تأتي هذه الخطوة بعد أسابيع من الانتقادات ورسائل استياء المؤلفين من المنظمة الأدبية المرموقة التي تتبنى الدفاع عن حرية التعبير.
وكتبت مجموعة من المرشحين في رسالة الأسبوع الماضي أنهم يحتجون على "الفشل في مواجهة الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني والدفاع عن زملائنا الكتاب في غزة"، وطالبوا العديد من قيادات المنظمة بالاستقالة فورا.
وأضاف المؤلفون: "نحن نرفض التستر على التحريض على الإبادة الجماعية بأموال ضرائبنا، ونحن نرفض المشاركة في أي شيء من شأنه أن يلقي بظلاله على تواطؤ منظمة القلم في تطبيع الإبادة الجماعية".
وقال الكتّاب المنسحبون إن نادي القلم الأميركي كان بطيئا في إدانة "الخسارة التي لا تعوض في أرواح الفلسطينيين"، وإنه عندما فعلت المنظمة ذلك أخيرا، كان بيانها يفتقر إلى "التعاطف المتناسب".
وانتقد العديد من كتاب النادي -في رسائل مفتوحة منشورة- "عدم دعم الكتّاب الفلسطينيين أو الخطاب الفلسطيني" معتبرين ذلك "خيانة لإلتزام المنظمة المعلن بالسلام والمساواة والحرية والأمن للجميع بشكل عام وللكتّاب في كل مكان بشكل خاص".
وفي بيان منفصل للمنظمة أكدت وقوفها "إلى جانب كُتّاب غزة"، ودعت لوقف فوري لإطلاق النار، وأشارت لتوسيع دعمها للكُتّاب الفلسطينيين من خلال صندوق مخصص للاستجابة للطوارئ.
وقال بعض الكتّاب والمؤلفين في رسالة مفتوحة: "لقد أصيب أكثر من 100 ألف شخص، وقُتل أكثر من 30 ألف شخص، من بينهم أكثر من 12 ألف طفل. لقد تضرر أو دُمر أكثر من 70% من المنازل في غزة، وهو ما أدى إلى تشريد أكثر من مليون شخص في أرض لا يوجد فيها مكان آمن من طائرات بدون طيار وصواريخ وقنابل ورصاص إسرائيلي، والتي تمولها وتزودها الولايات المتحدة جزئيا".
وأضافت الرسالة: "لم تطلق منظمة القلم الأميركية أي دعم منسق كبير أو تصدر أي تقارير تسلط الضوء على حجم ونطاق الهجمات على الكتّاب في غزة، أو على الخطاب والثقافة الفلسطينية على نطاق أوسع… لم تفعل منظمة القلم الأميركية سوى القليل جدا لتعبئة أعضائها، تماما على عكس الحملات الأخيرة لمنظمة القلم الأميركية التي تعارض الحرب في أوكرانيا وتأثيرها على الثقافة، أو "يوم الموتى" الذي تنظمه منظمة القلم الدولية لتكريم الصحفيين الذين قُتلوا في أميركا اللاتينية".
وكان ما يقرب من 20 كاتبا من مهرجان "صوت قلم العالم" (PEN World Voice) قد انسحبوا الشهر الماضي، على خلفية ما وصفوه "بتخاذل المنظمة تجاه الكتّاب والصحفيين الفلسطينيين" وأعلن 9 من أصل 10 متأهلين للتصفيات النهائية للجائزة المرموقة، والتي تبلغ قيمتها 75 ألف دولار أنهم سيتبرعون بالمال إلى صندوق إغاثة أطفال فلسطين.
وتأتي هذه التطورات بالتزامن مع احتجاجات طلابية تطالب بوقف الحرب الإسرائيلية على غزة تشهدها حرم الكليات والجامعات في الولايات المتحدة وشملت جامعة كولومبيا، وجامعة نيويورك، وجامعة ييل، وهارفارد، وجامعة ميشيغان، وإيمرسون، وغيرها.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي ارتقى 20 مرشحا (من أصل 25 متأهلا للتصفيات النهائية) لجوائز الكتّاب الوطني الأميركية لعام 2023 منصة التتويج في نيويورك في فئات الجائزة الخمس: الخيال، والكتابة الواقعية، والشعر، وأدب الأطفال، والأدب المترجم، وقرأت الكاتبة عليا بلال بيانا يطالب بوقف إطلاق النار في غزة، وسط جدل محتدم خلف الكواليس بين أولئك الكتّاب والأدباء من ناحية، وبين الشركات الداعمة للحفل التي انسحب بعضها قبل الحدث من ناحية أخرى.