ورفع المتظاهرون أعلام النيجر، التي أعادت إلى الأذهان الاحتجاجات المناهضة لفرنسا التي أدت إلى انسحاب القوات الفرنسية من النيجر العام الماضي بعد أن استولى الجيش على السلطة في انقلاب.
وحمل المشاركون لافتات باللغة الإنكليزية تطالب "الولايات المتحدة بالخروج من النيجر" في سياق الدعم للمجلس العسكري وقراره الذي أعلنه، في منتصف شهر آذار/ مارس الماضي، والذي ينص على إلغاء اتفاق يسمح لنحو 1000 جندي أميركي بالعمل على أراضيه خارج قاعدتيها في النيجر.
وتأتي تظاهر مئات النيجيريين في العاصمة نيامي، احتجاجاً على وجود قوات أجنبية في بلادهم، بما في ذلك القوات المسلحة للولايات المتحدة التي تمتلك قاعدة عسكرية في شمال البلاد.
وقد تجمع المتظاهرون وسط العاصمة بدعوة من منظمات المجتمع المدني، المقربة من المجلس العسكري الحاكم في النيجر الذي شارك أعضاؤه في التظاهرة.
وتأتي هذه التظاهرة في الوقت الذي تبتعد فيه الدولة، الواقعة في غرب أفريقيا، عن التعاون الوثيق مع الولايات المتحدة في جهود مكافحة الإرهاب، وتتحوّل بدلاً من ذلك إلى روسيا من أجل بسط الأمن.
وقد يُنظر إلى التظاهرة على أنها خطوة أخرى لحث واشنطن على الانسحاب من النيجر، حيث وصلت القوات الروسية الأسبوع الماضي للتنسيق مع المجلس العسكري الحاكم لتوفير الأمن في النيجر.
كما يرى المتظاهرون أن "الروس سيكونون هنا كجزء من التعاون المربح للجانبين"، وأنه "مع الروس، رأينا مؤخراً أن الأمور تتقدم".
وقال مسؤولون أميركيون إن "المجلس العسكري الحاكم في النيجر (المعروف أيضاً باسم المجلس الوطني للأمن) لم يأمر القوات الأميركية بالخروج بعد، لكن وصول القوات الروسية يجعل بقاء القوات الأميركية مع الموظفين الدبلوماسيين والمدنيين في البلاد أمراً معقداً".
فحتى وقت قريب، كانت واشنطن تعدّ النيجر شريكاً وحليفاً رئيسياً، في منطقة اجتاحتها الانقلابات في السنوات الأخيرة، حيث استثمرت ملايين الدولارات في قاعدة جوية في منطقة صحراوية، كما استثمرت في مجال تدريب قوات النيجر في مكافحة الإرهاب.
وكان وصول مدربين ومعدات عسكرية روسية، يوم الأربعاء، دليلاً على انفتاح المجلس العسكري على التعاون الوثيق مع موسكو.
يشار إلى أنه في الصيف الماضي، شاركت بعض قوات النخبة التي دربتها الولايات المتحدة في انقلاب أطاح بالرئيس المنتخب. ومنذ ذلك الحين، تدهورت العلاقات بين قادة النيجر الجدد وواشنطن.
يذكر أن العنف في منطقة الساحل الوسطى بلغ مستويات عالية عام 2023، مع ارتفاع عدد الوفيات الناجمة عن الصراع في المنطقة بنسبة 38% مقارنة بالعام السابق.
وكانت أعلنت وزارة الدفاع الأميركية، نهاية آذار/ مارس الماضي، عدم اتخاذ قرار حتى الآن بشأن انسحاب القوات الأميركية من دولة النيجر.
وقال المتحدث باسم البنتاغون بات رايدر، بشأن مستقبل الجيش الأميركي في الدولة الأفريقية: "لم يتم اتخاذ أي قرارات بشأن خروج القوات الأميركية في هذه المرحلة".
وفي تصريح صحافي له، رفض رايدر أن يعلّق على بيان النيجر الذي يقول إن "الولايات المتحدة ستقدم خطة لسحب جنودها من البلاد".
يشار إلى أن مصدراً حكومياً في النيجر، أكد وجوب أن تقدم واشنطن مقترحاً بجدول زمني لانسحاب القوات الأميركية من النيجر، لمناقشته مع الحكومة النيجرية.
كما أكد المصدر أنه بعد إلغاء اتفاق التعاون العسكري مع الولايات المتحدة "لم يعد للقوات الأميركية الحق في القيام بأي تدريبات أو تحركات على أراضي النيجر، مشيراً إلى أن إلغاء الاتفاق يعني حظر كل أنشطتها".