وقال علماء الفلك إن انهيار نجم ضخم ربما تسبب في ألمع انفجار لأشعة غاما تم تسجيله على الإطلاق.
وكان انفجار الضوء الساطع الذي حدث على بعد أكثر من ملياري سنة ضوئية من الأرض واستمر لبعض الثواني فقط، شديد السطوع لدرجة أنه قيل إنه أعمى أدوات الفضاء.
وقال العلماء إن هذا النوع من الأحداث هو انفجار أشعة غاما (GRB)، المعروف بكونه من أقوى وألمع الانفجارات في الكون.
ومع ذلك، اعتبرت هذه الانفجارات التي يطلق عليها اسم GRB 221009A، استثنائية للغاية لدرجة أن علماء الفلك أطلقوا عليها لقب BOAT وهو اختصار لعبارة "الأكثر سطوعا على الإطلاق" منذ بداية الحضارة الإنسانية.
وتم رصد الانفجارات في أكتوبر 2022، والتي تقع على بعد 2.4 مليار سنة ضوئية. وكانت الانفجارات ساطعا جدا لدرجة أن علماء الفلك اضطروا إلى الانتظار لعدة أشهر حتى يتلاشى الضوء ليتمكنوا من تحديد مصدرها.
والآن، قام فريق دولي من العلماء بتحليل البيانات من تلسكوب جيمس ويب الفضائي (JWST).
وتشير النتائج، التي نشرت في مجلة Nature Astronomy، إلى أن الأصل المحتمل لـ BOAT هو مستعر أعظم، جاء بعد انهيار نجم ضخم.
وبسبب سطوع أشعة غاما، كان توقيع المستعر الأعظم محجوبا في البداية. وبدا المستعر الأعظم المصاحب لـ BOAT عاديا نسبيا من حيث السطوع مقارنة بالمستعرات الأعظمية المرتبطة بانفجارات أشعة غاما الأقل نشاطاً.
ويعتقد أن المستعرات الأعظمية تنتج عناصر ثقيلة مثل البلاتين والذهب، ولكن عندما بحث العلماء في GRB 221009A، لم يجدوا أي دليل على وجود هذه المعادن الثمينة، ما أثار تساؤلات جديدة حول كيفية ظهورها.
وقال الدكتور بيتر بلانشارد، من جامعة نورث ويسترن في الولايات المتحدة والذي قاد الدراسة: "عندما تأكدنا أن انفجارات أشعة غاما نتجت عن انهيار نجم ضخم، أعطانا ذلك الفرصة لاختبار فرضية حول كيفية نشوء بعض العناصر الأثقل في الكون. ولم نر توقيعات لهذه العناصر الثقيلة، ما يشير إلى أن انفجارات أشعة غاما النشطة للغاية مثل BOAT لا تنتج هذه العناصر. ولكن هذا لا يعني أن جميع انفجارات أشعة غاما لا تنتجها".
وستحدد الملاحظات المستقبلية مع تلسكوب جيمس ويب الفضائي ما إذا كان أبناء عمومة BOAT "الطبيعيون" ينتجون هذه العناصر.
ويشير غياب العناصر الثقيلة في المستعر الأعظم إلى أن مصادر بديلة غير انفجارات أشعة غاما قد تكون مسؤولة عن إنشائها.
ووجد علماء الفلك أيضاً أن هذا المستعر الأعظم، على عكس أحداث BOAT المرتبط به، لم يكن في حد ذاته مضيئا بشكل خاص.
وأشار الفريق إلى أن BOAT كان أكثر سطوعا بعشر مرات أو أكثر من أي شيء شوهد على الإطلاق، وحدث مثل هذا يحدث مرة كل 10 آلاف عام.
وأضاف الدكتور بلانشارد: "نحن محظوظون لأننا نعيش في وقت لدينا فيه التكنولوجيا اللازمة للكشف عن هذه الانفجارات التي تحدث في جميع أنحاء الكون. ومن المثير للغاية مراقبة ظاهرة فلكية نادرة مثل BOAT والعمل على فهم الفيزياء وراء هذا الحدث الاستثنائي".
وما يزال العلماء لا يعرفون سبب سطوع BOAT إلى هذا الحد، لكن إحدى النظريات تشير إلى أن دفقات البلازما القوية جدا التي تم إطلاقها بعد الانفجار قد تلعب دوراً.