وأضاف تنكسيري، في مقابلة مع الميادين، أنّ إيران تمكنت من ذلك رغم الحظر الشامل الذي فرضته واشنطن، وأصبحت القوة والكلمة الأولى لإيران في غرب آسيا، سواء من حيث تجهيز القوات أم تصنيع المعدات، وتمتلك ناصية القوة وتصنع بنفسها كلّ ما تحتاج إليه للدفاع عن سيادتها.
الأعداء لم يحققوا أهدافهم في غزة
قال تنكسيري إننا "نشهد اليوم جرائم بحقّ غزّة"، لكن بعد مرور نحو ستّة أشهر، "نرى أنّ الأعداء لم يحقّقوا أهدافهم".
ولفت إلى أنّ "إسرائيل" ادعت أنّ ثلاثة أشياء تدلّ علي نجاحهم في العدوان، وهي تدمير حماس، "ولكنّ حماس اليوم أقوى من أيّ وقت مضى، وتلقّت أقلّ الخسائر".
ثانيا، يأس الشعب، "وانظروا إلى معنويات الشعب العالية، فقد دمّرت منازلهم وقدّموا الشهداء، ولكنّهم صامدون ومؤمنون بالله".
وثالثا، "انقلب العالم ضدّ الصهاينة"، بعدما أرادوا "إنهاء قضية غزّة بسرعة".
كذلك، أشار إلى أنّ "الجيش" الذي ادّعى أنّه الجيش الأوّل في غرب آسيا، وأقوى ثالث "جيش" في العالم، ورغم دعمه بأسلحة متطوّرة تستخدم في الحروب الحديثة، ، "لكن حتّى اليوم لم ينتصر الصهاينة، لا في المجال العسكريّ، ولا السياسيّ، ولا في المجال الاجتماعيّ".
وفي نفس السياق، أكد أنّ الطريقة الوحيدة "لمحاربة الصهاينة هي تشكيل قوة إسلاميّة وتحالف من الجيوش الإسلامية".
مناوراتنا رسالة سلام وصداقة
قال تنكسيري إنّ "رسالتنا دوما للدول المجاورة، وكلّما أقمنا مناورات في مضيق هرمز، هي رسالة سلام وصداقة".
وأضاف: "كنا دولة تحت ظلم الطاغوت فثرنا وقدّمنا في سبيل ثورتنا شهداء حتى انتصرنا، ومنذ ذلك الوقت أضيفت إلي مشاكلنا عداوة هؤلاء، وخاصّة أميركا وغيرها".
وتابع أنّه بعدما أتى الأميركيون إلى مضيق هرمز والخليج، "قلنا لجيراننا إنّ هذا الخليج وبحر عمان هو وطنكم ووطننا، وإنّ أمنكم من أمننا، وأخبرناهم أنّ الغرب لا يريد الأمان لهذه المنطقة، فالغرب قال عنكم إنّه يعتبركم كالبقرة الحلوب، وغدا عندما ينفد الحليب، أي عند نفاد النفط والغاز في هذه المنطقة، سوف يذبحنا".
وعليه كانت "رسالتنا دائما تأكيد أمن هذه المنطقة، وأنّ بإمكاننا إجراء مناورات عسكرية مشتركة في المضيق مع أشقّائنا في البلاد المجاورة للخليج".
وأكد: "لدينا القدرة علي إرساء الأمن في هذه المنطقة. إنّ منصّاتنا النفطيّة والغازية قريبة من المنصّات المتعلّقة بجيراننا. نحن إذا أردنا، يمكننا فعلا إغلاق هذا الممرّ المائيّ، لكنّنا لا نفعل ذلك... برأيك لماذا؟ لأنّه ما دمنا نحن نستخدم هذا الممرّ وهذا المضيق، فإنّ جيراننا يجب أن يستخدموه أيضا".
وشدد تنكسيري على أنّ أمن هذه المنطقة وأمن مضيق هرمز "من مسؤوليتنا"، وحركة المرور فيه مستمرّة، بحيث يمرّ يوميّا أكثر من خمس وثمانين ناقلة نفط وسفينة بأمان من هذا المضيق.
ماذا يعني أن تعتزّ دولة بجلب الصهاينة إلي هذه المنطقة؟
قال تنكسيري: "ما هي رسالة هذه المبادرة لنا، لدولة لها شاطئ في طول الخليج الفارسيّ بأكمله، لدولة لها شواطئ في بحر عمان، لدولة لها كل هذه العظمة. ألا ينبغي لنا أن نعتبر هذا تهديدا؟ ألا يعني جلب الصهاينة إلى دولة مجاورة تهديدا؟ ليعلموا أنه إذا مسّ بلدنا مكروه، فإنّ المكان الذي أتوا منه لن يبقى".
وجدد تنكسيري تأكيده أنّنا "لا نعتدي على أيّ دولة إسلاميّة إلّا إذا اعتدت هي علينا"، وقبل انتصار الثورة الإسلامية، كانت لإيران وزارة حرب، ولكن اليوم "لدينا وزارة دفاع، وهذه رسالة تدلّ علي أننا لن نهاجم أحدا ما لم نتعرّض للهجوم أو المؤامرة".
وصرّح بالقول: "الأميركيون غير موجودين في مياهنا ولا في إقليمنا. هم موجودون في مياه جيراننا لا في المياه الدوليّة. علي أميركا أن تعلم أنّ الخليج الفارسيّ ليس بحرا دوليّا، بل هو يتعلّق بإيران والدول المجاورة لها".
