بسم الله والحمد لله والسلام على رسول الله وآله الهداة الى الله، والسلام عليكم اعزائنا المستمعين ورحمة الله وبركاته نتابع في لقاء آخر احبائنا الاستهداء لابواب الخير من خلال فقرة اخرى من الزيارة المروية عن مولانا الامام الصادق (ع) التي ندب المؤمنين الى زيارة نبي الرحمة (ص) بها من بعيد وحيثما كانوا.
ونفتح اللقاء اعزائنا برواية اخرى من مصادر الجمهور تعرفنا بهوية الذين سعوا منذ صدر الاسلام الى منع المسلمين من تقوية ارتباطهم بالنبي الاكرم (ص) والتوسل به الى الله عز وجل فقد روى الحافظ الهيثمي في كتابه موارد الظمآن مسنداً عن عبيد الله بن عبد الله قال: رأيت اسامة بن زيد يصلي عند قبر النبي فخرج مروان بن الحكم فقال: تصلي الى قبره.
فأجاب اسامة: اني احبه.
فقال له مروان قولاً قبيحاً ثم ادبر.
فانصرف اسامة بن زيد فقال له: يا مروان انك آذيتني واني سمعت رسول الله (ص) يقول: ان الله يبغض الفاحش المتفحش وانك فاحش متفحش.
اما المقطع الذي نستنير بنوره في هذه الحلقة من نص زيارة النبي الاكرم (ص) من بعيد فهو الذي يطلب فيه الزائر كما يعلمنا الامام الصادق عليه السلام من الله عز وجل ان يجعل اسمى مراتب صلواته وبركاته على نبيه المصطفى ويذكر في عدة من مقاماته ذكرنا ثلاثة منها ونتابع ذكر البقية وهي حسب نص الزيارة (ونبيك ونذيرك وامينك ومكينك ونجيك)، نلاحظ اولاً ان هذا المقطع ينسب هذه المقامات المحمدية المباركة الى الله عز وجل فما المراد من هذه النسبة؟
*******
لعل من اهم اسرار ذلك تنبيه الزائر وهو يمتلأ شعوراً بعظمة هذا النبي الاكرم ان منشأ كل هذه الكمالات هو الله جل جلاله وفي ذلك ترسيخ لحقيقة التوحيد الخالص وهذا من اجل معاني ان معرفة الله هي معرفة محمد وآله عليه وعليهم السلام فهم خلفاء الله عز وجل في ارضه فهذه الخلافة هي قناة تعريف الخلق بخالقهم تبارك وتعالى المزيد من التوضيح لهذه الحقيقة نستمع اليه من خبير البرنامج سماحة الشيخ باقر الصادقي في اللقاء الهاتفي التالي الذي اجراه زميلنا نستمع معناً:
المحاور: السلام عليكم احباءنا اهلاً بكم ومرحباً بهذه الفقرة من فقرات برنامج فاتح الخير معنا مشكوراً على خط الهاتف سماحة الشيخ باقر الصادقي، سماحة الشيخ سؤالنا في هذه الحلقة وهو الذي وردتنا بشأنها عدة تساؤلات معنى كون محمد وآل محمد عليهم السلام جميعاً خلفاء الله في ارضه؟
الشيخ باقر الصادقي: بسم الله الرحمن الرحيم، بلا شك ان من معاني الخلافية ان المستخلف يجمع صفات الكمال والجلال الالهي يعني ان الخليفة يكون مظهر تام من مظاهر الله تبارك وتعالى لان الله تنزه عن الجسمانية فالله عز وجل اودع في الخليفة في الحجة مظاهر الجمال صفات الجمال والجلال على سبيل المثال لتوضيح الفكرة مثلاً من اسماء الله الحسنى الرحمن وهذه الرحمة تشمل البر والفاجر المؤمن الكافر رحمان في دار الدنيا لعموم الخلق ورحيم في يوم القيامة للمؤمنين النبي صلى الله عليه وآله الله عز وجل كذلك يعبر عنه في القرآن وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ اذا نظرنا في صفات النبي وخصوصاً صفة الرحمة نجد هذه الرحمة واضحة في سلوك النبي صلى الله عليه وآله رحمته باصحابه ورحمته باعدائه ورحمته بالبهائم وبالطيور بكل الخلق، هذه الصفة بارزة وواضحة يعني اكثر من اعدائه الذين اخرجوه من موطنه ومن محل ولادته مأنس نفسه لكن مع ذلك لما رجع فاتحاً قال لهم: ما ترون اني صانع بكم.
فقالوا له: اخ كريم وابن اخ كريم.
