وهب أبناء الشعب الإيراني تلبية لنداء الإمام الخميني ـ رضي الله عنه ـ بمشاركتهم المليونية في الإستفتاء وبأغلبية ساحقة، حيث صوت 98.2 في المئة من الإيرانيين بنعم لصالح قيام الجمهورية الإسلامية في العام ألف وتسعمائة وتسعة وسبعين، وتجسدت بذلك مشاركة الشعب الإيراني لتقرير مصيره بنفسه.
وفيما يلي نص إعلان الجمهورية الإسلامية الإيرانية من قبل الإمام الخميني الراحل ـ رضي الله عنه:-
بسم الله الرحمن الرحيم
﴿وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ﴾.
أبارك بإخلاص للشعب الإيراني العظيم ما حققه، رغم القهر والاستخفاف الذي مارسه النظام الشاهنشاهي ضدَّه بإيحاء من مستكبريه.
لقد منَّ الله تعالى علينا فحطم نظام الاستكبار بيده المقتدرة التي تمثل قدرة المستضعفين، وجعل من شعبنا منارا ورائدا للشعوب المستضعفة وقيض لكم ارثه الحق بإقامة الجمهورية الإسلامية.
إنني أعلن في هذا اليوم المبارك، يوم إمامة الأمة ويوم الفتح والظفر للشعب، أعلن قيام الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
وأعلن للعالم بأن لا سابقة لمثل هذا الاستفتاء في تاريخ إيران، بحيث هبَّ الناس في مختلف أنحاء البلاد على مراكز الاقتراع بشوق ولهفة وعشق للإدلاء بآرائهم المؤيدة لنظام جمهوري اسلامي ولإلقاء النظام الطاغوتي في مزبلة التاريخ إلى الأبد.
إنني أعرب عن تقديري البالغ لهذا التلاحم الفريد الذي استجاب فيه الجميع للنداء السماوي ﴿وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً﴾ وصوتت الغالبية العظمى من أبناء الشعب لصالح الجمهورية الإسلامية - عدا حفنة من الكفار والمتمردين ـ وأثبت الشعب بذلك للشرق والغرب نضوجه السياسي والاجتماعي.
أبارك لكم إقامتكم حكومة العدل الإلهي باقتراعكم لصالح الجمهورية الإسلامية، بعد دحركم للعدو المتجبر وفرعون الزمان بفضل الدماء الطاهرة لشهدائنا الشباب والأبطال وما تحمله الآباء والأمهات من مشقات وعذاب لا يطاق.
مبارك لكم الحكومة التي ستنظر سواسية إلى الجميع، مبارك لكم نور العدالة الإلهية الذي سيسطع على الجميع بشكل متجانس، مبارك لكم غيث رحمة القرآن والسنة النبوية الذي سينزل على الجميع دون تفريق.
مبارك لكم هذه الحكومة التي لا تنظر إلى اختلاف العنصر ولا تفرق بين الأسود والأبيض والتركي والفارسي واللري والكردي والبلوشي، فالجميع أخوة والكرامة فقط وفقط في ظل التقوى والتفاضل بالأخلاق السامية والأعمال الصالحة.
مبارك لكم هذا اليوم الذي ينال فيه كل أبناء الشعب حقوقهم المشروعة، ولا يفرق فيه بين المرأة والرجل أو بين الأقليات الدينية والآخرين في إجراء العدالة.
لقد دفن الطاغوت وسوف يدفن بعده الطغيان والاستبداد، وتم إنقاذ البلاد من أسر الأعداء الداخليين والخارجيين والناهبين والسارقين، وأصبحتم الآن يا أبناء هذا الشعب الشجاع حراس الجمهورية الإسلامية، أصبحتم مكلفين بحفظ هذا الإرث الإلهي بحزم واقتدار والحيلولة دون نفوذ فلول النظام المتعفن وأنصار اللصوص الدوليين وسراق النفط الطفيليين الذين يتربصون بنا الدوائر.
انتم مطالبون الآن بتقرير مصيركم وعدم فسح المجال للانتهازيين بالانتقال إلى المرحلة المقبلة معتمدين على القدرة الإلهية التي تتجلى في الجماعة الموحدة، وباختيار مجموعة فاضلة وأمينة للانضمام إلى المجلس التأسيسي لإقرار دستور الجمهورية الإسلامية.
وكما أدليتم بآرائكم لصالح الجمهورية الإسلامية بعشق ومحبة، عليكم أن تصوتوا لصالح أمناء الشعب حتى لا يتاح للطالحين فرصة دخول هذا المجلس.
إن صبيحة الثاني عشر من فروردين اليوم الأول لحكومة الله من اسمى أعيادنا الدينية والوطنية. وعلى أبناء الشعب أن يحتفلوا بهذا اليوم ويحيوا ذكراه، فهو اليوم الذي انهار فيه مجلس أعيان القصر الملكي الذي واصل 2500 عام من حكومة الطاغوت، ورحلت فيه السلطة الشيطانية إلى الأبد وحلت محلها حكومة المستضعفين، حكومة الله.
أيها الشعب المجيد، الذي أخذت حقك بدماء شبابك، تمسك بهذا الحق العزيز واعرف قدره واحفظه، وأقم العدالة الإلهية تحت لواء الإسلام وراية القرآن بجهدك وتضحياتك.
إنني أمضي الأيام المتبقية من عمري في خدمتكم التي هي خدمة للإسلام، وإنني أتوقع من أبناء الشعب أن يحرسوا بكل طاقتهم الإسلام والجمهورية الإسلامية.
أطالب الحكومة بالتخلص من آثار النظام الطاغوتي وجذوره الممتدة في جميع شؤون البلاد، دون خوف من الغرب أو الشرق وبالاستناد إلى فكر وإرادة مستقلة، وأن تعيد صياغة الثقافة ومراكز العدلية وسائر الوزارات والإدارات بشكل إسلامي بعد أن كانت تدار بأسلوب غربي متأثرة بالثقافة الغربية، ولتعكس للدنيا العدالة الاجتماعية والاستقلال الثقافي والاقتصادي والسياسي.
أسأل الله تعالى العزة والاستقلال للبلاد وللأمة الإسلامية.
والسلام عليكم ورحمة الله.
روح الله الموسوي الخميني
12فروردين1358هجري شمسي