وأشرف على الإصدار، وهو السابع ضمن مشروع سلسلة الرّسائل الجامعيّة القرآنيّة، مركز الدّراسات والبحوث القرآنيّة التّابع للمجمَع العلميّ.
وقال رئيس المجمَع الدكتور مشتاق العلي: إنّ “المجمَع العلميّ للقرآن الكريم يرى أنّ إصدار الدّراسات القرآنيّة لها الأثر الكبير في رفد المكتبة القرآنيّة، وتشجيع الباحثين نحو الدّراسات القرآنيّة؛ إذ إنّ البحث الجامعيّ (الأكاديميّ) له حظوة في المجمع العلميّ للقرآن الكريم؛ لمَا لتلك الدّراسات من نظرات فاحصة ودقيقة في أن ينهلوا من معارف القرآن الكريم؛ ليصبّونها في قوالب المنهج العلميّ الحديث”.
وأضاف أنّ “هذه الدّراسات القرآنيّة تتضمّن الفكر الثّاقب والصّائب، والمغاير للدّراسات الأخرى؛ لتجيء إصداراتنا فتُنير الظلمات المخبوءة في أذهان طائفة من الأجيال الّتي تتوسّم لفهم القرآن الكريم؛ إذ إنّ المناهج الصّائبة والأعمال الدّائبة؛ تفعل فعلها الصّحيح في تنشئة أجيالٍ واعية تنشد المعرفة، وتلقي العلوم من القرآن والعترة الطّاهرة؛ فتكون النّتائج مبهرةً ومفيدةً؛ لأنّ هذه الدّراسات تَستند في محتواها إلى التفاسير الصّحيحة، فضلًا عن نصوص أهل البيت (عليهم السّلام) المنتقاة المنقّاة، وهي النّصوص الّتي فوق كلام المخلوقين ومن دون كلام الخالق”.
وتابع العلي أنّ “تلكم الدّراسات تُعنَى بالسّنّة المطهّرة؛ فهي المصدر الثّاني من مصادر التّشريع الإسلاميّ بعد كلام الله عزّ وجلّ؛ لأنّها الامتداد الطّبيعيّ للقرآن الكريم، والتّفسير المبين لأمور الدّين جميعًا؛ فقد بيّنها القرآن على نحو الإجمال لا على نحو التّفصيل؛ وهو بهذا العملِ الإلهيِّ لم يترك للإنسان حاجة إلّا وقد تكفّل بها بيانًا وتوضيحًا، وقد أشار إلى ذلك أئمّة أهل البيت (عليهم السّلام) فالسّنّة من شأنها تبيين الأحكام الّتي وردت في القرآن الكريم وتفصيلها، إذ جاءت مجملة، وبذلك الهدى كانت السّنّة المحمّديّة المتمثّلة في أهل البيت (عليهم السّلام) مهتمّة بحفظ الآثار والسّنن الصّحيحة”.
ومن جهته قال مدير مركز الدّراسات والبحوث القرآنيّة الدكتور سعيد الونّاس: إنّه “لا يخفى أنّ – القرآن الكريم – كتاب تعهّد ربّ العزّة بحفظه بعد تنزيله إلى يوم القيامة، ما يدفع بنا إلى القول بكلّ يقين وثقة أنْ نقول إنّ العقائد المذكورة في القرآن هي عين الحقيقة؛ وهذا ما ترمي إليه هذه الدّراسات من تنبيه الأمّة على العمل بها، ونبذ الوهن الّذي أصاب روح الأمّة منذ يوم استشهاد الرّسول الكريم (صلّى الله عليه وآله) فدبّ الذعر، والخلط في الأفكار، والتباس الرّؤى، وكثرة الاختلافات والخلافات الّتي مزّقت جسد الأمّة”.
وأضاف “لتسليط الضّوء على أثر تلك المباني في تفسير النّصّ القرآنيّ اخترنا هذه الرّسالة لتتبّع أثر تلك المباني في تفسير النّصّ القرآنيّ وتوجيهها للمعاني القرآنيّة، وقد كانت هذه الدراسات فيها من الجهد الكبير؛ إذ بيّنت المباني العقديّة عند الإماميّة”.