وأوضح حمدان، في مؤتمر صحافي، أن العناصر الأساسية في موقف الحركة متمثلة بضرورة وقف العدوان، وانسحاب قوات الاحتلال من غزة، وعودة النازحين إلى بيوتهم خاصة في الشمال، وتكثيف وصول الإغاثة إلى كل أماكن قطاع غزَّة والبدء في إعادة الإعمار، وعملية تبادل أسرى حقيقية وجادة.
وأكد، أنه لا تقدم في المفاوضات حتى الآن، بل هي تراوح مكانها، رغم المرونة الإيجابية العالية التي أبدتها حركة حماس في المفاوضات، لأجل تسهيل الوصول لاتفاق، مستدركًا: "إلا أن موقف الاحتلال النازي لازال متعنتاً ورافضاً الاستجابة والقبول بمطالب شعبنا الوطنية".
وأضاف القيادي حمدان، "بعد جولة القاهرة الأخيرة، لا تزال حكومة الاحتلال تراوغ، فصارت المفاوضات تدور في حلقة مفرغة، حيث لازال الاحتلال يرفض مطالب شعبنا ومقاومتنا المشروعة بوقف شامل لإطلاق النار، أو الانسحاب من القطاع أو عودة النازحين ، وتبادل حقيقي للأسرى".
وأشار إلى، أنّ رئيس حكومة الاحتلال نتنياهو لا يزال يضع العراقيل أمام التوصل لاتفاق، وغير معني بالإفراج عن الأسرى الاسرائيليين، مضيفًا: إنه بات واضحاً للقاصي والداني أن نتنياهو وحكومته النازية يحاولان كسب الوقت وامتصاص غضب أهالي الأسرى، وإظهار اهتمام زائف بمتابعة التفاوض.
ونبه القيادي في حماس، إلى أنّ "المجرم نتنياهو وحكومة حربه النازية وجيشهم الجبان غارقين في رمال غزَّة"، متخبطين في المستنقع الآسن الذي ورّطوا أنفسهم فيه، فلم يفلحوا في تحقيق أهدافهم، ولن يستطيعوا، بإذن الله قوّته. وفق قوله.
ولفت حمدان، إلى أن حركة حماس تواصل سعيها الدؤوب لإنهاء هذه الحرب العدوانية على شعبنا، وتعمل بكل مسؤولية وطنية من أجل تكثيف إدخال المساعدات الإغاثية والإنسانية، وتضميد جراح أهلنا الصَّابرين المرابطين وتعزيز صمودهم على أرض غزَّة العزَّة.
وأردف: "ستتحطّم على عظمة رباط وصبر ومقاومة الشعب الفلسطيني كلّ مخططات العدو وداعميه على أرض غزَّة". وحذرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، من كل المخططات "المشبوهة والدنيئة" التي تتساوق مع مشاريع الاحتلال "الخبيثة" في بث البلبلة وزرع الفتنة بين أبناء الشعب الواحد.
وأشادت "بمدى الوعي واليقظة والمسؤولية الوطنية" لدى كل مكوّنات العمل الوطني والفصائلي والعشائري في تعزيز الوحدة والتلاحم في مواجهة العدو الصهيوني.
وباركت "العمليات البطولية" في الضفة الغربية والقدس المحتلة. مستدركة: "نعدّها رداً طبيعياً على جرائم العدو الصهيوني وإسناداً لأهلنا ومقاومتنا في قطاع غزَّة، وتأكيداً على تلاحم شعبنا ووحدته حول خيار المقاومة".
مذبحة مجمع الشفاء
وصرح القيادي حمدان بأن "الجريمة النكراء" التي ارتكبها الاحتلال ضدّ مجمع الشفاء الطبّي والأطقم الطبية والمدنيين العزّل والمرضى والنازحين فيه وفي محيطه، "ستبقى شاهدة على وحشية هذا الاحتلال وساديته".
وذكر أن تلك الجريمة "ستبقى وصمة عار على جبين كل المتخاذلين والمتقاعسين عن إدانة هذه الجرائم ووقفها ومحاكمة مرتكبيها".
وشدد على أن استمرار الصمت والعجز الدولي تجاه هذه المجازر "يشكّل ضوءا أخضر" لارتكاب المزيد من المجازر، "وما استهداف قافلة للعاملين في منظمة المطبخ المركزي العالمي، جنوب دير البلح، إلا ترسيخ بأنَّ هذا الكيان مارق منفلت من كل القيم الإنسانية".
واستهجنت "حماس"، الصمت الدولي الرسمي المطبق، الذي رافق هذه جريمة اقتحام وتدمير مشفى الشفاء؛ "هذا الصمت المثير للاستغراب، يجعلنا نتساءل كيف يتعايش هذا العالم بكل قوانينه ومعاهداته، ومنظومة العدالة فيه مع كيان مارقٍ مفسِدٍ، يدوس على كافة القوانين، ويتصرّف وكأنه فوق المساءلة والمحاسبة".
ورأت أن سياسة الإرهاب والتخويف والقتل التي يمارسها الاحتلال ضد الفرق الإغاثية، تتطلّب موقفاً دولياً حازماً، يتجاوز إطار التصريحات الخجولة، ويتجاوز مطالِب إجراء تحقيق في الجريمة من قِبَل جيش الاحتلال.
قضية الأسرى والإخفاء القسري
وتابع: "ما كشفته وسائل إعلام صهيونية وعالمية عن انتهاكات مُمنهجة مروّعة وأساليب تعذيب قاسية ترتكب بحق الأسرى الفلسطينيين من قطاع غزَّة، يمثل جريمة حرب تضاف إلى سلسلة الجرائم السادية التي ينفذها جيش الاحتلال النازي".
وحمّلت "حماس"، الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة وسلامة آلاف المختطفين والمعتقلين الذين يتعرّضون لأبشع صنوف التعذيب والتنكيل الانتقامي واستغربت من الصمت الدولي أمام استمرار جرائم الإعدام والقتل تحت التعذيب الذي يتعرّض له الأسرى.
داعية للتدخل لإنقاذهم والإفراج الفوري عنهم. واستطردت: "تتحمّل الإدارة الأمريكية ورئيسها بايدن شخصياً المسؤولية السياسية والقانونية والأخلاقية والإنسانية عن جرائم الحرب".
وأكدت: "هذه الإدارة لن تكون بمعزل عن المحاسبة لدعمها وشراكتها الكاملة لهذا الاحتلال في جريمة حرب الإبادة الجماعية، من خلال دعمه سياسياً ودبلوماسياً وتمدّه بجسور لا تنقطع من السلاح والقنابل والعتاد والذخائر الحربية".