وأضاف: "نحن نرصدهم باستمرار ونراقب تحرّكاتهم وأفعالهم وسلوكهم. مهمّتنا في البحرية التابعة لحرس الثورة هي الدفاع عن المنشآت الموجودة في الخليج الفارسيّ. ونعتقد أنه إذا دخل هؤلاء إلى هذه المنطقة بمعدّاتهم النووية، فإنّ هذه المياه لن تكون صالحة للاستعمال لعدّة سنوات".
وأكد أن محور المقاومة رد عليهم، "ونحن منذ البداية دافعنا عن الشعب الفلسطينيّ. لم نر قطّ شعبا مقاوما مثل شعب غزّة".
كما لفت إلى أنه يجب على الدول التي "تدعم الصهاينة أن تخجل من نفسها. الأميركيون قدّموا قنابلهم الخاصّة جدا للصهاينة، فأسقطوها على رؤوس النساء والأطفال. فرنسا وبريطانيا وآخرون ذهبوا لمساندة نتنياهو. هل هم فعلا من البشر؟ دماء أكثر من أربعة آلاف طفل ودماء النساء وكلّ هؤلاء الأبرياء ستأخذ رقابهم وتخنقهم. وستكون سببا في إزالة إسرائيل ونهايتها".
وقال إنّ "رسالتهم واضحة... الدفاع عن كيان الاحتلال". وذكّر أنهم أعلنوا في كلّ من البحر الأبيض المتوسّط والبحر الأحمر سبب وجودهم في المنطقة.
وتابع تنكسيري أنّه "في الأيام الأولى من هذه الحرب، جاءت حاملة الطائرات الأميركية من مضيق جبل طارق وتمركزت في البحر الأبيض المتوسّط. فما هي الرسالة التي تحملها؟ رسالتها هي أنها تريد الدفاع عن كيان الاحتلال، وسيكون هذا عاراً أبديّاً لهم".
حزب الله اليوم هو البطل
وجزم تنكسيري بالقول إنّ "حزب الله اليوم البطل، أقوى ممّا كان عليه في بداية الحرب. ولكن حتى اللحظة حزب الله لم يردّ علي العدوّ الصهيونيّ".
وتابع: "ولو ردّ، فإنّ عاصفة ستحدث. وقد أعلن السيّد حسن نصر الله أنّ ردّ الحزب سيكون شديدا. اليمن أصبحت أمتن وأصلب من السابق. العراق وحزب الله العراقيّ والمقاومة في العراق، هم أيضا أقوي من قبل".
وقال إنّ "حركات المقاومة هذه المحيطة بالكيان الصهيونيّ في كلّ مكان هي الأقوى. فلا تقلقوا على المقاومة، هي اليوم قادرة علي فعل كلّ شيء، وهي اليوم أقوى بكثير من الأيام الأولى للحرب".
قصف القنصلية جريمة لم تحدث في أي حرب
وأكد تنكسيري أنّ جريمة الاعتداء على القنصلية الإيرانية لم تحدث في أيّ حرب. فالسفارات أماكن آمنة وتعدّ من أراضي الدول. وفي تلك السفارة لم يكن هناك مستشارون عسكريّون فقط، بل كان هناك أيضا نساء وأطفال ورجال.
وتابع أنّ "هذا الاستهداف يعدّ جريمة. كنا نتوقّع من الأمم المتحدة أن تواجه هذه الجريمة بصلابة أكثر، إلّا أنّهم فتحوا الطريق لإزالة قباحتها.. ولكن كما قال قائدنا العزيز سيجري الردّ عليها، ولكن نحن لا نتحرّك بانفعال ولا باستعجال. نحن لسنا من النوع الذي يتلقّي صفعة ويسكت. في الوقت المناسب سيوجّه المسؤولون المعنيّون صفعة قوية".
اليمن يتصدى لقوة عظمى
رأى تنكسيري أنه بعد ثماني سنوات من الحرب القاسية والمفروضة على اليمن وأنصار الله والجيش اليمنيّ، "وصل اليمن اليوم إلى مرحلة يتصدّى فيها لقوة عظمى مثل الولايات المتحدة"
وتابع: "أنصار الله يصنعون بأنفسهم الصواريخ والطائرات من دون طيّار، لقد أسّسوا قوة بحرية وهم تحت الحصار والعقوبات".
وقد أعلن السيد عبد الملك الحوثي "أننا نستطيع أن نهاجم سفنهم حتى في جنوب القارة الأفريقيّة، وهم اليوم يستهدفون السفن علي مسافة ستّمئة كيلومتر، وسبعمئة كيلومتر، وألف كيلومتر. وهو يتطوّر يوما بعد يوم".
وأضاف أنّ "اليمن دولة مستقلة، والمقاومة قوة مستقلة. هم لا يمتثلون لأوامرنا. ولكن في الحقيقة نحن مهتمّون بالمقاومة، ونحبّ الفلسطينيين، وندعم كلّ من يقف ضدّ الظلم ويناضل في هذا الدرب".
وفي ختام مقابلته، تقدم تنكسيري بجزيل الشكر إلى شبكة الميادين، وقال: "نحن نعلم جيّدا أنّ عدسات كاميراتكم اليوم، في وسيلة إعلاميّة مهمّة ومحترمة ورصينة، تنقل صوت المظلومين. وإن شاء الله سيسجّل ما تقدّمونه من أجل المظلومين، وستكونون مرفوعي الرؤوس أمام شهداء المقاومة وشعب غزة المظلوم".