وشهد الملتقى في يومه الأوّل إلقاء محاضرة للأستاذ في الحوزة العلمية السيد حسين الحكيم بعنوان (التوازن بين التركيز العلمي والتبليغ الديني في المراحل المتقدمة من طلب العلم).
وتناولت المحاضرة موضوعات مختلفة منها، الدقة العلمية وأخذ المعلومة من مصادرها الموثوقة، وضرورة ارتباط المبلغ بالحوزة العلمية في النجف الأشرف وما يُعنى ذلك من انعكاس إيجابي على عملية التبليغ.
ومن جانب آخر تحدث السيد الحكيم عن أهمية فهم الحاجات الروحية والمعنوية في المجتمع، وما تعتريه من مشاكل وشبهات، خصوصًا لدى الشباب، والعمل على استخلاص الحلول لها من القرآن الكريم وسنة النبي (صلّى الله عليه وآله) وتراث أهل البيت (عليهم السلام) وعلماءنا الأعلام.
وأكد على ضرورة التركيز في التعامل الأخلاقي مع الناس؛ لعكس ثقافة أهل البيت (عليهم السلام) ونهجهم، وتضحيات علماء هذه المدرسة المباركة .
وأعقبت المحاضرة جلسة حوارية تطرقت للعديد من القضايا الفكرية والثقافية فيما يخصّ مهام المبلغ ودوره في تحصين المجتمع.
وشهد الملتقى في يومه الثّاني إلقاء محاضرة للأستاذ في الحوزة العلميّة سماحة السّيّد طعمة الجابريّ (دامت بركاته) بعنوان: (الفكر المرجعيّ للشّيعة ودور المبلّغ في تحصين المجتمع)، تحدّث خلالها عن دور المرجعيّة الدّينيّة المحوريّ في عصر الغيبة الكبرى وكيف تمكّنت من الحفاظ على استقلاليّتها على مدى التّاريخ وأنّها الحصن المنيع لحماية المجتمع من كلّ ما يحدق به من مخاطر سواءً كانت عقائديّة أو فكريّة أو ثقافيّة أو أمنيّة .
ودعا سماحتُهُ إلى ضرورة أن يخصّص المبلّغ جزءً من محاضرته لبيان تضحيات المرجعيّة الشّيعيّة العليا في مختلف العصور والأزمان، والتي كان آخرها أدوار المرجعيّة الدّينيّة العليا المتمثّلة بسماحة آية الله العظمى السّيّد علي الحسيني السيستاني (دام ظلّه العالي) في حفظ وحدة العراق وسلامة أراضيه وأبناءه من مختلف القوميّات والأديان والطّوائف عبر سلسلة من الفتاوى والمواقف لمكافحة الفساد وفضحه وتوعية المجتمع وتبصيره بأمور دينه ودنياه .
وأضاف أنّ المرجعيّة العليا لا تريد من وراء ذلك الشّهرةَ، وإنّما يرى المرجع الأعلى أن يقوم بما هو من مسؤوليّته الشّرعيّة والأخلاقيّة .
أعقبت المحاضرة جلسة حواريّة تناولت أهمّ ما ينبغي للمبلّغ القيام به في عمله التّبليغيّ.
يذكر أنّ هذا الملتقى السّنويّ يعقد في شهر شعبان المعظّم من كلّ عام بعد سلسلة دورات تخصّصيّة تضمّنت دروسًا في علوم القرآن الكريم والعقائد وعلمي الاجتماع والنّفس والخطابة والأطوار لإعداد المبلّغين وتسليحهم بأدوات المعرفة لفهم المجتمع وتقديم ما يحتاج إليه من توعية وإرشاد.