البث المباشر

نافذة الهية على عالم البرزخ في الرؤيا الصادقة (حديث الامام الرضا(ع)) توبة المغني الكويتي السابق اثر رؤيته لعذاب القبر حب الله والنجاة من مهالك الدنيا (فقرة ادبية) اجابات الشيخ محمد السند على اسئلة الم

السبت 30 مارس 2019 - 10:45 بتوقيت طهران

الحلقة 52

الحمد لله اللطيف بعباده والصلاة ‌والسلام على مظاهر سعة رحمته وجميل صنعه وحسن تدبيره محمد وآله الطاهرين. السلام عليكم مستمعينا الاكارم ورحمة الله وبركاته، نقرأ لكم اولاً‌ عناوين فقراتها:
نافذة الهية على عالم البرزخ
توبة بعد رؤية عذاب القبر
حب الله والنجاة من مهالك الدنيا
واضافةً الى هذه الفقرات لنا لقاء عبر الهاتف مع سماحة الشيخ محمد السند يجيب فيه مشكوراً عن بعض اسئلتكم. 
نبدأ الرحلة اعزاءنا بحديث رضوي مبارك يعرفنا بأحد مظاهر الألطاف الالهية التي جعلها الله عزوجل وسيلة لترسيخ الاعتقاد بعالم الآخرة والنجاة من الغرق في الدنيا.

*******

هذا ما نعرضه لكم في الفقرة الأولى وعنوانها هو:

