كان "حسين آغا ممتحني" المعروف بـ "حميد سبزواري" شاعرا إيرانيا معاصرا، وولد عام 1304 هجرية شمسية (1925م) في سبزوار شمال شرق إيران.
وكان والده "عبد الوهاب" محترفاً بسيطاً، وكان يمتلك موهبة شعرية، وعلم ابنه مبادئ الشعر. كما تعلم سبزواري القرآن في المنزل مع والدته قبل الالتحاق بالمدرسة.
وبدأ كتابة الشعر منذ أن كان عمره 14 عاماً، وكان يكتب قصائده في ديوان شعر اسمه "فرياد نامه". وقد ورد ذكر حميد سبزواري على أنه "شاعر الثورة" أو "أبو شعر الثورة الإسلامية". وتوفي أخيرًا في 22 خرداد سنة 1395 (12 يونيو 2016) ودُفن في موطنه (سبزوار).
دكتاتورية رضاخان
مرت فترة مراهقة حميد سبزواري وأيام شبابه في عهد "رضا شاه بهلوي" وأثرت تطورات هذه الفترة على نفسيته. وفي تلك السنين، وبدافع الفضول، قام بزيارة مختلف الأحزاب والجماعات السياسية للتعرف على أصواتهم وآرائهم.
تحتوي قصائد حميد سبزواري في أيام شبابه على مواضيع سياسية واجتماعية أكثر، والتي تأثرت بالأوضاع والأحداث في تلك السنوات، بما في ذلك احتلال إيران من قبل قوات الحلفاء في عام 1320 هجرية شمسية ( 1941م).
عمل سبزواري في التعليم عام 1952م ومارس مهنة التدريس. وتزوج في نفس العام. وبعد مرور عام على الزواج، وفي الانقلاب الأمريكي في 19 آب 1953 ضد حكومة الدكتور محمد مصدق الشرعية، تورط حميد سبزواري في مشاكل وأصبح مطلوبًا من قبل مدبري الانقلاب. وعاش سرا في مدينة "اسفراين" لفترة من الوقت. وتسببت تلك الأحداث في إقالته من وزارة التربية والتعليم.
وذهب سبزواري إلى طهران عام 1978م وكان يشارك في الجمعيات الأدبية. وبعد ذلك بقليل، سقطت حكومة بهلوي في 22 بهمن ( فبرابر1979) من ذلك العام.
أبو شعر الثورة الإسلامية
وبعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران، كان أهم نشاط لحميد سبزواري هو إنشاد الشعر. وقد سميت قصائده بالهوية التقويمية للثورة؛ لأنه قلما نجد أحداثا لم تنعكس في شعره بعد الثورة الإسلامية.
وبعد انتصار الثورة، بذل سبزواري كل طاقته في الترويج لأفكار ومثل الثورة الإسلامية والأنشطة الثقافية والفنية. وعمل في الإذاعة والتلفزيون الإيراني وأصبح عضوا في مجلس الشعر لهذه المؤسسة.
ومن أشهر قصائد سبزواري كان النشيد الثوري تحت عنوان "أمريكا، أمريكا، عار لخداعك".
وإليكم جزء من نص هذا النشيد كما يلي:
أمريكا أمريكا عار لخداعك / دماء شبابنا تقطر من قبضتكم
يا شرارة القهر؛ العالم يحترق / لقد أصبحت سلامة وأمن العالم في خطر
هناك عنف فيك، ولكن الحب والوفاء ليسا فيك/ لا يوجد في كل الأزمان، شرير مثلك.
ومن أولى القصائد التي كتبها سبزواري للثورة الإيرانية، كانت أناشيد "الخميني يا إمام!" و "قوموا يا شهداء سبيل الله" والتي تم إنشادها في نفس الوقت الذي وصل فيه مؤسس الجمهورية الإسلامية "الإمام الخميني" إلى أرض الوطن ، في حفل استقباله.
أعمال وتكريمات
في عام 1993م، حصل حميد سبزواري على وسام الدرجة الأولى للفن في مجال الأدب. وكذاك حصل أيضًا على وسام "الجهادي في مجال الثقافة والفن" من قبل جمهورية إيران الإسلامية.
وتم تقديم هذا الشاعر الثوري كشخصية خالدة من قبل وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي في عام 2004م.
وقد ترك حميد سبزواري العديد من دفاتر الشعر، منها "أغنية الألم"، و"أغنية الفجر"، و"أغنية أخرى "، و"سافر أنت بشكل رومانسي"، و"صوت الجرس" و... وتم الاعتراف بكتاب "أغنية الألم" ككتاب العام في إيران عام 1997م.
parstoday