البث المباشر

بسبب دعمها غير المشروط لتل ابيب... تراجع نفوذ المانيا في غرب اسيا

الخميس 6 يونيو 2024 - 21:40 بتوقيت طهران
بسبب دعمها غير المشروط لتل ابيب... تراجع نفوذ المانيا في غرب اسيا

دعم "ألمانيا" غير المشروط لـكيان الاحتلال الإسرائيلي ومعاييرها المزدوجة تجاه معاناة الفلسطينيين أدى إلى تقليص النفوذ الناعم لهذه الدولة في غرب آسيا.

وتمكنت ألمانيا، التي سعت إلى المصالحة بين إسرائيل والعالم العربي لعقود من الزمن، من اكتساب نفوذ ناعم كبير في المنطقة، وتم الاعتراف بها منذ فترة طويلة كوسيط في العلاقات التجارية والاقتصادية.

ولكن الوضع الآن في غرب آسيا مختلف؛ ويتزايد الدعم للمقاومة الفلسطينية، ويعتبر العديد من العرب الهجمات الإسرائيلية على غزة بمثابة "حرب إبادة جماعية" ويدينونها.

ألمانيا، مع شبح المحرقة الذي انطبع في ذهنها، واصلت في البداية دعم الهجوم الإسرائيلي على غزة.

ولهذا السبب، فإن رد ألمانيا الحاسم وغير الإنساني على الحرب في غزة مع بدء عملية الأقصى يزيد من مصداقية هذا البلد في العالم أكثر من ذي قبل.

بعد خمسة أيام من 7 أكتوبر 2023، وبدء عملية اقتحام الأقصى، حدد المستشار الألماني أولاف شولتز في خطاب له بوضوح سياسة بلاده تجاه الحرب الجديدة في غزة، فقال: "في هذه اللحظة، لا يوجد سوى موقف واحد لألمانيا "بجانب إسرائيل".

وأصبحت ألمانيا، التي زادت بحلول تشرين الثاني/ نوفمبر 2023 تصدير أسلحتها إلى كيان الاحتلال ما يقرب من عشرة أضعاف، ثاني أكبر مورد للأسلحة إلى إسرائيل منذ بداية الحرب، بعد الولايات المتحدة.

وأدى أداء ألمانيا المتحيز تجاه إسرائيل إلى دفع الوضع في بعض الدول العربية مثل تونس إلى درجة اندلعت لأول مرة في هذا البلد احتجاجات ضد دعم برلين لنظام قتل الأطفال الإسرائيلي.

وفي أكتوبر من العام الماضي، أثارت كلمات "بيتر بروغل"، السفير الألماني بتونس، جدلا خلال حفل افتتاح مدرسة ثانوية جديدة بضواحي تونس العاصمة.

وخلال هذا الحفل أعلن وزير التربية والتعليم التونسي التضامن مع غزة، ثم أطلق "بروجل" على الإسرائيليين لقب الضحايا.

وبعد أيام قليلة، تجمع المتظاهرون أمام السفارة الألمانية وطالبوا باستقالة هذا الدبلوماسي الألماني.

وفي هذا الصدد، أجرت "فورين بوليسي" مقابلات مع تسعة موظفين في ست مؤسسات ألمانية تعمل في خمس دول في غرب آسيا.

وعتقد الأشخاص الذين أجريت معهم المقابلات أن موقف ألمانيا الصارم في حرب غزة قد عرّض موقفهم العملي مع الشركاء والمجتمعات المحلية للخطر.

ويعترف الموظفون منذ فترة طويلة في المؤسسات الألمانية في غرب آسيا بأن احتلال إسرائيل للضفة الغربية هو مثال على الفصل العنصري، وأن السياسة الخارجية الألمانية بعيدة كل البعد عن واقع الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

ويقول العاملون في هذه المؤسسات إن استخدام مصطلحات مثل "الفصل العنصري" و"الإبادة الجماعية" في الحديث عن معاملة إسرائيل للفلسطينيين أمر شائع بين زملائهم.

وفي الوقت نفسه، ترفض الحكومة الألمانية "الفصل العنصري" و"الإبادة الجماعية" وتعتبرهما معاديتين للسامية.

كما قال بعض موظفي "GIZ" (الوكالة الألمانية للتعاون الدولي) لمجلة "فورين بوليسي" إن مشاركة ألمانيا في هذه الحرب أثارت الغضب والاشمئزاز داخل هذه المؤسسة.

وفي هذا الصدد، قامت العديد من المنظمات الألمانية العاملة في غرب آسيا بإلغاء الأحداث العامة سرًا، أو تأجيل نشر التقارير، أو تغيير شعارها من أجل الحفاظ على هويتها وحماية موظفيها المحليين وشركائها في المنطقة التي تدعم كيان الاحتلال.

وبحسب الاستطلاع الذي أجراه مركز واشنطن العربي في عام 2020، كان لدى غالبية العرب نظرة إيجابية لسياسة ألمانيا الخارجية. لكن بحسب استطلاع آخر نشره معهد الدوحة في يناير/كانون الثاني 2023، فإن 75% من المشاركين في 16 دولة عربية لديهم نظرة سلبية لموقف ألمانيا في خضم حرب غزة.

المصدر: Pars Today

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة