والتقى وزير خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية، الذي سافر إلى نيويورك للمشاركة في اجتماع مجلس الأمن التابع للمنظمة، بعد إلقاء الكلمة في مجلس الأمن مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، وبحثا آخر التطورات في المنطقة والقضايا الدولية.
وشكر وزير الخارجية الأمين العام للأمم المتحدة على جهوده في مساعدة الشعب الفلسطيني وأضاف: عدم كفاءة مجلس الأمن وعدم إدانة هجوم الكيان الإسرائيلي على السفارة الإيرانية في دمشق جعل الخيار الوحيد المتبقى أمام إيران، الدفاع المشروع عن نفسها ومعاقبة الكيان الصهيوني.
وقال وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان أمام اجتماع مجلس الأمن الدولي، إن الكيان الاسرائيلي يجب أن يُرغم على الكف عن تكرار اي مغامرة عسكرية إضافية ضد المصالح الإيرانية.
وأضاف عبد اللهيان الذي كان يتحدث أمس الخميس في اجتماع لمجس الأمن الدولي حول فلسطين في نيويورك أن الدفاع المشروع و الاجراء المتبادل والمتناسب لايران قد انتهى في الوقت الحاضر. لذلك يجب دفع الكيان الإسرائيلي الى الإمتناع عن تكرار أي مغامرة عسكرية اضافية ضد المصالح الايرانية.
وأكد أنه في حال أي استخدام للكيان الاسرائيلي للقوة والعدوان على المصالح الإيرانية، فإن الجمهورية الإسلامية الإيرانية وفي إطار استيفاء حقها الذاتي، لن تتردد للحظة في الرد عليه بشكل فوري وحاسم وقوي وجعل هذا الكيان يندم بشكل قطعي وكامل. موضحاً أن هذا القرار غير قابل للتغيير.
وأوضح الوزير عبد اللهيان أن مجلس الأمن الدولي عقد على مدى الأشهر الماضية، عدة جلسات للبت في جرائم الحرب الهجينة والابادة الجماعية التي يرتكبها الكيان الاسرائيلي في غزة، وعلى الرغم من المصادقة على ثلاثة قرارات وبيان رسمي بالدعوة لوقف فوري لإطلاق النار والإرسال الشامل لمساعدات الى الأهالي، فإن "أي نتيجة فعلية أكرر أي نتيجة فعلية لم تتحقق على أرض الواقع."
وتابع أنه خلال هذه الفترة، اصدرت محكمة العدل الدولية قرارين مؤقتين ملزمين، إذ أن تنفيذهما الكامل يتطلب "فعلياً" القطع الكامل للهجمات الاسرائيلية وفتح جميع المسارات والطرق بما فيها الطرق البرية لتوصيل المساعدات.
وأكد وزير خارجية إيران أن الهجوم الصاروخي الذي شنه الكيان الاسرائيلي الإرهابي في الأول من نيسان/أبريل الجاري ضد سفارة بلادي في دمشق، أظهر أن هذا الكيان لا يتردد حتى في انتهاك المبدأ الاساسي المتمثل في حصانة الأشخاص والمواقع الدبلوماسية وتجاهل معاهدات فيينا المعترف بها. وكما ان معظم اعضاء مجلس الامن، أعلنوا في جلسة الثاني من أبريل ان هذا الهجوم يمثل انتهاكاً صارخاً لميثاق الامم المتحدة ومبادئ القانون الدولي ومعاهدات فيينا، لذلك فان مُدان بقوة.
ونوه إلى أن مجلس الأمن الدولي لم يتخذ خلال الأشهر الماضية أي إجراء بناءً على طلباتنا الرسمية والمتكررة للحد من المزيد من هجمات الكيان الإسرائيلي على المصالح والمستشارين العسكريين الرسميين الإيرانيين المناهضين للإرهاب، وحتى أن هذا المجلس وعلى خلفية السلوك غير المسؤول لأمريكا وبريطانيا وفرنسا، وكرد على هذا الهجوم غير القانوني بالمطلق، ظل للاسف عاجزاً حتى عن اصدار بيان للتنديد البحت!.
وأكد أن "أي دولة أكرر أي دولة" لن تسكت أبداً عن هكذا هجوم صاروخي صلف على سفارتها التي تمثل أحد رموز سيادتها، وكذلك قتل موظفيها القانونيين والرسميين والدبلوماسيين. ان الجمهورية الإسلامية الإيرانية ومن اجل تفادي توسيع رقعة الاشتباك، تحلت حتى في الاونة الاخيرة بضبط النفس بشكل لافت أمام سائر الهجمات الصاروخية الارهابية للكيان الاسرائيلي على خلفية الإعتبارات الإقليمية وإفساح المجال لدور الأمم المتحدة، فهي عندما ترى مواصلة البيت الأبيض منحه الضوء الأخضر للكيان الاسرائيلي للإستمرار في جرائمه وبالتالي استمرار انفعال مجلس الأمن في الحد من هجمات الكيان الإسرائيلي، فإنها لم تعد قادرة بأي وجه من الوجوه، التزام الصبر إزاء الهجوم على سفارتها والإعتداء على سيادتها.