فقال لهم: اذهبوا فانتم طلقاء او حينما ادموه والعرق يتصبب من على جوانبه نزل اليه جبرائيل قال: ان الله عز وجل امرني ان اخيرك ان انزل عليهم العذاب الامر بيدك.
فقال: لا يا حبيبي جبرائيل فرفع يديه قال: اللهم اهدي قومي فانهم لا يعلمون، يعني دعا لهم قدم لهم العذر بانهم لا يعلمون بمقامه وبمنزلته وبانه رسول من قبل الله وهذه في الحقيقة تجسد هذه الرحمة، هكذا مثلاً صفة الكريم الله عز وجل الكريم من اسماءه الكريم هذا الكرم حينما ننظر في صفات المعصومين خلفاء الله في ارضه والائمة عليهم السلام نجد هذه الخصلة واضحة وبارزة في سلوك اهل البيت، الامام الحسن المجتبى سلام الله عليه يأتيه رجل قبل ان يسأل يقول اعطوه عشرين الف دينار فيقول سيدي هلا تركتني ابوح بحاجتي فيقول الامام نحن اناس نوالنا خضل يرتع فيها الرجاء والامل تجودك قبل السؤال انفسنا خوفاً على ماء وجه من ان يسأل، وهذا في الحقيقة يبين الكرم الالهي (يا من يعطي من سأله يا من يعطي من لم يسأله ومن لم يعرفه تحنناً منه ورحمة)، هكذا هذا قبل ان يسأل الامام الحسن ابتدأه، فمن هنا نعرف صفة الكرم وهكذا جميع الاسماء والصفات فيكون الخليفة مظهر لصفات الله الجمالية والجلالية في الحروب كان غضب امير المؤمنين على الكفار فكان شدة تنمره في ذات الله تعكس صفات الجلال الربوبي والغضب الالهي على اعداء الله عز وجل وهكذا الى آخر الصفات والاسماء التي هي لله عز وجل ويكون الخليفة مظهر بهذه الاسماء وهذا هو معنى الخلافة.
المحاور: جزاكم الله خيراً سماحة الشيخ باقر الصادقي شكراً جزيلاً ونسأل الله تبارك وتعالى ان يعيننا واياكم وجميع الاخوة والاخوات على السعي للتخلق باخلاق محمد وآل محمد صلوات الله عليهم اجمعين، مستمعينا الافاضل تفضلوا مشكورين بمتابعة ما تبقى من برنامج فاتح الخير في حلقته هذه.
*******
نتابع مستمعينا الاكارم تقديم هذه الحلقة من برنامج فاتح الخير من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران ونقف الان اعزائنا وقفات قصيرة عند دلالات مقامات النبي الاكرم (ص) التي ذكرها مقطع هذه الحلقة من زيارته من بعيد فاولها مقام نبي الله عز جل وقد ذكر قبله مقام رسول الله (ص) والتمايز بينهما هو في ان مقام الرسالة ينظر اولاً: الى تبليغ اوامر الله سبحانه اما مقام النبوة فينظر اولاً: الى استمرار الوحي الالهي الى النبي تنبيهاً الى كون كل ما جاء به هو من عند الله جل جلاله.
والمقام الثاني: هو مقام الانذار والنظر فيه اثارة فطرة دفع الشر التي جبل عليها الانسان وتوظيفها في اتجاه اتباع الرسول للنجاة مما ينذر منه وهو الصادق الامين (ص).
والمقام الثالث: هو امين الله وفيه اشارات عدة الى كونه (ص) حامل امانة الخلافة الالهية في تدبير شؤون عباده وهدايتهم ورعايتهم.
والمقام الرابع: هو مكين الله وفيها اشارة الى ما اعطاه الله عز وجل من مراتب الولاية التكوينية والقدرة على اجراء التدبيرات الربانية كاتباع صفوف الملائكة المذكورة في القرآن الكريم لارادته (ص) باذن الله عز وجل.
اما المقام الخامس: احبائنا فهو مقام نجي الله وفيه اشارة الى شدة قربه (ص) من الله عز وجل وكمال ارتباطه به جل جلاله بحيث لا يغفل عنه طرفة عين.
مستمعينا الافاضل وباقي المقامات المحمدية المباركة نقف عندها مستنيرين بها في الحلقة المقبلة من البرنامج بعون الله تعالى، سائلينه عز وجل توفيق الحصول على المزيد من معرفة احب الخلق اليه نبينا المصطفى صلى الله عليه وآله.
وما قدمنا لكم احبائنا هو برنامج فاتح الخير استمعتم له من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران كونوا معنا في الحلقة المقبلة ان شاء الله تعالى والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
*******