ويشير الدكتور بيسلان بالكاروف أخصائي الأورام إلى العوامل التي تساعد على تطور سرطان الأمعاء.
ويقول: "للأسف، سرطان الأمعاء، مثل العديد من أمراض الأورام، يكاد يكون من دون أعراض في مراحله الأولية، ما يضعف انتباه المريض. لأن أجراس الإنذار للمرض تبدأ بالظهور في وقت متأخر جدا، عندما يلاحظ المريض تشوهات في البراز وظهور جلطات دموية بعد التغوط".
ووفقا له، يصيب سرطان القولون والمستقيم جميع الأجزاء وخاصة في نصفهما الأيسر. ولكل نوع من الورم أعراض متميزة.
ويقول: "عند وجود ورم في النصف الأيمن (الصاعد)، يعاني المريض من الضعف المستمر والتعب على خلفية فقر الدم، وأحيانا يكون هناك ارتفاع في درجة الحرارة وفقدان الوزن. يتجلى الورم في النصف الأيسر (التنازلي) بشكل مختلف، في أغلب الأحيان مع مشكلات في الأمعاء (الإمساك أو الإسهال)، وآلام في البطن وانتفاخ البطن، وانسداد الأمعاء، وكذلك إفرازات دموية أو قيحية من المستقيم، يصاحبها ألم حاد أثناء التغوط".
ووفقا له، أحد عوامل الخطر الرئيسية هي التهابات الأمعاء والأورام الحميدة التي ترتبط ارتباطا مباشرا بسرطان القولون والمستقيم.
ويقول: "يزداد خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم بنسبة تزيد عن 30 بالمئة بعد سنوات قليلة من ظهور التهاب في الأمعاء. وأن التهاب القولون التقرحي المزمن، الذي يستمر أكثر من 15 عاما، يرفع خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم إلى 45 بالمئة. كما أن المرضى الذين يعانون من مرض كرون (تكوين تقرحات وندبات على الغشاء المخاطي في الأمعاء) والتهاب المستقيم معرضون أيضا للخطر.
ويمكن لهذه الأمراض أن تؤدي حتما إلى السرطان. وبالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تتحول بعض أنواع الأورام الحميدة، مثل الأورام الغدية في 80 بالمئة من الحالات إلى أورام خبيثة في الأمعاء مع مرور الوقت".
ويشير إلى أن عامل العمر يلعب دوره أيضا، حيث أن معظم المرضى أعمارهم فوق 50 عاما. ووفقا لملاحظات الأطباء، بعد 55 عاما، يزداد تواتر الحالات السريرية لسرطان الأمعاء ويصل إلى أعلى مستوياته لدى المرضى بعمر 70 عاما.
ويقول: "يزيد الإفراط في تناول الوجبات السريعة والأطعمة المقلية ذات السعرات الحرارية العالية والمحتوية على نسبة عالية من الدهون المتحولة مع نقص حاد في الألياف والمواد المغذية الصحية في النظام الغذائي، من خطر الإصابة بسرطان الأمعاء بنسبة تصل إلى 40 بالمئة. وأن أولئك الذين يستهلكون أكثر من 160 غراما من اللحوم الحمراء والمصنعة يوميا ولسنوات عديدة معرضون للخطر بشكل خاص".
ويشير الطبيب، إلى أن التدخين وتناول الكحول هي من عوامل خطر تطور سرطان القولون والمستقيم. وقد ثبت أن تدخين 40 سيجارة في اليوم يزيد الخطر بنسبة 50 بالمئة، وأن تناول 50 غراما من الكحول يوميا يزيد الخطر بنسبة 70 بالمئة.
وبالإضافة إلى ذلك هناك عوامل أخرى تساعد مجتمعة مثل نمط الحياة الخامل والإمساك المزمن والسمنة وداء السكري، على تطور سرطان الأمعاء.