لاييأس من الكلام الذي يطرحه المرشحون وقال: نحن قادرون على ادارة البلاد وبأفضل شكل ممكن.
واكد ان لديه خطة لتقوية العملة الوطنية وايجاد ثورة علمية في البلاد، لافتا الى ان حكومة الرئيس الاسبق حسن روحاني تعاملت بشكل كارثي مع ملف السيولة النقدية.
واكد المرشح مصطفى بورمحمدي في المناظرة التلفزيونية: لايمكن حل مشاكلنا الاقتصادية من دون التعامل مع العالم، لافتا ان الشعب لم يعد يصدّق شعاراتنا ومواقفنا.
واضاف بورمحمدي: الشعب لايثق بنا، فقد ذهبت امواله سدى في البورصة .. ما اقوله هنا، هو ملخص كلام خبراء العديد من الجامعات .. علينا ان نكون صادقين مع الشعب وان لا نطلق الشعارات فقط، مؤكدا انه لا يمكن تسيير الأمور عبر الخداع وعبر التفاؤل.
واوضح بورمحمدي ان التضخم السنوي الذي تشهده البلاد يتجاوز الـ 40 بالمائة في الاعوام الماضية وبهذه الارقام الهائلة لايمكن تحقيق الثبات والاستقرار الاقتصادي.. نحن قادرون على حل هذه المشكلة وعلينا ان لا نستهزئ بالأمور الدولية في التاثير على واقعنا الاقتصادي .
وعلما، بان الانتخابات الرئاسية لنسختها الرابعة عشرة، ستجري يوم الجمعة 28 حزيران / يونيو الجاري، لاختيار تاسع رئيس للجمهورية الاسلامية الايرانية.