نافذة الهية على عالم البرزخ

عرفنا في الحلقة السابقة ان من الحقائق المصرح بها في جملة من الاحاديث الشريفة - مستمعينا الاكارم- حقيقة اطلاع اهل البرزخ على احوال أهاليهم في عالم الدنيا.
وهذه الحقيقة ثابتة ايضاً بالادلة العقلية المدونة في مباحث الفلسفة وفي مختلف الاتجاهات الفلسفية.
اجل، فقد ثبت فيها ان الروح او النفس الانسانية العليا تزداد احاطتها العلمية بتحررها من اسر البدن المادي، فتحيط بعد انفصالها عنه بالموت بما لم تكن قادرة على‌ الاحاطة به من قبل.
وهنا يكمن - مستمعينا الافاضل- سر كون اهل عالم الدنيا اقل اطلاعاً على احوال اهل عالم البرزخ من اطلاع اهل البرزخ على احوال اهل عالم الدنيا.
وقد قلنا (اهل عالم الدنيا اقل اطلاعاً) ولم نقل اهل عالم الدنيا لا يطلعون اصلاً على احوال أهل عالم البرزخ، لان من الثابت وجدانياً اطلاع كثير من اهل هذا العالم عبر وسائل عدة منها الرؤيا الصادقة.
وهذا ما يعرفنا بحكمته مولانا الامام الرضا (عليه السلام) في حديث رواه مسنداً عن ثقة الاسلام الكليني (رضوان الله عليه) في كتاب الكافي، نقرأ لكم نص هذا الحديث الشريف بعد قليل:
قال (سلام الله عليه) في هذا الحديث: ان الاحلام لم تكن في ما مضى في اول الخلق، وانما حدثت [يعني بعد ذلك].
وهنا سأله راوي الحديث - وهو الحسن بن عبد الرحمن- عن العلة في احداث ظاهرة الأحلام في الانسان.
اجاب (عليه السلام): ان الله عز ذكره بعث رسولاً الى اهل زمانه فدعاهم الى عبادة ‌الله وطاعته.
فقالوا: ان فعلنا ذلك فما لنا؟ ما انت باكثرنا مالاً ولا بأعزنا عشيرة. 
فقال [رسولهم]‍: ان اطعتموني ادخلكم الله الجنة وان عصيتموني ادخلكم الله النار
فقالوا: وما الجنة والنار؟ فوصف لهم ذلك، فقالوا: متى نصير الى ذلك؟ 
فقال: اذا متم.
وهنا يبين مولانا الرضا (عليه السلام) العلة التي سأل عنها الراوي اذ نقل انهم قالوا لنبيهم: لقد رأينا امواتنا صاروا عظاماً ورفاتاً فازدادوا له تكذيباً وبه استخفافاً.
وبعد ان نقل (سلام الله عليه) قول هؤلاء القوم لنبيهم، قال: فاحدث الله عزوجل فيهم الأحلام، فأتوه فأخبروه بما رأوا وما انكروا من ذلك...
فقال [لهم نبيهم]: ان الله عز ذكره اراد ان يحتج عليكم بهذا هكذا تكون ارواحكم اذا متم - وان بليت ابدانكم- تصير الارواح الى عقاب حتى تبعث الأبدان.
اذن اعزاءنا المستمعين، نتعرف من هذا الحديث الرضوي على حقيقة مهمة هي ان الاحلام والرؤيا الصادقة نافذة ‌فتحها الله عزوجل يطلع اهل عالم الدنيا على بعض حقائق البرزخ ويتم بذلك الحجة عليهم.
وهذه الحقيقة صدقتها كثير من تجارب الناس على مر التأريخ، منها تجربة معاصرة لشاب كويتي كانت رؤيته المنامية لعالم البرزخ سبباً لهدايته وتوبته، ننقلها لكم بعد ان نستمع معاً للفقرة‌ التالية واجوبة ضيف البرنامج سماحة الشيخ محمد السند على بعض اسئلتكم فكونوا معنا.
المحاور: سماحة الشيخ من الاخ احمد الفؤادي ورد للبرنامج سؤال عن تحضير الارواح يقول هل هو امر ممكن حقاً والاجابات التي تعطيها الارواح عند تحضيرها هل هي اجابات صحيحة يعتمد عليها ام لا؟ سماحة الشيخ يقصد ارواح المتوفين الذين هم في عالم البرزخ تفضلوا.
الشيخ محمد السند: بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين، غالب من يدعي تحضير الارواح والقدرة على تحضير الارواح حسب بعض التجارب وحسب بعض المتضلعين من اهل المعنى والعلم ان غالب تحضير الارواح يكون من تحضير الجن والمحضر يحسب انه احضر ارواح المؤمنين وربما يحضر من الجن من يعلم الصغيرة والكبيرة عن الميت وبالتالي يحتمل المستمع الجالس في تلك الجلسة التي يتم فيها التحضير ان اجابات ذلك المجيب ربما دقيقة وصحيحة وبالتالي فهي صادرة من روح المتوفاة لانها تفيد بكل الخصائص الخفية للمتوفى، ليس هناك عامل جسمي يجزم به وان كان هناك متضلعي اهل المعنى نظير ما يحكيه العلامة الطباطبائي لبعض تلاميذه من اساتذتنا ان اخاه السيد حسن رحمة الله عليه كانت لدية القدرة على تحضير الارواح او الارتباط بأرواح العظماء من العلماء وماشبه ذلك.
علي اية حال هذا ليس ممتنع لكن الارتباط بأرواح الموتى يثبته علماء الغرب ايضاً بانه امر التخاطر ونوع من الارتباط الموجي بين روح الحي وروح الميت هذا ليس مستنكر وقابل للتصوير نظير ما نقرأه نحن في زيارة الرسول وزيارة اهل بيته، «اللهم انك حجبت عن سمعي كلامهم وفتحت باب فهمي بمزيد مناجاتهم» فهناك نوع من الارتباط بين ارواح الاحياء وارواح الموتى ولكن من هو الذي يستطيع ان يحضر ويرتبط هذا هو امر آخر وكثيرون اهل النصب والحيل والدجل وكثير مما يدعون انهم احضروا الموتى ويكون قد احضر الجن.
المحاور: يعني سماحة الشيخ، يعني تحتاج الى قوة روحية معينة الذي يحضر؟
الشيخ محمد السند: لا ريب في ذلك، الروح المحضرة ايضاً لابد وان تكون لها درجة وماشبه ذلك وهذا له نوع من الصلاحية والمهلة لا تعطى لكل احد ومن ثم هذه الامكانية من الارتباط بأهل البرزخ لاريب انها لا تعطى الالذوي القدم الراسخ من اهل التقوى واليقين واما احاد الناس ممن هم في سلوك اعتيادي والتزام ديني هابط هذا لاريب انه ليست لدية القدرة والمكنة على تحضير الارواح وانما هي تحضير جن.
المحاور: يعني هنا يكون هو مسخر للجن من حيث لا يشعر؟
الشيخ محمد السند: قد لا يكون لديه اطلاع والتفات الا ان الجن يكون هو قرين الميت مما يعرف خفايا كثيرة عن الميت ويجيب بأجابات دقيقة ومتقنة ولكن لا يدل على ان الذي حضر هو روح الميت وانما هو قرينه من الجن بل بعض الجن ممن لديهم قدرات تكوينية اخرى قد يطلعون على ما يطلع عليه القرين وبالتالي يخبرون به.
المحاور: سماحة الشيخ محمد السند شكراً جزيلاً.

*******

نتابع مستمعينا الاكارم تقديم الحلقة الثانية والخمسين من برنامج عوالم ومنازل بنقل ما وعدناكم به قبل فقرة اجابات ضيف البرنامج، وقد اخترنا للفقرة اللاحقة عنوان:

