ونقل موقع "راديو موزاييك"، أن المتظاهرين رفعوا لافتات وشعارات حملت عبارات من بينها "الشعب يريد قيس سعيد"، "نعم للمحاسبة..لا للتدخل الأجنبي"، "الشعب يريد سيادة وطنية".
وكان الرئيس التونسي، قيس سعيد، قد نقل خطابه من مرحلة التحذير شديد اللهجة إلى مرحلة التطبيق، بتكليفه وزارة خارجية بلاده باستدعاء عدد من السفراء الأجانب، لإبلاغهم احتجاج تونس على التدخل الخارجي في شؤونها الداخلية.
وتأتي هذه الخطوة التصعيدية، ردا على مواقف بعض الدول الأجنبية، التي أبدت تحفظها على الإيقافات الأخيرة، التي شملت محامين وإعلاميين ونشطاء حقوقيين، وما أعقبها من تحركات احتجاجية في الشارع.
وهذه هي المرة الثانية التي يدعو فيها سعيد، سفراء الدول الأجنبية إلى احترام السيادة الوطنية لبلاده، ففي شهر نيسان/ أبريل الماضي، قال الرئيس التونسي، خلال إشرافه على اجتماع مجلس الأمن القومي التونسي: "لا بد من دعوة عدد من السفراء الأجانب لدعوة عواصمهم لعدم التدخل في الشؤون الداخلية لتونس"، مضيفا أنه "من يريد أن يقيم علاقات ودية مرحبا به، ومن يعتقد أنه سيبسط وصايته علينا فهو مخطئ".
ياتي ذلك بعدما أعربت الخارجية الفرنسية، في بيان نشر على موقعها الرسمي، عن "قلقها" من إيقاف المحامية والصحفية، سنية الدهماني، الذي يأتي في سياق إيقافات أخرى، شملت صحفيين وأعضاء جمعيات.
وأثارت سلسلة إيقافات طالت نشطاء في مجال الهجرة، قلقا في الأوساط التونسية من التضييق على نشاط المجتمع المدني، تزامنا مع شروع البرلمان في النظر بمبادرة تشريعية تهدف إلى تنقيح المرسوم المنظم للجمعيات.
وخلال الفترة الماضية، أوقفت السلطات التونسية نشطاء ضمن جمعيات تعنى بمجال الهجرة، حيث تم الاحتفاظ برئيسة جمعية "منامتي"، سعدية مصباح، والمديرة السابقة لمنظمة "تونس أرض اللجوء"، شريفة الرياحي.
وقبل ذلك، أصدرت السلطات التونسية بطاقة إيداع بالسجن بحق رئيس "مجلس اللاجئين التونسي" ونائبه، على خلفية فتحه طلب عروض لإيواء مهاجرين غير نظاميين من أفريقيا جنوب الصحراء.
وكان الرئيس التونسي، قيس سعيد، قد وجّه انتقادات لاذعة لبعض الجمعيات الناشطة في الهجرة، إذ اتهمها بتلقي "أموال طائلة من الخارج"، مضيفا أن "الذين يقومون على هذه الجمعيات أكثرهم خونة وعملاء، وعلى الهيئة المكلفة بالتحاليل المالية أن تقوم بدورها".