ويصادف يوم 3 يونيو الذكرى الخامسة والثلاثين لوفاة مؤسس الثورة الإسلامية الراحل الإمام الخميني (رضي الله عنه)، المعروف بأنه الحقيقة الحية وراية الثورة الإسلامية.
وفي كل عام، تقام مراسم تأبين في ضريح الإمام الخميني جنوب طهران بحضور قائد الثورة الإسلامية آية الله السيد علي الخامنئي وكبار المسؤولين الحكوميين والعسكريين، فضلاً عن آلاف الأشخاص من مختلف مناطق البلاد.
وقال قائد الثورة الاسلامية في بداية خطابه: اليوم أريد أن اقول بضع كلمات من وجهة نظر الإمام الخميني (رض) حول قضيتين مهمتين حدثتا بين يونيو الماضي واليوم إحداهما قضية فلسطين، وهي قضية العالم الأولى اليوم، والتي بدأت بهجمة شعبية كبيرة، ولفتت نتائجها أنظار العالم إلى يومنا هذا، وجعلتها قضية العالم الأولى".
وتابع: "القضية الأخرى التي اتحدث عنها هي الحادثة المريرة بفقدان رئيسنا العزيز والحبيب، وهي أيضاً حادثة كبيرة؛ لها عواقب على الصعيدين المحلي والدولي... استشهاد رئيسنا ورفاقه يعتبر من أهم القضايا في تاريخ الثورة الإسلامية".
وقال آية الله الخامنئي: "ثم سأتحدث بضع كلمات حول موضوع الانتخابات الرئاسية والواجب الوطني والعام الذي يكون على عاتقنا في هذا الصدد".
وأشار سماحة قائد الثورة الاسلامية الى تطورات الأحداث في الأراضي الفلسطينية وقال: "ما تنبأ به الإمام الخميني (رض) بشأن مستقبل فلسطين، اليوم في طور التحقيق"، مؤكداً أن "عملية طوفان الأقصى كانت حاجة ماسة لشعوب المنطقة".
وأضاف: "إن هذه العملية كانت ضربة قاصمة ضد الكيان الصهيوني لن يتعافى منها، كما أنها خلطت جميع الأوراق وجاءت في لحظة حساسة كان العدو يسعى فيها للسيطرة على المنطقة"، مضيفاً: "عملية طوفان الأقصى وضعت الكيان الصهيوني على طريق سينتهي بزواله".
وتابع سماحته: "ان قضية فلسطين تحولت الى قضية العالم الأولى./وفي الجامعات الأمريكية نرى ان الطلبة يهتفون لصالح فلسطين"، مضيفاً: كما يقول مؤرخ إسرائيلي إن المشروع الصهيوني في حالة احتضار".
"وأضاف آية الله الخامنئي: "يرى المحللون الغربيون أن النظام الصهيوني تعرض لهزيمة قاسية من قبل فصائل المقاومة في عملية طوفان الأقصى"، مؤكداً: "ان عملية طوفان الأقصى جاءت في الوقت المناسب".
*مشاركة الشعب في مراسم تشييع الشهداء أظهرت ان الشعب يرتبط عاطفيا بمسؤوليه
وفي قسم آخر من تصريحاته أشار سماحة قائد الثورة الاسلامية الى حادثة استشهاد الرئيسي الايراني الراحل السيد ابراهيم رئيسي ورفاقه اثر تحطم مروحيتهم في شمال غربي البلاد، وثمن جهود الرئيس الشهيد في متابعة قضايا البلاد وخدمة الشعب الإيراني، وأكد أن رئيسي وأمير عبداللهيان يعتبران شهيدي الخدمة.
كما أشاد بالحضور الملحمي للشعب الإيراني في مراسم وداع الرئيس رئيسي ووزير الخارجية أمير عبد اللهيان، وقال: "إن مشاركة الشعب في مراسم تشييع الشهداء أظهرت أن الشعب الإيراني متحفز ولا يكل أبداً ويرتبط عاطفياً بمسؤوليه، وان هذه التجمعات للشعب الإيراني سيكون لها تأثير على معادلات المنطقة".
وشدد سماحة قائد الثورة: "رغم خسارة رئيس الجمهورية تمكنت البلاد من الحفاظ بشكل كامل على أمنها وسلامها".
*في الإنتخابات الرئاسية المقبلة انجازات كبيرة للبلاد وهي تكملة لملحمة تشييع الشهداء
وفي القسم الاخير من تصريحاته أشار قائد الثورة الاسلامية الى الانتخابات الرئاسية المقبلة وقال: "إن الانتخابات التي أمامنا ظاهرة مليئة بالإنجازات؛ وإذا أُجريت هذه الانتخابات بخير وبشكل كبير إن شاء الله، فسيكون إنجازًا عظيمًا للشعب الإيراني، حيث انه بعد هذا الحادث المأساوي، يجتمع الناس وينتخبون الرئيس التالي، ولهذا انعكاس رائع في العالم"، مضيفا: "لذلك فإن هذه الانتخابات مهمة للغاية وهي تكملة لملحمة تشييع الشهداء".
وشدد سماحته: "لكي يتمكن الشعب الإيراني من الحفاظ على مصالحه في المعادلات الدولية المعقدة وتثبيت عمقه الاستراتيجي ويكون قادراً أيضاً على سد الثغرات الاقتصادية نحتاج إلى رئيس نشط وعالم ومؤمن بمبادئ الثورة الاسلامية".
وأكد قائد الثورة الاسلامية أنه ستكون هناك منافسة كبيرة بين المرشحين، ومشهد الانتخابات سيكون لخدمة الشعب وليس صراعاً لكسب الكرسي، وختم كلمته متأملاً في أن "يختار الشعب الايراني أفضل مرشح ليكون لائقاً به وبالبلاد".