ونشرت صباح اليوم (الإثنين) نص تصريحات قائد الثورة الإسلامية خلال استقباله أعضاء الهيئة العلمية للمؤتمر العالمي الخامس للإمام الرضا (عليه السلام) الذي تم في 8 آيار(مايو).
وجاء في نص تصريحات قائد الثورة الإسلامية في هذا اللقاء: "انه يجب التطرق إلى حياة الأئمة المعصومين (عليهم السلام) من ثلاثة أبعاد، أحدها من وجهة نظرة القضايا السياسية، حيث أن هدفهم الأساسي كان تكوين مجتمع إسلامي؛ وأن تكوين المجتمع الإسلامي لا يمكن إلا بإقامة الحكومة الإسلامية؛ لذلك إنهم كانوا يبحثون عن إقامة الحكم الإسلامي، وهذا جانب مهم من الإمامة؛ فالإمامة تعني رئاسة الدين والدنيا، ورئاسة المادة والمعنى".
وأوضح سماحة آية الله الخامنئي: "المقصود من المادة هو نفس السياسة وإدارة البلاد وإدارة الحكومة. وقد اهتم جميع الأئمة إلى هذا الموضوع؛ أي أن جميع الأئمة دون استثناء اتبعوا ذلك؛ ولكن بأساليب مختلفة، وفي مواسم مختلفة، وبأساليب مختلفة، وأهداف مختلفة في المدى القصير؛ ولكن هدف جميعم في المدى الطويل كان واحداً".
*ينبغي ترويج تعاليم الأئمة (ع) في العالم بلغة فنية وبالطرق الصحيحة
وأشار سماحته الى المؤتمر العالمي الخامس للإمام الرضا (ع) الذي سينعقد خلال يومي 13 و14 مايو الحالي في مدينة مشهد المقدسة (شرق ايران)، وقال: "إن اقامة المؤتمر العالمي للإمام الرضا (عليه السلام) أمر جيد جداً لترويج تعاليم الأئمة عليهم السلام؛ لأننا - في المجتمع الشيعي نفسه، لدينا نواقص كثيرة في مجال معرفة الأئمة؛ بحيث في بعض الأحيان يتم إيلاء الكثير من الاهتمام لجانب واحد ويتم إهمال الجوانب الأخرى؛ وأحيانا حتى نفس الشيء لا يتم الالتفات إليه بشكل جيد، ونكتفى بالظواهر والقضايا الشكلية، بينما في رأيي، نحن كالشيعة، كمجموعة من الشيعة، من واجباتنا العظيمة أن نعرف أئمتنا للعالم".
*ضرورة القيام بأعمال علمية قوية ومتينة لتعريف قداسة الأئمة المعصومين
وتابع قائد الثورة الإسلامية: "أحد الجوانب الأخرى التي يتعلق بحياة الأئمة عليهم السلام ويجب التطرق اليه، هو البعد الروحي والإلهي، أي تلك التي تتعلق بقداستهم. وهذا ينبغي الحديث عنه، ولكن بشكل علمي ومتقن وهذه ليست من الامور التي يجب التقية عليها أو الإختفاء بها؛ ولكن علينا أن نتطرق الى هذا الجانب القدسي والمعنوي للأئمة، كما نقول عن النبي صل الله عليه وآله وسلم". وأوضح: "ان قضية المعصومية للأئمة وتواصلهم مع الله تعالى والملائكة، وولايتهم، هي من الأشياء التي يجب أن نتحدث عنها وفي هذا الجانب، ينبغي القيام بعمل علمي قوي".
معظم الأئمة المعصومين (ع) غير معروفين في العالم غير الإسلامي
وشدد آية الله الخامنئي: "إن بعض الأئمة (عليهم السلام)، مثل الإمام علي (عليه السلام) والإمام الحسين (عليه السلام) معروفون لأسباب معينة؛ وقد كتب وقيل عنهم آخرون، وهناك نوع من الاعتراف بهم في العالم غير الشيعي وحتى في العالم غير الإسلامي؛ لكن أكثر الأئمة (عليهم السلام) مجهولون"، مبيناً: "إن الإمام الحسن المجتبى (ع) التي يتمتع بشخصية عظيمة غير معروف، والامام موسى بن جعفر، والامام الهادي، والإمام جعفر الصادق، جميعهم غير معروفين في العالم".
*ضرورة الترويج لتعاليم الأئمة (عليهم السلام) بالطرق الصحيحة للعالم
ولفت قائد الثورة في هذا اللقاء الى أن اليوم أصبح التواصل مع العالم سهلاً. أي أنك تجلس هنا وتضغط على زر وتقضي عشر دقائق، في أبعد مكان من العالم - في أستراليا، في كندا، في أمريكا، في مكان ما - سوف يسمعك من تريد. هذا مهم جداً ويجب الاستفادة منه لترويج تعاليم الأئمة عليهم السلام بشكل صحيح"، موضحاً: "مثلاً في قضية حماية الحيوانات؛ انظروا كم جرى في رواياتنا عن الأئمة من نقاش في مسألة احترام الحيوان وحمايته؛ فإذا تمكنا من توضيح هذه القضية للعالم لقد تم عمل مهم جداً. أي منا فكر بهذا حتى الآن؟ وأي منا يبحث عن هذه المسألة؟ فإذن ينبغي التعبير عن هذه القضايا ونقلها عن كلام الأئمة".