وكان الرئيس الأميركي السابق والمرشح الجمهوري المفترض، وفي سياق سعيه للعودة إلى السلطة، قد تفاخر مراراً بقدرته على التفاوض على اتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا إذا تم انتخابه، وحتى قبل توليه منصبه، لكنه رفض في كل مرة أن يحدّد علناً كيف سينجز ذلك.
وفي منشور في شبكته الخاصة للتواصل الاجتماعي "Truth Social" في آذار/ مارس الماضي، قال ترامب إنّه "لو كان حالياً في منصب رئيس الإدارة الأميركية، لكان بإمكانه تحقيق تسوية سلمية للصراع في أوكرانيا في غضون 24 ساعة".
ويتلخص اقتراح ترامب، بحسب الصحيفة، في دفع أوكرانيا إلى التنازل عن شبه جزيرة القرم ومنطقة دونباس الحدودية لروسيا، نقلاً عن أشخاص ناقشوا الأمر مع ترامب أو مع مستشاريه، وتحدثوا للصحيفة بشرط عدم الكشف عن هويتهم، لأن تلك المحادثات كانت سرية.
وأفادت "واشنطن بوست" أنّ ترامب يعبر في مجالسه الخاصة، عن اعتقاده بأن كلاً من روسيا وأوكرانيا "يريدان حفظ ماء الوجه، ويريدان مخرجاً"، وأن الناس في أجزاء من أوكرانيا سيكونون على استعداد لأن يكونوا جزءاً من روسيا.
ويُعدّ هذا النهج في مقاربة العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا مناقضاً تماماً لسياسة الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن، الذي ركز على تقديم المساعدة العسكرية لأوكرانيا في مواجهة روسيا.
وقالت الصحيفة إن خطة ترامب لأوكرانيا تم تداولها في واشنطن في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، في اجتماع عقد بين شخصيات من يمين الوسط في السياسة الخارجية ووفد زائر من المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية.
ووفقاً للعديد من الحاضرين في الاجتماع، فإنه من شأن الخطة أن تحدّ من توسع حلف "الناتو" وأن تقنع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالتخفيف من الاعتماد المتزايد على الصين.
واشتهر ترامب بتصريحاته الجريئة حول الحرب الروسية الأوكرانية، والتي لا تتفق مع الموقف الأميركي الرسمي من الحرب، وآخرها تأكيده لرئيس الوزراء الهنغاري فيكتور أوربان، بأنّه "لن يعطي أي فلس"، لتمويل الحرب في أوكرانيا، وفقاً لما صرح به الأخير لمحطة البث العامة في هنغاريا "أم1" في آذار/مارس الماضي.
وسبق ذلك دعوة ترامب منذ بداية الحرب بين روسيا وأوكرانيا إلى مفاوضات فورية تنهي الحرب بشكل سلمي، "تجنباً لاندلاع حرب عالمية ثالثة لا تبقي شيئاً من كوكبنا".