صحيفة "الغارديان" البريطانية وصفت الحدث بأنّه "انتصار" للطلاب المعتصمين، وأكّدت تعهّد إدارة كلية "ترينيتي"، الأربعاء، بسحب الاستثمارات التي تُشغّلها في شركات الاحتلال المُدرجة على "القائمة السوداء" لمنظمة الأمم المتحدة.
وقالت الجامعة، في بيان، إنّ الإدارة العليا "توصّلت إلى اتفاقٍ مع المحتجين"، مضيفةً أنّ "ترينيتي ستكمل عملية سحب الاستثمارات من الشركات الإسرائيلية التي لها أنشطة في الأراضي الفلسطينية المُحتلة، والمُدرجة على القائمة السوداء للأمم المتحدة".
كلية "ترينيتي" الأيرلندية، والتي تُعتبر أقدم وأعرق جامعات جمهورية أيرلندا، وإحدى الكليات الأقدم في المملكة المتحدة، أضافت في بيان الإدارة أنذها "ستسعى إلى سحب استثماراتها في شركات إسرائيلية أخرى".
وجاء في البيان أنّ قائمة موردي "ترينيتي" تحتوي على شركةٍ إسرائيلية واحدة فقط، والتي ستبقى حتى آذار/ مارس 2025، "لأسباب تعاقدية".
وأشارت صحيفة "The Irish Times" الأيرلندية إلى أنه سيتم إنشاء فرق عمل، لاستكشاف كيفية التعامل مع المؤسسات في الاراضي المحتلة، وذلك بعد أربعة أيام على الاحتجاجات الطلابية بأقدم جامعة في أيرلندا.
وذكرت الصحيفة أنّ الجامعة تستثمر في 13 شركة، ثلاث منها مدرجة في "القائمة السوداء لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة"، وهي القائمة الخاصة بالشركات المتورطة في "المستوطنات الإسرائيلية غير القانونية على الأراضي الفلسطينية المُحتلة".
طلبة كلية "ترينيتي" انضموا إلى الاعتصامات المؤيدة لفلسطين، والمُحتجّة على حرب الإبادة الجماعية التي يشنّها كيان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، الجمعة في 3 أيار/ مايو الجاري، عندما نصبوا عشرات الخيام في ساحةٍ للكلية، على غرار ما حدث في الولايات المتحدة وأوروبا ودول أسيوية.
الطلاب المحتجون أغلقوا الحرم الجامعي في دبلن، والذي يقع في قلب العاصمة الأيرلندية، أمام الجمهور، مما كلف الكلية، خلال أيامٍ قليلة، ما يُقدّر بنحو 350 ألف يورو (376 ألف دولار أميركي تقريباً) من الإيرادات، وذلك نتيجة لعدم تمكن الزوار في إثر الاحتجاج من مشاهدة كتاب "كيلز"، وهو مخطوطة تاريخية من العصور الوسطى، وجذب سياحي.
وطالب الطلبة بقطع العلاقات مع جميع شركات الاحتلال الإسرائيلي، وليس فقط تلك المُدرجة ضمن "القائمة السوداء"، إلى جانب إصدار الجامعة "بياناً لا لبس فيه"، يدين الإبادة الجماعية المستمرة، وتدمير البنية التحتية، والاستيطان والفصل العنصري، واحتلال فلسطين.
ودعا الطلبة إلى تقديم إدارة الجامعة تعويضاً للباحثين الفلسطينيين عن آثار الحرب، وذلك عبر الالتزام بدعم 100 باحث فلسطيني، لإجراء دراستهم في الجامعة.
لكنّ الجامعة تعهّدت إلى جانب وقف الاستثمار في بعض شركات الاحتلال، بتخصيص ثمانية مقاعد للباحثين الفلسطينيين في قطاع غزة، للدراسة في الجامعة، مع إعفاءٍ كامل من الرسوم، وتوفير تكاليف الإقامة، مشدّدةً على أنّها ستواصل العمل لتوفير أماكن إضافية.