وقد كشف الرئيس التنفيذي لـ"مايكروسوفت" ساتيا ناديلا، في تغريدة له على حسابه بمنصة التواصل الاجتماعي "X"، عن طرح الشركة للحواسيب الشخصية المدعومة بمساعدها الذكي Copilot، حيث قال "نقدم لكم أجهزة الحواسيب اللوحية الشخصية المزودة بخدمات Copilot+.. أسرع أجهزة الكمبيوتر تعمل بنظام Windows وأكثرها استعدادًا للذكاء الاصطناعي على الإطلاق".
وقد طرحت عملاق التكنولوجيا الأمريكي، نسخة محدثة من جهازها اللوحي "سيرفيس برو Surface Pro" وجهاز "سيرفيس لاب توب Surface Laptop"، والتي ستضم رقائق "كوالكوم Qualcomm" التي تستخدم رقائق "أرم Arm Holdings".
ويُمثل هذا التطور تحولًا كبيرًا؛ حيث إن رقائق "إنتل Intel" هيمنت تاريخيًا على سوق أجهزة الكمبيوتر الشخصية.
وقد صُممت معالجات Qualcomm Snapdragon X Elite الجديدة بوحدة معالجة عصبية تهدف تحديدًا إلى تعزيز تطبيقات الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك برنامج المساعد الذكي "كابيلوت Copilot" من مايكروسوفت.
ويأتي الكشف عن المنتج قبل يوم واحد فقط من مؤتمر مايكروسوفت السنوي للمطورين وهو حدث مخصص للمدعوين فقط للصحفيين والمحللين في هذا المجال، مع عدم وجود بث مباشر.
ويبدو أن استراتيجية مايكروسوفت تركز على ترسيخ مكانتها في مجال الذكاء الاصطناعي، مستفيدة من تعاونها مع شركة OpenAI التي ابتكرت برنامج ChatGPT للحفاظ على تفوقها على منافسيها مثل Alphabet.
وفي مجال تقنيات الذكاء الاصطناعي، أظهر كل من OpenAI وGoogle مؤخرًا قدرات الذكاء الاصطناعي المتقدمة التي تدعم الاستجابات الصوتية في الوقت الفعلي وتسمح بالمقاطعة، وتحاكي التفاعلات الصوتية الطبيعية، وهي قفزة كبيرة للمساعدات الصوتية القائمة على الذكاء الاصطناعي. بالإضافة إلى ذلك، أدخلت Google العديد من ميزات الذكاء الاصطناعي التوليدي في محرك البحث الخاص بها.
وواجهت صناعة الحواسيب الشخصية ضغوطًا تنافسية، لا سيما من شركة Apple ، التي شهدت نجاحًا مع رقائقها المخصصة القائمة على الذراع، مما أدى إلى إطالة عمر البطارية وتحسين الأداء في أجهزة كمبيوتر Mac الخاصة بها مقارنة بالأجهزة الأخرى التي تستهلك طاقة أكبر.
وفي عام 2016، دخلت Microsoft في شراكة مع شركة Qualcomm في خطوة لتحويل نظام التشغيل Windows إلى تصميمات شرائح Arm، مما منح شركة Qualcomm حصرية على أجهزة Windows - وهو عقد من المقرر أن ينتهي هذا العام.
كما أفادت تقارير أن شركات أخرى لأشباه الموصلات، مثل Nvidia، تعمل أيضًا على تطوير رقائق الكمبيوتر الشخصي الخاصة بها القائمة على Arm، مما يشير إلى اتجاه متزايد نحو حلول الحوسبة الموفرة للطاقة والقادرة على الذكاء الاصطناعي.
وتضع مايكروسوفت اللمسات الأخيرة لتُطلق مؤتمرها Microsoft Build 2024، غدًا الثلاثاء، لتنضم لسلسة الفعاليات التقنية التي عُقدت هذا الشهر.
ويأتي مؤتمر مايكروسوفت هذا العام ليركّز على الذكاء الاصطناعي، تحت شعار "كيف سيشكل الذكاء الاصطناعي مستقبلك؟".
وتم إطلاق مؤتمر Microsoft Build لأول مرة في عام 2011، ويُعد المؤتمر السنوي للمطورين الأمريكيين لعملاق التقنية.
وخلال المؤتمر الذي يستمر لعدة أيام، يعرض رؤساء الشركة وجهات نظر جديدة من خلال كلماتهم الرئيسية، إلى جانب العديد من العروض التوضيحية والدورات التعليمية لمهندسي البرمجيات ومطوريها.
وعادة ما يتم الإعلان عن بعض المنتجات المهمة في أعقاب كلمات القادة في الشركة.
ويستمر المؤتمر لمدة 3 أيام "خلال الفترة 21 - 23 مايو/أيار 2024"، ويمكن أن يشارك المهتمون في الجلسات افتراضيًا عبر الإنترنت.
ويُعقد المؤتمر بعد 10 أيام من انعقاد نظيره Google I/O، ومؤتمر آيباد من أبل الأسبوع الذي سبقه.
وتذهب جميع التوقعات إلى مزيد من الإعلانات عن أدوات خاصة بالذكاء الاصطناعي خلال نسخة هذا العام من Microsoft Build 2024.
ويأتي ذلك على غرار الأدوات التي تم الإعلان عنها خلال العام الماضي مثل Windows Copilot، إلى جانب الكشف عن أن Bing سيصبح خدمة ChatGPT الافتراضية لتصفح الويب.
وأيضًا، يأتي تزامنًا مع التنافس الكبير حول تطوير منتجات وأدوات الذكاء الاصطناعي بين عمالقة التقنية.
وتذهب التوقعات إلى أن المؤتمر سيشهد تحديثًا حول التطورات المستمرة لـ Copilot، إذ تعمل مايكروسوفت على دمج مساعد الذكاء الاصطناعي الخاص بها في المزيد من المجالات، بما في ذلك زيادة تكاملها مع نظام التشغيل Windows 11.