وأضاف حسين أمير عبداللهيان في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية العُماني بدر البوسعيدي مساء الأحد انه "في الأيام الأخيرة من شهر رمضان المبارك، أحمل تحيات حكومة وشعب ايران الحارة إلى حكومة وشعب دولة عمان الجارة الطيبة".
وقال: إن زيارتي اليوم إلى مسقط تأتي في إطار مواصلة المشاورات المهمة للغاية مع أخي السيد بدر البوسعيدي، ويرافقني في زيارتي وفد يضمن كبار المدراء في وزارة الخارجية، الى جانب السيد جلال زاده رئيس لجنة الأمن القومي بمجلس الشورى الإسلامي.
وتابع وزير الخارجية الايراني انه في سياق اللقاءات والاتفاقيات رفيعة المستوى بين البلدين، نشهد تقدمًا متزايدًا في العلاقات بين طهران ومسقط في جميع المجالات المتفق عليها.
وأضاف أمير عبداللهيان: أن حجم بين البلدين، خاصة في إطار القطاع الخاص، ارتفع إلى أكثر من الضعفين والنصف وان تفعيل ممر شمال - جنوب من القضايا المهمة التي تحظى باهتمام للبلدين.
وذكر: أن الجانبين مصممان على أن يصل الاتفاق بين إيران وعمان وتركمانستان وأوزبكستان، الذي يتضمن مصالحنا المشتركة، إلى مرحلة التنفيذ، ونعتبر هذه القضايا تخدم المصالح الجماعية للمنطقة.
وأضاف وزير الخارجية: نعتقد أن تعزيز العلاقات مع الجيران يسهم في تعزيز استقرار وأمن وتنمية المنطقة ولاتزال التحديات المشتركة في منطقتنا قائمة.
وقال أمير عبداللهيان: المشاكل الجماعية في المنطقة تتطلب التعاون والحلول الجماعية. وفي هذا السياق أتوجه بالشكر لجهود سلطنة عمان في تعزيز التعاون الإقليمي والدولي. كما أنني ممتن لجهود ومبادرات سلطان عمان في المساعدة على إلغاء العقوبات الأمريكية الأحادية الجانب ضد إيران.
وتابع: فكرة سلطان عمان لا تزال على جدول أعمالي وأخي السيد البوسعيدي باعتبارها مبادرة جديرة بالاهتمام وكما قال السيد الوزير أيضا، فإن قضية الإبادة الجماعية والأزمة الإنسانية في غزة هي موضوع اهتمامنا الجاد في المحادثات.
وقال وزير الخارجية الايراني: الجانبان متفقان على ضرورة وقف الحرب في غزة فورا وإرسال المساعدات الإنسانية إلى غزة دون إضاعة الوقت. ونتقدم بالشكر الجزيل لجهود سلطنة عمان في مناهضة الإبادة الجماعية ودعم حقوق فلسطين واستقبال عدد من الجرحى من غزة في مستشفيات عمان.
وقال أمير عبد اللهيان: دخلنا الشهر السابع من جرائم الحرب والاعتداءات التي يرتكبها الكيان الصهيوني في غزة والضفة الغربية، وهذا الكيان غائص بمعنى الكلمة في مستنقع غزة. لقد فشل هذا الكيان في تحقيق أدنى أهدافه في غزة.
وقال: لذلك فإن الكيان الصهيوني يتبع سياسة الترويج للحرب وتوسيع دائرة الحرب في المنطقة، ويحظى دائمًا بدعم اميركا الكامل في اثارته للحروب.
وتابع وزير الخارجية الايراني: إن الهجوم الصاروخي والإرهابي الذي شنه الكيان الصهيوني على مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق يشكل صفحة جديدة من صفحات إشعال الحروب لدى الصهاينة وجر الآخرين إلى الصراع والحرب في المنطقة. وفور وقوع هذا الحادث الإرهابي الذي استهدف مستشارين إيرانيين وعدداً من المواطنين السوريين، بدأت الإجراءات والقرارات اللازمة في اجتماع المجلس الأعلى للأمن القومي برئاسة رئيس الجمهورية ورئيس المجلس الأعلى للأمن القومي في بلادي.
واضاف أمير عبد اللهيان: أرسلنا رسالة واضحة وصريحة إلى البيت الأبيض عبر سويسرا، راعية المصالح الأميركية في إيران، مفادها أن اميركا لا يمكن أن تتنصل من مسؤوليتها في دعم جرائم الكيان الصهيوني.
وقال ان إيران جزيرة الاستقرار والأمن الكبيرة في منطقة غرب آسيا، والجمهورية الإسلامية الإيرانية لن تسمح بالمساس بامنها القومي.
وتابع وزير الخارجية: في الشأن اليمني، فاننا اذ نقدر جهود حكومة الإنقاذ الوطني اليمنية في دعم أهل غزة، نشعر بالسرور لجهود التوصل إلى اتفاق سياسي بين صنعاء والرياض.
وقال: إننا نتشاور ونتحادث دائما مع كبار المسؤولين العمانيين بشأن القضايا الإقليمية والدولية، ونشكر سلطان عمان على جهوده الخيرة والحكيمة في تعزيز الحوارات الإقليمية.
من جانبه قال وزير الخارجية العماني إنَّ سلطنة عُمان تدعم جهود خفض التصعيد في المنطقة، ومعالجة مختلف القضايا والصراعات، مُشيرًا إلى أنَّ القضية الفلسطينية هي القضية الأساس التي نعمل على تجاوزها في ظلّ ما يُعانيه الشعب الفلسطيني جرّاء العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة ومختلف الأراضي الفلسطينية المحتلة.
واضاف، سنواصل جهودنا مع الأشقاء والأصدقاء التي تقوم على مبدأ السلام، الذي هو أساس الاستقرار والازدهار لكافة الشعوب وللعالم أجمع حتى تتوقف هذه الحرب العدائية التي تشنّها قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، ومتابعة الجهود التي تقوم بها مختلف أطراف المجتمع الدولي.
وأكّد البوسعيدي أنَّ لقاءه مع نظيره الإيراني يمثل فرصة لتبادل الآراء والتشاور والتنسيق إزاء مختلف التطورات التي تشهدها المنطقة، وكيفية العمل سويًّا للتهدئة وتخفيف التصعيد، وأن تكون الحكمة التي تسود في محاولاتنا الدؤوبة لإيجاد الحلول الناجحة في مختلف القضايا والصراعات.
وأشار إلى أنَّ زيارة نظيره الإيراني تأتي لمتابعة نتائج زيارة السُّلطان هيثم بن طارق إلى إيران، وزيارة الرئيس الإيراني إلى سلطنة عُمان، وتأتي استمراريةً وامتدادًا للتشاور والتعاون بين البلدين، وهناك تباحث للاتفاقيات بين الجانبين التي تصب كلها في تعزيز التعاون الثنائي اقتصاديًّا خاصة في المجال التجاري والاستثمار.