وحَسْبي أَبو طالبٍ مُكرِما
واُمُّ عليٍّ فخَيْرٌ هُما
هما شمعتانِ وبيتُ رِضىً
بهِ احمدٌ كان مُستَعصَما
حماةُ النبىِّ وحُرّاسُهُ
فأكرِمْهُما ثم أكرِمْهُما
ابو طالبٍ كانَ حِصنَ الهدى
وفاطمةُ الأُمَّ والبلسَما
أعانا أطاعا هدى طاهرٍ
نبيّاً يُحدثُّ باْسمِ السَّما
أمينانِ كانا وِقاءً لهُ
ونِعْمَ المُحافِظُ إِبناهُما
أخو أحمدٍ وأَميرُ الوَرى
وفخرُ الإمامةِ مُعْتَصَما
فاُمُّ الوصيِّ رَعَتْ أحمداً
أبو طالبٍ كانَ حامي الحمى
طَهُورانِ صانا لِوا أحمدٍ
ونَجلُهُما في الفداءِ ارْتَمَى
وفُلْكُ الولايةِ ربّانُهُ
عليٌّ وأعظَمُ مَنْ أَسلَما
سلامٌ على شيخِ أُمِّ القُرى
ومُؤمنةٍ أنجبَا المُلْهَما
أخُو المُصطفى ومُبيرُ العِدى
لهُ ذو الفقارِ قضى حاسِما
بيومِ الغديرِ أتاهُ العُلى
وللمؤمنينَ أميراً سَمَا
لقد فازَ مَن سارَ في نَهجهِ
وضلَّ الذي عافَهُ مُجرِما
فَدَيتُكَ يا أبنَ النَّقاءِ أَباً
وأُمَّاً بنفسي هُدَىً مُعْلَما
وانتَ تُواري الفِدا والإبا
ووالِدةً جاهَدَتْ ظُلَّما
وكانتْ لأحمدَ دِرعاً ولم
تَخَفْ حاقِداً مُشرِكاً ناقِما
وقد ولَدَتْكَ بِبَيتٍ عَلا
بكعبةِ ربِّ الورى مُسلِما
تُوحِّدُهُ في القِماطِ هُدَىً
تَشعشعَ منهُ التُّقَى أنجُما
فكنتَ عليّاً تفُوقُ السَّما
عَلاءً وللدّينِ خُيرَ حِمَى
لها اللهُ مؤمنةً آزَرَتْ
وراحِلةً للعُلا سُلَّما
لقد كانتِ الزُّهدَ شاكِرةً
وطهَ بَكاها بُكاءً حَمَى
كَسَاها رِدا القَبرِ مِن لِبسِهِ
بدَمْعٍ ترَقرَقَ مُستَسلِما
بقلم: حميد حلمي البغدادي