واضاف قائد الثورة خلال استقباله جمعا من المسؤولين والقائمين على شؤون الحج على أعتاب إيفاد الحجاج الايرانيين الى ارض الوحي، اليوم الإثنين، لولا مساعدة أمريكا هل كان للكيان الصهيوني القوة والشجاعة للقيام بهذه التصرفات الهمجية؟ لا يمكن معاملة القتلة وداعمي القتل بلطف.
وأضاف: يجب أن يكون الحجاج هذا العام قادرين على نقل منطق البراءة القرآني إلى العالم الإسلامي بأكمله.
وتابع قائد الثورة: هذه الأحداث الغريبة والضخمة التي تجري في غزة والكشف عن وجه وطبيعة مصاصي الدماء لمجموعة ولدت من الحضارة الغربية، ستبقى في التاريخ والاهتمام بها لا يقتصر على اليوم وهذه الأيام.
واستطرد قائلا: ما يحدث اليوم في غزة وفلسطين من اعتداءات وحشية للكلاب الصهيونية المسعورة ومصاصي الدماء الصهاينة، من جهة، ومظلومية ومقاومة أهل غزة المسلمين من جهة أخرى، كل منهما يشكل مؤشرا ضخما سيبقى في التاريخ وهي مؤشرات مهمة من شأنها أن توضح الطريق إلى مستقبل البشرية.
وتابع: حجنا هذا العام هو حج البراءة حسب تعاليم السيد إبراهيم وطبعاً منذ بداية الثورة الاسلامية كان هناك حج البراءة، ويجب أن تظل، لكن حج هذا العام هو حج البراءة بشكل خاص.
وأوضح قائد الثورة: إن النبي إبراهيم الرئوف والرحيم والودود كان يشفع في قوم لوط ويستغفر للعاصين وكان يرى أنه لابد من الإحسان إلى الكفار غير المحاربين، لكنه في إحدى الحالات يقف ثابتا ويعلن براءته، ويقول: "إِنَّا بُرَآءُ مِنكُمْ" و"وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ".
وقال قائد الثورة متسائلا: ولكن من هم الذين اعلن النبي إبراهيم براءته منهم؟
وأوضح ردا علي السؤال: «إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَيٰ إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ».
وأردف قائلا: من في العالم اليوم يضمر العداء للمسلمين ويقاتلهم ويحاربهم ويقتلهم؟ ومن يُخرج نساء المسلمين ورجالهم وأطفالهم من ديارهم وأراضيهم؟ وهل يمكن وصف العدو الصهيوني في القرآن بشكل أوضح من هذا؟
واعتبرسماحته، الكيان الصهيوني ومن يساعده بأنه مثال واضح على هذا الوصف القرآني وقال متسائلا، لولا مساعدة أمريكا، هل ستكون لدى الكيان الصهيوني القوة والشجاعة لمعاملة المسلمين، رجالا ونساء وأطفالا، بهذه الطريقة الوحشية في تلك البيئة المحدودة؟ واوضح: لا يمكن التعامل مع العدو ومرتكبي القتل وداعمي القتل ومن يهدمون بيوت الناس ومن يدعمون هادمي البيوت بلطف وتقول الآية القرآنية: «وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَٰئِك هُمُ الظَّالِمُونَ».
وأضاف قائد الثورة: ومن يمد لهم يد الصداقة فهو ظالم، والقرآن يقول: «أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَي الظَّالِمِينَ». واستطرد قائلا: من العناصر الأساسية في الحج مسألة الوحدة والتأزر والتواصل مع المسلمين ويجب على المسلمين أن يقتربوا من بعضهم البعض، ويعرفوا بعضهم البعض، ويفكروا معًا، ويتخذوا القرارات معًا.
ونريد من المسلمين أن يقرروا معًا واجتمعوا ليكون لهذا الاجتماع والوحدة نتيجة طيبة للعالم الإسلامي والإنسانية. وطبعاً مقدمته هو التفاهم؛ بعيدا عن الجنسيات والانقسامات الدينية والطائفية.
واعتبر قائد الثورة الإسلامية المنهج الإبراهيمي في الحج، أي البراءة الواضحة من الأعداء، ضروريا أكثر من أي وقت مضى في ظل الظروف الراهنة التي يمر بها العالم الإسلامي.
وقال: يجب أن يكون الحجاج الإيرانيون وغير الإيرانيين قادرين على نقل المنطق القرآني الداعم للشعب الفلسطيني إلى العالم الإسلامي كله من خلال الاعتماد علي هذا النهج.
وأضاف: طبعاً الجمهورية الإسلامية لم ولن تنتظر الآخرين ولكن إذا ساعدت ورافقت الأيادي القوية للدول والحكومات الإسلامية، فإن الوضع المثير للشفقة الذي يعيشه الشعب الفلسطيني لن يستمر.
وأعتبر قائد الثورة الاسلامية أن النقطة البارزة في الجانب الاجتماعي للحج هي وحدة المسلمين وتواصلهم مع بعضهم البعض، وقال: إن فلسفة دعوة الله لجميع الناس للتواجد في مكان محدد وفي أيام محددة هي تعريف المسلمين ببعضهم البعض والتفكير معًا واتخاذ قرارات مشتركة حتى يستفيد العالم الإسلامي والإنسانية جمعاء من نتائج الحج وثماره.
وقال: اليوم يعاني العالم الإسلامي من فجوة كبيرة في مجال اتخاذ القرارا لمشترك.
واعتبر تجاهل الاختلافات القومية والدينية والعرقية مقدمة ضرورية للوحدة، وأضاف: إن التجمع الضخم والموحد لأتباع جميع المذاهب الإسلامية من جميع الجنسيات هو علامة واضحة على الجانب السياسي والاجتماعي للحج.