طبيعة الرد على طهران وتوقيته؛ محور خلاف كبير داخل مجلس حرب الاحتلال الذي يجد نفسه امام مأزق الرد من عدمه وعليه الاختيار اما بين حفظ ماء وجهه وترميم صورة الردع المتآكلة أو الاخذ بنصيحة الادارة الاميركية بأن المزيد من التصعيد مع طهران ليس في مصلحة واشنطن ولا تل ابيب.
وبعد جلسات متتالية واجتماعات أمنية لم ينجح القادة الامنيون في كيان الاحتلال ومجلس الحرب في اتخاذ قرار حول الرد الذي هددت طهران بالرد عليه بشكل أشد وأقوى.
مسؤول اسرائيلي أكد لوسائل اعلام الاحتلال ان مجلس الحرب يأخذ في الاعتبار مخاوف واشنطن من الرد. وفيما قال مسؤول آخر لهيئة البث العبرية إن توجيه ضربة انتقائية كبيرة لإيران يتضاءل مع مرور الوقت، نقلت الهيئة عن مصدر مطلع ان عدداً من الوزراء طالبوا رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بالتمهل في الرد على إيران، في حين طالب اخرون باستهداف منشآت إيرانية حساسة وهو ما رفضه نتنياهو بشكل قاطع بحسب المصدر.
وتتسرب من هنا وهناك في اعلام الاحتلال سيناريوهات ومعلومات متضاربة حول طبيعة الرد. محللون امنيون اسرائيليون قالوا إن القضية المركزية بالنسبة لتل ابيب هي قضية فقدان الردع. وفي حين تقول قناة كان الحادية عشرة الرسمية أن الحكومة الاسرائيلية قررت كيفية تنفيذ الرد على ايران وتنتظر الآن استغلال الفرصة، تعود وتؤكد أن الخلافات في أوساط القيادة الإسرائيلية مستمرة.
وبالنسبة لخيارات الرد الاسرائيلي، ففي حين تتوعد طهران برد قوي على أي تهديد ولو كان بسيطاً، ينقل موقع والا العبري عن مسؤول أمني كبير أنّ الرد المحتمل على إيران قد يشمل استهداف البنية التحتية العسكرية ومستودعات الأسلحة، فضلاً عن عمليات اغتيال مسؤولين لكنه يشدد في الوقت نفسه على ضرورة عدم تخيل هجمات واسعة النطاق على المصالح الإيرانية بحجة ان الساحة الرئيسية للقتال هي قطاع غزة.