وفي بيان بمناسبة الذكرى الـ76 للنكبة قالت حركة الجهاد الإسلامي، في مثل هذا اليوم، قبل 76 عاماً، نجح الاحتلال الغربي لبلادنا في تمكين العصابات الصهيونية التي استجلبها من شتات أوروبا في السيطرة على أرضنا، بارتكاب مجازر همجية وحرب تطهير عرقي، كتلك التي يشاهدها العالم أجمع اليوم على الشاشات تحدث في قطاع غزة. في ذلك اليوم المشؤوم، 15 مايو/أيار 1948، نجحت العصابات الصهيونية في طرد غالبية شعبنا من وطننا، وسرقة أرضنا، وإقامة كيان زائف يخدم الأجندة الاستعمارية للدول الغربية ويكون رأس حربة مسمومة بأساطير تلمودية، تتغذى على القتل والمجازر والحروب.
على مدى 76 عاماً، ورغم التهجير والاحتلال والمجازر وكل أشكال القمع، ومخططات تصفية قضيتنا وتهميشها، استمر شعبنا الفلسطيني في مقاومته، رغم كل التضحيات الكبيرة والعظيمة، ورغم التخلي والتخاذل وكل محاولات تشويه الحقائق.
إننا في هذا اليوم، الذي يوافق الذكرى الـ76 لاحتلال أرضنا، وبعد ثمانية أشهر من حرب الإبادة التي تشن ضد شعبنا في قطاع غزة، وفي ظل الهجمة الاستيطانية المسعورة في الضفة المحتلة، ومساعي تهويد القدس، والقمع الذي يمارس ضد أهلنا في المناطق المحتلة في العام 1948، نتوجه بكل فخر واعتزاز إلى العالم أجمع، لنعلن أن رايتنا لم تنكسر وإرادتنا لم تتزعزع، وأن شعبنا الصامد والأبي لا يزال يقاوم بكل شجاعة وإصرار من أجل تحرير أرضنا واستعادة حقوقنا المشروعة.
إن شعبنا الفلسطيني، الذي يعاني منذ عقود من الظلم والاحتلال، يؤكد بصموده المستمر، بكل فخر، أن مسيرتنا لم تتوقف ولن تتوقف أبدًا. وإنَّنا مستمرون، بكل إيمان وعزيمة، في مواجهة الاحتلال، رغم دعم القوى الظالمة له، وعلى رأسها الإدارة الأمريكية والحكومات الغربية التي تمد الكيان الغاصب بكل أدوات القتل والعدوان وتوفر له كل مقومات الهمجية، وأن أحداً لن يستطيع كسر إرادتنا أو طمس هويتنا.
إننا اليوم، إذ نستذكر كل آلام شعبنا وتضحياته، خلال مسيرة جهاده الطويل، والمجازر العديدة التي ارتكبها الاحتلال على مدى عقود، فإننا نستذكر أيضاً، بكل فخر واعتزاز، صمود أبناء شعبنا في الداخل والخارج.
إن صمود شعبنا على مدى 76 عاماً، أثبت للعالم أجمع تمسك شعبنا بأرضنا، واستعدادنا للتضحية في سبيل مقدساتنا، وكشف زيف الكيان وهشاشته ووهنه، وفضح أكاذيب المقولات الغربية وما يسمى بالمؤسسات الدولية، وأثبت للعالم أن النازية والفاشية والعنصرية ومنتجاتها هي صناعة غربية بامتياز.
اليوم، في الذكرى 76 للنكبة، استطاع شعبنا أن يضع الكيان الصهيوني على طريق الزوال، بعدما كشف صمود شعبنا للعالم أجمع، حقيقة هذا الكيان الغاصب المجرم، وأنه كيان مصطنع لا يعيش إلا على الدم والقتل واستباحة كل القيم الإنسانية، وبدعم من حكومات متواطئة معه لا تقل عنه إجراماً.
وقالت الحركة في هذا البيان، إننا بهذه المناسبة، إذ ندين التخاذل العربي والصمت المريب وتواطؤ أنظمة التطبيع مع الاحتلال ومشاريعه التي أسقطها وسيسقطها شعبنا، فإننا نوجه التحية إلى كل من دعم وساند شعبنا ولا سيما قوى المقاومة، وإلى كل أحرار العالم الذين خرجوا للتضامن مع قضيتنا، في العواصم والجامعات في كل مكان.