وأشارت الصحيفة إلى أنّ المعتقلين استشهدوا أثناء التحقيق معهم في معتقلي "سدي تيمان" و"عناتوت".
ولفتت إلى أنه منذ بداية الحرب، احتجز "الجيش" الإسرائيلي معتقلين من غزة في معسكرات اعتقال مؤقتة، في قاعدة "سدي تيمان" حيث تمّ استجواب المعتقلين في القاعدة نفسها من قبل "الوحدة 504".
وتابعت "هآرتس" أنه بالإضافة إلى ذلك، تمّ احتجاز العمال الغزيين الذين يحملون تصاريح والذين كانوا في "إسرائيل" عند اندلاع الحرب في معتقل "عناتوت".
وقال مصدر للصحيفة نفسها إنّ واحداً من المعتقلين على الأقل، وهو مريض بالسكري، استشهد هناك بعد عدم تلقي العلاج الطبي.
وفي السياق، قال نادي الأسير الفلسطيني، في بيان اليوم، إنّه وفي ضوء ما كشفته الصحافة الإسرائيلية، عن معطيات تؤكّد استشهاد 27 معتقلاً من معتقلي غزة في معسكرات الاحتلال، فإنّ ذلك يؤشر إلى وجود المزيد من الشهداء، وأنّ جميع المعتقلين من غزة معرضون لعمليات إعدام وقتل ممنهجة في معسكرات الاحتلال، و"هذا ما سبق أن حذّرنا منه منذ بدء العدوان بعد السابع من أكتوبر".
وأضاف أنّ "هذه المعطيات غير مفاجئة لنا كمؤسسات مختصة، في ظل الشهادات المروعة التي عكستها عن جرائم التعذيب".
كما أكّد أنّ "النداءات والمطالبات التي وجهناها لكافة المؤسسات الدولية بمستوياتها المختلفة، لوقف هذه الجريمة، لم تلق آذاناً صاغية"، بعد مرور 153 يوماً على العدوان، فإنّ الاحتلال يرفض الإفصاح عن أي معطيات بشأن معتقلي غزة، مشدداً على أنّ هذا هو التحدي الأكبر الذي يواجه المؤسسات الحقوقية المختصة في شؤون الأسرى، وقضية معتقلي غزة.
وأوضح نادي الأسير، أنّ ما نشره الاحتلال من الصور ومقاطع فيديو خلال عمليات الاجتياح البري المتواصلة لغزة، تضمنت مشاهد مروعة، حول عمليات اعتقال المئات من غزة وهم عراة، ومحتجزون في ظروف حاطة بالكرامة الإنسانية، "تكفي لأن تكون مؤشراً لما هو أخطر وأكبر على صعيد مستوى الجرائم التي تنفّذ بحقّهم".
وشدد على أنّ المعطيات المتوفرة حول معتقلي غزة، ضئيلة، ومنها ما نشرته إدارة سجون الاحتلال في نهاية شباط/فبراير الماضي، عن احتجاز نحو 793 من معتقلي غزة بعد السابع من أكتوبر.
وتناول بيان نادي الأسير الفلسطيني شهادات حصل عليها من أسرى أفرج عنهم، بيّنت وفق المعطيات أنّ الاحتلال ينفّذ عمليات تعذيب مروعة بحقّ معتقلي غزة في السجون، وكان أبرزها حول قسم (23) في سجن (عوفر)، علماً أن عدد الشهداء الذين أعلن عن استشهادهم بعد السابع من أكتوبر في سجون الاحتلال ومعسكراته (12) شهيداً، منهم أربعة من غزة كان آخرهم الشهيد المسن أحمد رزق قديح. إضافةً إلى ما كشف عنه إعلام الاحتلال في وقت سابق عن استشهاد مجموعة في معسكر (سديه تيمان) من معتقلي غزة دون الكشف عن هوياتهم وظروف استشهادهم، عدا عن اعتراف الاحتلال بإعدام أحد المعتقلين.
وشدد البيان على أنّه ومنذ بداية العدوان على قطاع غزة، عملت حكومة الاحتلال على تطويع القانون لترسيخ جريمة الإخفاء القسري بحق معتقلي غزة.
وجدد نادي الأسير الفلسطيني، مطالبته هيئة الأمم المتحدة، وكافة المؤسسات الدولية، إلى "تحمل مسؤولياتها تجاه الجرائم التي ينفّذها الاحتلال بحقّ الأسرى والمعتقلين".
وكان نادي الأسير الفلسطيني قد أفاد في وقت سابق، بأنّ الاحتلال الإسرائيلي ما زال يرفض الإفصاح عن أي معطيات واضحة بشأن معتقلي قطاع غزة في سجونه ومعسكراته.
وفي كانون الأول/ديسمبر 2023، كشفت "هآرتس" أنّ المعتقلين في "سدي تيمان" كانوا محتجزين مكبلي الأيدي، ومعصوبي الأعين طوال اليوم.
وأظهرت الصور التي نشرتها الصحيفة نفسها في وقت لاحق، كيف يبدو الموقع الذي تمّ احتجاز المعتقلين الفلسطينيين فيه، حيث قال مصدر هناك إنّ الجنود كانوا يعاقبون المعتقلين ويضربونهم، مشيرةً إلى أنّ هذه الصور تتطابق مع شهادات الفلسطينيين الذين أعيدوا لاحقاً إلى غزة بعد الإفراج عنهم.
وفي مطلع كانون الثاني/يناير الماضي، أكّد "مركز فلسطين لدراسات الأسرى" أنّ سلطات الاحتلال صعّدت بشكل خطير جداً خلال العام 2023 من سياسة الاعتقالات التي تنفذها بحق أبناء الشعب الفلسطيني، وتحديداً بعد السابع من أكتوبر، حيث رصد المركز 10500 حالة اعتقال منذ بداية العام من بينهم 265 امرأة وفتاة، و1000 من الأطفال القاصرين.