وقال سماحة السيد جلال الحسيني: بدأت عملية تسجيل هذين التقليدين التراثيين منذ العام ۲۰۲۰، وذلك بجهود خبراء معاونية المتاحف في العتبة الرضوية المقدسة، وبالتعاون مع إدارة التراث الثقافي والسياحة في محافظة خراسان الرضوية.
التعريف بتقليد قراءة الخطبة العائد إلى العهد الصفوي
يشير مصطلح الخطبة وقراءة الخطبة في الحرم الرضوي الشريف بمعناه العام إلى قراءة كلمات وعبارات في حمد الباري تعالى والثناء عليه، والصلاة على النبي الأكرم والأئمة الأطهار عليهم السلام.
وكانت الخطب بهذا المعنى متداولة في الحرم الرضوي الشريف منذ العهد الصفوي، ووفقا لوثائق العتبة الرضوية المقدسة كان عمل الخطيب أحد المشاغل والوظائف الرسمية في الحرم الشريف، وهناك بعض الواقفين الذين خصصوا جزء من عوائد موقوفاتهم لتصرف على عمل الخطابة بهذا المعنى.
وتشير قراءة الخطبة بمعناها الخاص إلى نوع من العزاء في الحرم الرضوي الشريف في ليلة عاشوراء وليلة شهادة الإمام الرضا (ع) في ليلة الثلاثين من صفر، وتقام مراسم قراءة الخطبة في صحن الثورة الإسلامية، الذي كان يعرف سابقا بالصحن العتيق، ويعدّ هذا الصحن من أقدم صحون الحرم الشريف، ويضمّ عناصر عمرانية مهمة، منها النافذة الفولاذية، ومشربة إسماعيل طلا (السقاخانة)، والنقارة.
مراسم الصفة، تقليد بعمر ألف عام
تعدّ مراسم الصفة من أقدم المراسم والتقاليد في حرم الإمام الرضا (ع) وأكثرها فخامة وعظمة، وأساسها تلاوة القرآن الكريم، ويعود تاريخها إلى ما قبل ألف عام.
وتقام هذه المراسم يوميا بمشاركة خدام الحرم المنور، في أجواء دينية وروحانية سامية، وذلك مرتين في اليوم، الأولى تكون بعد نصف ساعة من إقامة صلاة الفجر، والثانية بعد صلاة المغرب مباشرة.
ويتألف تقليد الصفة من جزئين؛ وهما تلاوة القرآن الكريم، وقراءة أربعة عشرة مقطعا من منظومة الخواجة نصير الدين الطوسي في مدح المعصومين عليهم السلام وذكر مناقبهم الشريفة.
ويشارك في إجراء هذه المراسم أربعة عشر حافظا، ويجلس عدد من الخدمة والفراشين إلى جانبي مدخل رواق دار الحفاظ حيث تقام المراسم، وفي بعض الأحيان يقام هذا التقليد في رواق دار السلام.