وأوضحت الصحيفة أنّ "مسيرة تابعة لحزب الله أصابت موقع منطاد المراقبة الكبير التابع لسلاح في طال شمايم قرب مفترق غولاني"، وهو "موقع أمني حساس".
وقال المراسل العسكري في موقع "يديعوت"، يوآف زيتون، إنّ ضرب حزب الله لمنطاد المراقبة الضخم "أتى رداً على اغتيال المسؤول في حزب الله حسين مكي قرب صور الثلاثاء".
وكانت المقاومة الإسلامية في لبنان - حزب الله، قد شنّت أمس هجوماً جوياً بعدد من الطائرات المسيّرة الإنقضاضيّة على قاعدة إيلانية غربي مدينة طبريا، مستهدفةً جزءاً من منظومة المراقبة والكشف الشاملة لسلاح الجو، مؤكّدةً أنّ العملية العملية "أصابت أهدافها المحددة لها بدقّة، وحققت ما أرادت من هذه العملية المحدودة".
وفي بيان، قالت المقاومة الإسلامية إنّ الهجوم أتى "دعماً للشعب الفلسطيني الصامد في قطاع غزة، وإسناداً لمقاومته الباسلة والشريفة، ورداً على الإغتيالات التي قام بها العدو الإسرائيلي".
وفي إطار ردها على الاغتيال الذي نفّذه الاحتلال الإسرائيلي، الثلاثاء، في جنوبي لبنان، استهدفت المقاومة الإسلامية أيضاً مقرّ وحدة المراقبة الجوية في قاعدة "ميرون"، بعشرات صواريخ "الكاتيوشا" والصواريخ الثقيلة وقذائف المدفعية.
وعلّق الإعلام الإسرائيلي على هجوم الحزب قرب طبريا، قائلاً إنّ "تسلل المسيرات إلى عمق إسرائيل هو فشل خطير"، وإنّ "ضرب منشأة عسكرية للجيش الإسرائيلي هو فشل آخر، فيما ردّ الجيش الإسرائيلي على التسلل وإصابة المنشأة هو استمرار مباشر للفشل أيضاً".
بدورها، تطرقت صحيفة "معاريف" إلى الدلائل القاسية لضرب المسيرة عند مفترق غولاني، مشيرةً إلى أنّ "الحديث يجري عن ضربة لموقع استراتيجي تابع لسلاح الجو".
وأشارت إلى أنّ منظومة "طال شمايم" جرى تطويرها من جانب شركة "رافائيل" وشركات صناعات عسكرية إسرائيلية وأميركية أخرى، حيث إنّه "كان من المفترض أن يُستخدم الممطاد المستهدف كأداة إنذار لسلاح الجو".
ومن الفحص الذي أجري خلال الليل، "تبين أنّه في ظل الهجوم الكثيف الذي شنّه حزب الله أمس على الشمال، أطلق طائرتين مسيرتين مفخختين رُصدت إحداهما من جانب منظومة الدفاع الجوي وأسقطتها، فيما الأخرى لم يتم رصدها وتملصت وحلقت لفترة طويلة في سماء الشمال عبر اجتيازها عشرات الكيلومترات"، بحسب "معاريف".
وأضافت الصحيفة أنّ "مشغلي المسيرة وجهوها نحو منطقة مفترق غولاني في الجليل الأدنى وانفجرت داخل موقع منطاد الإنذار التابع لسلاح الجو المتمركز هناك وتسببت بحريق وبأضرار في المكان".
وقال المحلل العسكري في "معاريف"، آفي أشكنازي، إنّ "حادث المسيرة في غولاني مهم للغاية من حيث التأثير"، لافتاً إلى أنّ "الجيش الإسرائيلي يحقق في الأمر طوال الليل، وما إذا كانت المسيرة قد دخلت من لبنان أم من الحدود السورية، أو من حدود أخرى".
وأكّد أنّ "الهجوم هو قيد التحقيق بشكل شامل للغاية على أعلى المستويات"، إذ إنّ "الحديث يجري هنا عن حادث صعب وخطير للغاية، من ناحية الجيش الإسرائيلي وسلاح الجو وقدر التشخيص والإصابة".
وتابع أشكنازي أنّ التقديرات "تشير إلى أنّها دخلت عبر لبنان، وعبرت مسافة في عمق إسرائيل، وانفجرت قرب منشأة عسكرية وتسببت أيضاً في أضرار أخرى".
بدوره، قال الخبير الإسرائيلي في الشؤون الأمنية والعسكرية، يوسي ميلمان، إنّ "نجاح طائرة مسيرة في اختراق الدفاعات الجوية الإسرائيلية والوصول إلى موقع المنطاد الكبير في تل شمايم هو إنجاز استراتيجي لحزب الله".
من جانبه، قال موقع "ميفزاكيم" الإسرائيلي إنّ "تسلل المسيرة إلى عمق إسرائيل يمثل فشلاً خطيراً لتشكيل الدفاع الجوي الإسرائيلي، فيما يجري الحديث عن إنجاز استراتيجي لحزب الله"، مضيفاً أنّ "الجيش الإسرائيلي فتح تحقيقاً دقيقاً وشاملاً بشأن الشكل الذي نجح به الحزب في ضرب المنظومة المتطورة لسلاح الجو".
وذكر الإعلام الإسرائيلي أيضاً أنّ "حزب الله سجل أمس نجاحه الأكبر منذ بداية الحرب عندما دمّر أحد المنظومات الدفاعية الأغلى والأكثر تطوراً في إسرائيل".
يُذكر في هذا السياق، أنّه كان يُراد نشر منظومات متعددة من هذا المنطاد في جميع أنحاء فلسطين المحتلة، حيث إنّه "يستخدم كأداة مفتاح في منظومة الدفاع الجوي إزاء الصواريخ والمسيرات"، بحسب وسائل إعلام إسرائيلية.
ويعمل هذا المنطاد على "اكتشاف التهديدات من مسافات بعيدة وتوفير معلومات دقيقة عن التهديدات الواردة، وإرسال تلك البيانات إلى الخيارات الدفاعية لإسرائيل، مثل أنظمة القبة الحديدية أو أنظمة مقلاع داود، حيث تحلق على ارتفاع يصل لـ 4000 متر ولأشهر متواصلة"، بحسب خبراء.
وقد عمل حزب الله في الأيام الماضية على استهداف الوسائط التجسسية والاستخباراتية الإسرائيلية بعمليات نوعية ومركّبة، وذلك لتعمية عيون الاحتلال وإفقاده لهذه الوسائط.
فقبل استهداف المنطاد الكبير قرب طبريا، استهدفت المقاومة، في عملية واحدة ضدّ الاحتلال، 3 أهداف مرتبطة بمنطاد تجسّس إسرائيلي، بصورة متتالية في مستوطنة "أدميت"، شمالي فلسطين المحتلة.
وبحسب بيان المقاومة، الذي أعلنت فيه تنفيذ هذه العملية، فإنّ الأهداف هي: قاعدة إطلاق المنطاد، والتي تدمّرت، وآلية التحكم في المنطاد، والتي تدمّرت كاملةً، وطاقم إدارة المنطاد، الذي أُصيب بصورة مباشرة، ووقع أفراده بين قتيل ومصاب.
وأكدت المقاومة أنّ الاستهداف جاء بعد تتبّع مستمر لحركة المنطاد التجسسي، الذي يرفعه الاحتلال الإسرائيلي فوق مستوطنة "أدميت"، بهدف المراقبة والتجسس على لبنان، وبعد تحديد مكان إدارته والتحكم فيه.