والحسد هو أولى الصفات الأخلاقية التي ظهرت في الأرض بعد الخلق وهي عبارة عن حزن الشخص لتنعم غيره فيسعى لزوالها أو يتمنى ذلك.
وروي القرآن الكريم الحسد في قصص عديدة منها قصة هابيل وقابيل وأيضاً في سيرة سيدنا يوسف (عليه السلام) وإخوانه وأيضاً الحسد الذي ظهر على ابتعاث رسول الله (صلى الله عليه وآله) ويشير القرآن الكريم إلى الحسد في سورة الفلق المباركة "وَ مِنْ شَرِّ حاسِدٍ إِذا حَسَد".
ويروي القرآن الكريم حسد قابيل لأخيه هابيل لأن الله تقبل من هابيل القربان دون قابيل فقال تعالى "واتل نبأ ابني آدم بالحقّ اذا قرّباً قرباناً" (المائدة / 27).
وفي الآية 54 من سورة النساء المباركة يشير القرآن الكريم إلى يهود مكّة شهدوا للكفار على المسلمين فقال تعالى إن تلك الشهادة أساسها الحسد " أَمْ يحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَيٰ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ ۖ فَقَدْ آتَينَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَينَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا".
إنّ الحسد يعدّ من الذنوب التي التي إذا أصيب بها الإنسان فتمهد لارتكاب ذنوب أخرى، والانسان الحاسد يتحدث بالسوء عن الآخرين ويفعل كلّ شيء لزوال النِّعمة عن الآخرين.
وإن التفكير في أضرار الحسد، وتقوية العقل والإيمان، والاهتمام بحكمة الله، هي من الطرق العلمية والعملية التي توصل إليها علماء الأخلاق لعلاج مرض الحسد.