توبة بعد رؤية عذاب القبر

مستمعينا الاكارم بتاريخ الرابع عشر من شهر جمادي الآخرة من سنة‌ الف واربعمائة وسبعة‌ وعشرين نشرت وسائل الاعلام تقريراً عن توبة المغني الكويتي السابق حسين الأحمد ومقابلة معه بهذا الخصوص. 
المهم في هذا التقرير اعزاءنا هو سبب فوز هذا الشاب بالتوبة، وهذا السبب يرتبط بموضوع برنامجنا، ولذلك ننقلها لكم كنموذج يبين لنا اثر الاعتقاد بالعالم الآخر واستنكار حقيقة الموت في نجاة الانسان.
وهذا نموذج عملي ومعاصر يهدينا الى حقيقة ان معرفة حقائق الآخرة ومنازلها وعدم الجحود بها يفتح امام الانسان آفاق هداية الهية خاصة تنقذه من مهاوي الهلكة في اي حين.
كان هذا الشاب الكويتي - ايها الاخوة والاخوات- غارقاً في مستنقع الغناء المحرم ومجونه المهلك، اي نمط الذي يدمر لطافة‌ روح الانسان نفسه ويوقعه والآخرين في الخطايا.
وهذا ما ادركه هذا الشاب التائب وصرح به في المقابلة واعتبره خطيئة عد فاعليها من انصار الشيطان ومحاربي الله عزوجل، ولكن كيف انقذه الله عزوجل من هذه الخطيئة؟
قال هذا الشاب في المقابلة المنشورة على شبكة الانترنت وصحيفة الرأي العام الكويتية: في يوم من الايام كنت عائداً من سهرة حمراء وكانت الساعة تقارب السادسة‌ صباحاً، فألقيت نفسي على فراشي وغرقت في النوم فرأيت في منامي رؤيا اوحلما لا اعرف بالضبط...
ولكن ما رآه هذا الشاب الكويتي في منامه كان مشاهدة في غاية‌ الوضوح والتأثير لا لبس فيها، قال:
شاهدت نفسي وانا ميت... يأتي ملك الموت ويقبض روحي ثم يأخذوني الى القبر ورأيت اشياء اعتقد انها من عذاب القبر لا استطيع ذكرها.
ويتابع هذا الشاب - مستمعينا الاعزاء- نقل ماجرى له قائلاً: ثم جاءت امي وايقظتني من منامي، فلم اصدق انني مازلت على قيد الحياة!
اذن فهذه الرؤية - ايها الاخوة والاخوات- كانت من الوضوح والقوة وشدة التأثير في قلب الشاب حسين الاحمد الى درجة جعلته لا يصدق انها رؤيا ومحال ان تكون اضغاث احلام فهي رؤيا صادقة ولاريب.
على اي حال يتابع الاحمد حكاية ماجرى له فيقول: لقد ذهبت اركض في ساحة البيت والصالة لكي اتاكد انني مازلت على قيد الحياة، ولما ايقنت توجهت بالدعاء الى الله واعلنت توبتي امامه وعاهدته ان لا اعود لما كنت فيه.
نعم مستمعينا الافاضل هذا ملخص قصة المغني الكويتي السابق حسين الاحمد طبق ماجاء في المقابلة المنشورة ضمن تقرير لصحيفة الرأي العام الكويتية نشرته في عددها الصادر بتاريخ (۹/۷/۲۰۰٦) الموافق للرابع عشر من جمادي الآخره سنة ۱٤۲۷ للهجرة المباركة.
وقد قال بشأن تفكيره في تقديم اشرطة للقرآن المرتل بصوته: انا الآن اتمتع وانا ارتل آيات القرآن الكريم وانتظر حتى احفظ واتقن ترتيل الآيات الكريمة وهي كنز لي، ثم افكر في طرح مثل هذه الاعمال.
وختم هذا الشاب حديثه قائلاً: اتمنى من الناس ان يساعدوا جميع من ترك المحرمات وعاد الى رشده... ان يأخذوا بيده ولا يحاربوه او يضللو.

*******

وبهذا التذكير ننتقل الى الفقرة الختامية من البرنامج وعنوانها هو:

حب الله والنجاة من مهالك الدنيا

روي عن ابراهيم بن آدم انه تذاكر شيئاً من امر الآخرة مع الزاهدة ريحانة البصيرية، فأنشأت شعراً تقول:

من كان راكب يوم ليس يأمنه

وليلة باتها في عقب دنياه

فكيف يلتذ عيشاً لا يطيب له

وكيف تعرف طعم الغمض عيناه

وروي عن شعوانة ‌العابدة انه جرى ذكر الدنيا وشؤونها مع ريحانة الزاهدة فأنشأت تقول:

وما عاشق الدنيا بناج من الردى

ولا خارج منها بغير غليل

وكم ملك قد صفر الموت بيته

فأخرج من ظل عليه ظليل

ومن بليغ شعرها (رحمها الله) في مناجاة ربها جل جلالها قولها:

بوجهك لا تعذبني فاني

اومل ان افوز بخير دار

منجدة مزخرفة العلالي

بها المأوى ونعم هي القرار

وانت مجاور الأبرار فيها

ولو لا انت ما طاب المزار

وبهذه المناجاة نختم هذا اللقاء احباءنا الى لقاء آخر نستودعكم الله بكل خير والسلام عليكم.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

ذات صلة

المزيد
جميع الحقوق محفوظة