وصدر حديثاً عن المجمَع العلميّ للقرآن الكريم في العتبة العبّاسية المقدّسة، الكتاب الخامس من سلسلة (علماؤنا السابقون).
“المدوّن الأوّل لتفسير غريب القرآن الكريم”
وأشرف على الإصدار الموسوم (المدوّن الأوّل لتفسير غريب القرآن الكريم/ زيد بن علي الشهيد ت 122هـ)، مركزُ الدراسات والبحوث القرآنية التابع للمجمَع.
وحرص المجمَع العلميّ على إصدار سلسلة تعريفية بجهود علمائنا الأوائل، لبيان ريادتهم في علوم القرآن الكريم وتفسيره، إذ شغل القرآن الكريم وآياته وظواهره أذهان الموافقين والمخالفين.
وأحذ مركز الدراسات على عاتقه التنقيب في التراث الإسلامي، والبحث في مكنوناته عن المدوّنين الأوائل الذين خاضوا في ميدان علوم القرآن، وكشفاً لجهودهم ونتاجاتهم التي تعدّ أساساً لِما بعدها من النتاجات، أصدر سلسلة إصداراتٍ حملت عنوان (عُلَمَاؤُنَا السَّابِقُوْنَ).
زيد الشهيد أوَّل من كتب في موضوع غريب القرآن
وتضمّن الإصدار الخامس من السلسلة التي خُصَّ بها السيِّد زيد بن عليٍّ بن الحسين(عليهم السلام)؛ الملقَّب بـ (زيد الشهيد “ت 122هـ”) بالدراسة والبحث؛ فمن غير الخافي أنَّ (زيداً الشهيد) قد عرف بثورته ضدّ الظالمين، ولم يُعتنَ بعلمه وثقافته وحياته الفكرية العناية الكافية.
وأثبت البحث أن (زيداً الشهيد “ت 122هـ”) كان أوَّل من كتب في موضوع غريب القرآن كتابًا وسمه بـ (تفسير غريب القرآن)؛ سابقًا بذلك أبان بن تغلب “ت 141هـ” الذي كان مشهوراً أنَّه أوَّل من ألَّف في هذا الموضوع، وقد توقَّف عند جملة من الآيات بالتفسير والتوضيح وتحديد المصداق المراد منها.
وأنَّ لزيد الشهيد مؤلَّفات أُخر؛ فقهيَّة وقرآنيَّة وعقديَّة وغيرها، وهو أمر لم يُلتَفت إليه من قبل، أو لم يُسلَّط عليه الضوء، ومن هنا تجيء أهمِّيَّة هذا الإصدار ليضيف إلى المكتبة الإسلاميَّة القرآنيَّة إضافةً جديدة، لينتفع منها طلبة العلم والحقيقة.