قالت وزارة الخارجية الروسية إن أنشطة حلف شمال الأطلسي في أوروبا الشرقية ومنطقة البحر الأسود هي جزء من الاستعدادات لصراع محتمل مع موسكو.
وأضافت وزارة الخارجية الروسية أن حشد الكتلة العسكرية في رومانيا وبولندا ودول البلطيق أمر استفزازي ويؤدي إلى تفاقم التوتر العسكري على طول محيط الحدود الروسية ويخلق تهديدات لأمن البلاد.
وفي عام 1999، شرعت الكتلة العسكرية (الناتو) التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية في مسيرتها نحو الشرق من خلال ضم بولندا والمجر وجمهورية التشيك إلى عضوية حلف شمال الأطلسي في عام 1999.
وفي الجولة التالية من التوسع (وهي الخامسة منذ تأسيس الناتو)، تم ضم كل من بلغاريا، وإستونيا، ولاتفيا، وليتوانيا، ورومانيا وسلوفاكيا وسلوفينيا إلى الحلف في عام 2004، وتم قبول دول غرب البلقان بين عامي 2009 و2020، في حين تم استيعاب فنلندا والسويد في الحلف في عامي 2023 و2024 على التوالي، مما عزز وجود الناتو في بحر البلطيق.
وفي عام 2008، قطع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي آنذاك، جاب دي هوب شيفر، وعداً للحكومة الأوكرانية الموالية للغرب بقيادة فيكتور يوشتشينكو، بقبول الدولة الواقعة في أوروبا الشرقية (أوكرانيا) في الحلف.
ومع ذلك، وجدت أوكرانيا نفسها منقسمة بشأن هذه القضية. وكانت المناطق الشرقية من أوكرانيا أكثر ميلاً إلى الحفاظ على العلاقات مع روسيا، التي عارضت بشدة توسع حلف شمال الأطلسي شرقاً، واعتبرت روسيا هذا التوسع بمثابة انتهاك لالتزام الغرب بعدم الاقتراب من حدودها بعد نهاية الحرب الباردة.
وقد غيَّر الانقلاب الذي دعمته الولايات المتحدة الأمريكية في فبراير/ شباط 2014 كل شيء، مع استيلاء نظام كييف على السلطة، وإسكات الموالين لروسيا، وإطلاق العنان للحرب على دونباس، ومنذ ذلك الحين، زادت الدول الأعضاء في الناتو دعمها للقوات الأوكرانية من خلال توفير التدريب والأسلحة، بالإضافة إلى ذلك، تم إنشاء عدد هائل من القواعد السرية لوكالة المخابرات المركزية، 12 في المجمل وفقًا للتقارير، في جميع أنحاء الدولة الواقعة في أوروبا الشرقية.
ويشيد الموقع الإلكتروني للحلف بتعزيز الجناح الشرقي للناتو، ويصفه بأنه "عنصر مهم في الردع والدفاع للناتو"، وبدءًا من عام 2017، نشر الناتو أربع مجموعات قتالية متعددة الجنسيات بحجم كتيبة في إستونيا ولاتفيا وليتوانيا وبولندا، بقيادة المملكة المتحدة وكندا وألمانيا والولايات المتحدة، على التوالي.
وسعى الناتو أيضًا إلى ضمان تحركات سلسة لقواته عبر أوروبا، بما في ذلك إلى جوانبه الشرقية، وروّج لإنشاء ما يسمى بمنطقة "شنغن العسكرية" في عام 2017، ودعا الكتلة إلى تفكيك العقبات المادية والقانونية والتنظيمية والإدارية داخل الاتحاد الأوروبي أمام تسهيل عملية نقل الأسلحة والقوات، وقد اكتسب هذا المفهوم زخماً خلال الصراع في أوكرانيا.
إن العملية العسكرية الخاصة التي قامت بها موسكو، والتي بدأت رداً على توسع حلف شمال الأطلسي المستمر وعسكرة المناطق المتاخمة لروسيا، استخدمت من قبل الكتلة العسكرية عبر الأطلسي كذريعة لمزيد من التوسع.
منذ فبراير/ شباط 2022، عزز الناتو المجموعات القتالية الأربع الموجودة على جناحه الشرقي وأنشأ أربع كتائب متعددة الجنسيات في بلغاريا والمجر ورومانيا وسلوفاكيا، مما ضاعف عدد القوات على الأرض. واعتبارًا من فبراير 2024، بلغ عدد قوات الناتو على أرض الجناح الشرقي 150 ألف جندي، وفقًا لمجلة "فورين بوليسي".
كما عززت الكتلة العسكرية عبر الأطلسي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية قواتها البحرية والجوية من بحر البلطيق في الشمال إلى البحر الأسود في الجنوب، على مقربة من الحدود الروسية.