وأوضحت هيئة البث الإسرائيلية أنه "تم طرد تسعة جنود من فصيل واحد في كتيبة صبار في عفعاتي، كانوا يخدمون في غزة، وتم إخراجهم من القطاع في بداية الأسبوع الجاري بتهمة رفض الأوامر".
وتابعت: "ظل الجنود يقاتلون لمدة أربعة أشهر في خانيونس و(أحياء) الزيتون والشاطئ والرمال وجباليا، ثم طُلب منهم أن يجمعوا أمتعتهم ويغادروا القطاع".
ودون أن تسميهم، نقلت الهيئة عن الجنود قولهم: "قال لنا المسؤول: خلال عشر دقائق اجمعوا معداتكم وسافروا بعيداً، أنا لا أثق بكم".
وذكرت أنه "قيل إن الجنود رفضوا الأوامر، وترك أحدهم موقعه، وتجولوا بدون خوذات وسترات".
وأردفت: "في البداية تمت معاقبتهم، والأحد قال لهم القائد المسؤول عنهم: (أنتم ترفضون الأوامر وتتجولون بدون سلاح. أنا لا أثق بكم، اخرجوا من هنا، وسيتم وضعكم في أماكن أخرى وسننزع منكم صفة محارب".
وقال الجنود لهيئة البث الإسرائيلية: "لقد قاتلنا، فقدنا أصدقاء، والآن يرموننا بعيدا.. تخلى عنا القادة الذين كنا معهم في كل القتال، والآن يهددوننا بأنهم سيأخذون منا صفة محارب".
وهلك 582 ضابطا وجنديا إسرائيليا منذ اندلاع الحرب على غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بينهم 242 في العمليات البرية المستمرة منذ 27 من الشهر ذاته، بالإضافة إلى إصابة ألفين و988 ضابطا وجنديا.
كما نقلت الهيئة عن أهالي الجنود، دون أن تسميهم، إن "الجنود كانوا في غزة لفترة طويلة ومنهكون تماما. بدلا من إخراجهم لتجديد نشاطهم، وبدلا من إعطائهم زيا عسكريا عندما يطلبون ذلك، يتم إذلالهم وإلقاؤهم بعيدا دون ذرة من الإحساس، وتهديدهم بفقدان شهادة المحارب".
وعقّب الجيش الإسرائيلي لهيئة البث قائلا: "نتحدث عن عدد من الجنود الذين انحرفوا عن أوامر الجيش وتم إخراجهم من القطاع في انتظار التحقيق في الأمر. وسيُجرى تحقيق غدا بقيادة قائد اللواء، وفي نهايته ستتخذ القرارات".
وخلَّفت الحرب الإسرائيلية المدمرة على غزة عشرات آلاف الشهداء من بين المواطنين الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وأزمة إنسانية غير مسبوقة ودمارا هائلاً في البنية التحتية والممتلكات، بحسب بيانات فلسطينية وأممية، ما استدعى مثول كيان الإحتلال الإسرائيلي، للمرة الأولى منذ قيامه في عام 1948، أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب جرائم "إبادة جماعية".
وتدخل الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة يومها الـ146، مع تجاوز عدد الشهداء، منذ بداية الحرب حتى اليوم الخميس، 30 ألفا، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية في القطاع. ومع سياسة الحصار التي يطبقها الاحتلال والحؤول دون دخول المساعدات الغذائية والطبية إلى القطاع والاستهداف الممنهج لمنشآت البنية التحتية، لا سيما القطاع الصحي، تستمر التحذيرات من آثار كارثية على أهالي القطاع الذين باتوا مهددين بالموت جوعاً، فضلاً عن ضرورة تأمين المساعدات الطبية العاجلة.