وسابقاً، أوضح خبراء الفضاء أن المادة المظلمة تصف جميع "الأشياء الموجودة في الفضاء التي لها جاذبية، ولكنها غير مرئية وليست مثل أي شيء آخر نعرفه".
ومع ذلك، كشف تحليل جديد أجراه الفيزيائي راجندرا غوبتا، من جامعة أوتاوا في كندا، أن المادة المظلمة غير موجودة، وقد يكون كوننا أقدم بأكثر من 10 مليارات سنة مما كنا نعتقد.
ويزعم غوبتا أن الموجات الصوتية المتحجرة في خرائط المجرات يمكن تفسيرها على أنها علامات على أن الانفجار الكبير وقع قبل 13 مليار سنة مما تشير إليه النماذج الحالية.
وقال غوبتا في بيان: "تؤكد النتائج أن بحثنا السابق حول عمر الكون البالغ 26.7 مليار سنة، سمح لنا باكتشاف أن الكون لا يحتاج إلى مادة مظلمة للوجود. وفي علم الكونيات القياسي، يقال إن التوسع المتسارع للكون ناجم عن الطاقة المظلمة، ولكنه في الواقع يرجع إلى قوى الطبيعة الضعيفة أثناء توسعها، وليس بسبب الطاقة المظلمة".
ويدل ذلك على الحاجة إلى تعديل النماذج الحالية حول تطور المجرات والثقوب السوداء.
واستخدم غوبتا مجموعة من النظريات حول كيفية انخفاض قوى الطبيعة مع مرور الوقت الكوني وفقدان الضوء لطاقته عندما يسافر مسافة طويلة، ليتوصل إلى استنتاجه.
وتوسع غوبتا في فرضية "الضوء المتعب" (TL)، التي طرحها الفيزيائي السويسري، فريتز زويكي، لأول مرة في أواخر عشرينيات القرن الماضي. وتساءل عما إذا كان الضوء الأحمر الصادر عن الأجسام البعيدة هو نتيجة للطاقة المفقودة.
واستُبدلت الفرضية لاحقا بالفكرة المقبولة الآن: تردد الضوء ذو التحول الأحمر يرجع إلى التوسع التراكمي للفضاء الذي يجذب موجات الضوء.
ولكن نسخة غوبتا من فرضية TL قادته إلى استنتاج أنه ليست هناك حاجة لاستخدام الطاقة المظلمة لتفسير التوسع المتزايد للفضاء. ويمكن أن يعزى ذلك ببساطة إلى التفاعلات المتغيرة بين الجسيمات المعروفة.
وقال غوبتا: "هناك العديد من الأوراق البحثية التي تشكك في وجود المادة المظلمة، لكن بحثي هو الأول، على حد علمي، الذي يلغي وجودها الكوني بينما يتوافق مع الملاحظات الكونية الرئيسية التي كان لدينا الوقت لتأكيدها".
ويقدم بحثه مسارات جديدة محتملة لاستكشاف الخصائص الأساسية للكون، من خلال تحدي الحاجة إلى المادة المظلمة في الكون وتقديم الأدلة لنموذج كوني جديد.
نشرت الدراسة في مجلة الفيزياء الفلكية.