مرور ما يقرب من 240 يوماً على بداية الحرب في غزة وخلفت وراءها 36 ألف شهيد و82 ألف جريح، لم تحقق نوايا الصهاينة فحسب، بل أدت أيضاً إلى تعزيز وتوسيع جبهة المقاومة كقوة مضادة.
وقد تناول قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي الخامنئي مسألة بالغة الأهمية في رسالته إلى الطلاب الأمريكيين: "لقد استيقظت ضمائر كثيرة على نطاق عالمي، والحقيقة تنكشف. جبهة المقاومة أصبحت أقوى وستزداد قوة والتاريخ يدير ظهره".
ويشير إلى هذه الحقيقة التصريحات الأخيرة للسيد حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله لبنان، بأن جبهة المقاومة أصبحت اليوم أكبر وأوسع وأشمل وأقوى مما كانت عليه في الماضي. ونقلاً عن حركة الطلاب في الجامعات الأميركية والغربية احتجاجاً على الجرائم الصهيونية، وصف نصر الله المستقبل الحاسم لجبهة المقاومة بأنه "مشرق" و"منتصر"، وقال: "في هذا الصدد، المسألة الوحيدة هي الوقت".
جبهة المقاومة في طريق القوة
واليوم، وبينما تواجه إدانة الجرائم الصهيونية في مجلس الأمن الفيتو الغربي، فإن الطلاب الأميركيين والأوروبيين، الذين يشعرون بخيبة الأمل إزاء موقف المؤسسات الدولية ودولهم، يتخذون إجراءات ويصرخون دعماً لشعب غزة.
لقد دفع الضغط الإنساني حول العالم الدول إلى البدء بالاعتراف بشرعية الدولة الفلسطينية؛ وهي مسألة تشير إلى الوعي العالمي المتزايد بواقع القضية الفلسطينية والاحتلال الصهيوني. ولم يرد أحد على تصريح بايدن بأن "دولة فلسطين يجب أن تنشأ عبر المفاوضات، وليس الاعتراف الأحادي الجانب!".
موجة الاعتراف بالدولة الفلسطينية
حشدت القوى الغربية مثل أمريكا والدول الأوروبية كل طاقتها لخلق شرعية مزيفة ومقبولية للكيان الصهيوني وتقديم صورة غير حضارية للسكان الرئيسيين في غزة. ولطالما استخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضد القرارات التي تدين النظام الاسرائيلي في الأمم المتحدة.
يعتبر الدعم المالي والتسليح لتل أبيب أحد المبادئ الثابتة للسياسة الخارجية للولايات المتحدة والعديد من الدول الغربية وغيرها. إلا أن محاولة حركة الاستكبار السيطرة على الرأي العام العالمي فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية لا تسير كما خطط لها.
وبحسب التقارير المتلاحقة، اتخذت المنظمات الإنسانية في العديد من الدول إجراءات عقوبات ضد الشركات والمصانع والمؤسسات المتعاونة مع إسرائيل، وتمكنت من منع شركات بلادها من التعاون مع النظام الإسرائيلي الخطير.
لقد كان للحركة الفلسطينية والمناهضة للهيمنة المسماة حماس تأثير في سياق التطورات في منطقة غرب آسيا والنظام الدولي في العقود القليلة الماضية، وتمكنت من مناقشتها على نطاق واسع مستلهمة خطاب الثورة الإسلامية الإيرانية.
انطلاقاً من ذلك، تمكن خطاب جبهة المقاومة من خلق مواجهة أكثر جدية مع نظام الهيمنة المتزايد القوة. إن مواجهة نظام الهيمنة في دول مثل العراق وسوريا ولبنان وفلسطين واليمن أدت إلى تغيير التحديات وهزيمة الهيمنة الاستكبارية في المنطقة.
إن عولمة هذا التفكير والنمو الحتمي لهذا الوعي سيغيران الاتجاهات العالمية لصالح الأمم المضطهدة وعلى حساب المستكبرين. فكم من ضمائر مستيقظة ستقف على الجانب الصحيح من التاريخ وتشكل جزءاً آخر من جبهة المقاومة.
وأخيرا، فإن الوعي المتزايد ووحدة دول العالم ضد الاستعمار الكبير متعدد الأبعاد هو نتيجة شجاعة جماعة المقاومة حماس، التي عطلت لعبة الحكام وساهمت بشكل كبير في ظهور أسرع لدولة جديدة.
المصدر: parstoday