وعلى أعتاب انتخابات الدورة الثانية عشرة لـ«مجلس الشورى الإسلامي»، والدورة السادسة لـ«مجلس خبراء القيادة»، استقبل قائد الثورة الإسلامية سماحة آية الله السيد علي الخامنئي اليوم الأربعاء 28 شباط/فبراير 2024 جمعاً ممن يدلون بأصواتهم لأوّل مرّة، وجمعٌ من عائلات الشهداء، في حسينية الإمام الخميني".
وقال سماحة قائد الثورة الإسلامية خلال خطابه في هذا اللقاء: "ان إجراء الإنتخابات بشكل قوي وحماسي هو أحد ركائز الإدارة السليمة للبلاد ويعتبر رصيدا عظيما للبلاد"، مضيفا: "إذا تمكنا من أن نظهر للعالم أن الشعب حاضر في الساحات المهمة والحاسمة للبلاد، نكون قد أنقذنا البلد وتقدمنا.... البعض في الداخل لا يهتمون بالانتخابات؛ أنا لا أتهم أحداً، لكنني أذكّر الجميع بأن علينا أن ننظر إلى الإنتخابات من منظور المصالح الوطنية، وليس من منظور الحزبي ومصالح الفصائل السياسية".
وتابع قائد الثورة الإسلامية: "إذا كانت الانتخابات ضعيفة فسيتضرر الجميع، فلذلك على من يحب إيران وشعبها وأمنها أن يعلم أنه إذا أجريت انتخابات بشكل ضعيف، فلن يستفيد أحد وسيتضرر الجميع"، مضيفا: "هناك حكومات في العالم تحدق بقضايا إيران، حيث أن سياسات أمريكا، والسياسات التي تسيطر على أوروبا، وسياسات الصهاينة، وسياسات الرأسماليين وأصحاب الشركات الكبرى في العالم، كل هذه السياسات تستهدف إيران. إنهم ينظرون ماذا يحدث في إيران. هؤلاء المراقبون السياسيون يخافون من حضور الشعب في الساحة أكثر من أي شيء آخر، فهم يخافون من قوة الشعب لماذا؟ لأنهم رأوا قوة الشعب... لقد رأوا أن هذه الأمة إذا حضرت الساحة فإنها حتماً ستتغلب على المشكلة. وهذا هو أساس أمننا القومي. القوة الوطنية هي أساس الأمن القومي. إذا شعر العدو بأنكم غير قادرين، وأن الشعب الإيراني ليس قوياً، فسوف يهدد أمنكم بكل أنواعه... الأمن القومي هو كل شيء، وإذا لم يكن هناك أمن، فلا يوجد شيء... العدو ضد قوتنا الوطنية، ولذلك فهم يعارضون كل ما هو من علامات القوة الوطنية، بما في ذلك الانتخابات".
وأضاف آية الله الخامنئي: "البعض قد لا يتمكن من المشاركة في الانتخابات لأي سبب من الأسباب ونحن لانقصدهم، ولكن أولئك الذين يعبرون عن عدم رغبتهم في المشاركة في الانتخابات ويشجعون الآخرين على عدم المشاركة، عليهم ان يفكرو أكثر قليلا؛ لأن عدم التصويت ليس له أى نتيجة ولا يحل مشاكل البلاد"، مبينا: "إذا كانت الانتخابات قوية، سيكون المنتخبون أقوياء، وإذا كان لنا حضور قوي في الانتخابات البرلمانية، فإن البرلمان القوي يستطيع أن يفعل أشياء عظيمة ويتخذ خطوات عظيمة".
وبشأن صفات المرشح الأصلح للإنتخاب، قال سماحته: "الأصلح هو الأفضل والمتقدم على الآخرين في التمسك بالدين والعمل به، والأصلح هو من يكون أكثر الحاحا على استقلال البلاد وعدم الاعتماد على القوى الأجنبية، والأصلح هو من يؤمن بمحاربة الفساد بجدية أكبر، وهو الذي مستعد للتضحية بمصالحه الشخصية من أجل المصالح الوطنية. ومن يمتلك هذه الصفات فهو على حق".
في قسم آخر من تصريحاته، تطرق قائد الثورة الإسلامية إلى الأحداث الأخيرة على الساحة الدولية، واعتبر قيام ضابط أميركي بإحراق نفسه، نتيجة مخزية للسياسات الغربية في قضية غزة، قائلا: "لقد وصلت فضيحة سياسات الغرب اللاإنسانية تجاه غزة إلى حد يقوم ضابط في سلاح الجو الأمريكي بإضرام النار في نفسه؛ وهذا يعني أنه حتى بالنسبة للشاب الذي نشأ في تلك الثقافة، فإن هذه القضية (الإبادة الجماعية في غزة) ثقيلة وتؤذي ضميره، وبالطبع، بدلاً من شخص واحد، كان يجب أن يحرق ألف شخص أنفسهم، لكن الإنغماس في الفساد لا يسمح بذلك".
واعتبر آية الله الخامنئي قضية غزة القضية الأساسية للعالم الإسلامي وقال: "قضية غزة عرفت الإسلام إلى العالم وتبين أن الإسلام و الدين هو سبب قوة الشعب ومقاومته وعدم استسلامه أمام كل هذه الهجمات والجرائم المفجعة على يد الصهاينة"، مضيفا: "لقد أظهرت هذه القضية للعالم حقيقة الثقافة والحضارة الغربية، وأصبح من الواضح أن السياسيين المولودين من هذه الثقافة ليسوا حتى على الإستعداد للاعتراف بفعل الصهاينة في إبادة الفلسطينيين، ورغم بعض الكلمات الفارغة، إلا أنهم عملياً يستخدمون حق النقض ضد قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ويمنعون وقف الجرائم.