أردتُ شِعراً اُحَيّي فيه ذِكراكا
فَخانني الحرفُ فالمعراجُ مَرساكا
يا نهضةَ الفِقـهِ يا صَدرَ العراقِ حِمىً
هَـزَّ الطواغيتَ حُكمـاً كانَ سـفّاكا
من قبلُ أنتـمْ حُماةُ الدينِ تعرِفُكُم
فخـرُ الأقاليمِ شجعاناً ونُسّـاكا
وفي الفراتَينِ لولا صَولةٌ لكُـمُ
لما اُزيحَ ظلامُ “البعثِ” فَتّـاكـا
لَثورةُ الصدرِ دكّتْ عرشَ طاغيةٍ
بَـزَّ العبادَ وأرضَ الوُدِّ إسـفاكـا
وأعدمَ الفيلسوفَ البَـرَّ وا أسفاً
ذا باقرُ الصدرِ زادَ العلمَ إِسلاكـا
قد طالَ لَـيلُ العراقيّـينَ مهـلَـكـةً
فكانَ صَدرُ العِـراقِ الخَيرُ مِـمسِاكا
أبو المَسـاكينَ لم تُرهـبْهُ مقصـلةٌ
أفنى بها الوغدُ إجرامـاً وإمساكا
أشاعَ بالموتِ خوفـاً عارِمـاً ولَظىً
وزادَ في القَتـلِ هـدّاماً وشـكّاكا
أصابَ إجرامُهُ الأخيارَ منقبةً
وعاثَ في الأرضِ إفسـاداً وإنهاكا
فصَـدَّهُ الصدرُ بالآياتِ تزجُـرُهُ
وصاحَ يا قاتِـلَ الأطيابِ: إيّاكـا
إنَّ العراقَ لَذو شعبٍ إذا انتفضوا
خاضوا المَنايا ولا يُبقُونَ أفّاكـا
في يوم ذكراكَ يا صدرَ العراقِ فِدىً
قوافلُ الحشـدِ في الساحاتِ تنعاكـا
أبناؤُكَ الصِّيدُ هم أتباعُ مدرسةٍ
فيها الفدائيُّ لا يرتابُ إدراكا
فـمٌ صلاةٌ وتسبيحٌ اذا اعتكفوا
وفي الوغى عزمُهم من عزمِ يُمـناكا
كلامُهمُ بلسمٌ لا فُحشُ لا تُهمٌ
طوبى لأتباعِ نَهجِ الصدرِ أَفْلاكا
يا أيها الصدرُ يابنَ اَلأطيبين رضَىً
سقياً لذكراكَ مَحزونـاً وضَّـحاكـا
ومرجعاً تقرعُ الطغيانَ مُقتِـدراً
مجاهداً لاتُبالي مُنطِـقاً فـَاكا
دَعني اُقَبِّـلُ صَدراً كانَ ممتَحَناً
فنالَـهُ سَهْـمُ حقدٍ كانَ يخْشاكـا
_
بقلم : حميد حلمي البغدادي