العلاج المبكر بالإنسولين من شأنه تقليل مخاطر الإصابة بالسكتة الدماغية والحاجة لدخول المستشفى بسبب قصور القلب مقارنة بأولئك الذين لم يتلقوا العلاج.
وتوصل فريق بحثي مشترك بقيادة البروفيسور ونغ جيان بينغ من جامعة آنهوي الطبية، وعلماء من جامعة العلوم والتكنولوجيا الصينية، وجامعة الطب الجنوبية، وجامعة بكين، إلى تلك النتائج بعد إتمام دراسة رصدية مدتها 24 عاما على علاج 5424 من مرضى السكري من النوع الثاني في جميع أنحاء الصين.
وشهد مرضى السكري من النوع الثاني الذين خضعوا للعلاج انخفاضا بنسبة 31% في خطر الإصابة بالسكتة الدماغية وانخفاضا بنسبة 28% في خطر دخول المستشفى بسبب قصور القلب.
تكمن أهمية تلك الدراسة في إثبات دور العلاج المبكر بالأنسولين في تحسين المؤشرات الحيوية المتعلقة بالالتهاب منخفض الدرجة ووظيفة بطانة الأوعية الدموية، وهي مؤشرات معروفة لخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، لدى مرضى السكري من النوع الثاني الذين تم تشخيصهم حديثا.
وتعتبر نتائج تلك الدراسة دليلا دامغا على اعتماد العلاج المبكر بالأنسولين كخيار علاجي أولي للمرضى الذين تم تشخيصهم حديثا.
يشار إلى أن هناك نوعين من مرض السكري، الأول والثاني وهما في الواقع مرضان مختلفان، في النوع الأول، يهاجم الجسم خلايا بيتا الخاصة به في البنكرياس، والتي تنتج الأنسولين، ويفتح هذا الهرمون الطريق أمام الغلوكوز إلى الخلايا، حيث يتم تحويله إلى طاقة، ومن دون هذه الآلية، يتراكم الغلوكوز في الدم، مما يؤدي إلى أمراض الأوعية الدموية والأعضاء المختلفة.
في النوع الأول، يتم تدمير خلايا بيتا البنكرياسية ويحدث نقص في الأنسولين، فيضطر المريض يومياً إلى حقن الأنسولين الاصطناعي تحت الجلد. علاوة على ذلك، يحتاج إلى حساب الجرعة بناءً على كمية الكربوهيدرات المستهلكة في كل وجبة.
أما في النوع الثاني، يكون لدى الجسم الأنسولين الخاص به، ولكن هذا الهرمون لا يعمل بشكل صحيح، حيث تطور الخلايا مقاومة للأنسولين، أي أنها تقلل من حساسيتها للهرمون، ويبدأ البنكرياس في إنتاج المزيد من الأنسولين، ولكن بعد مرور بعض الوقت يفقد هذه القدرة. وعلينا أن نلجأ إلى حقن الأنسولين مرة أخرى، ويجب مراقبة مستويات الغلوكوز في الدم بعناية أكبر.