البث المباشر

الوصية في كل حين وتأكدها عند الاحتضار

الأربعاء 27 مارس 2019 - 10:14 بتوقيت طهران

الحلقة 24

موضوع الحلقة:
• ثمار ذكر الموت
• الشيخ محمد السند يجيب عن سؤال بشأن رؤية أهل البرزخ والرؤيا الصادقة 
• القسم القسم الرابعة والعشرين من رواية (سياحت غرب) الدخول في ضواحي عاصمة السلام 
• فقرة أدبية (أساس قصر المأمون)

*******

الحمد لله حبيب قلوب الصادقين والصلاة والسلام على خير الخلائق اجمعين الحبيب المصطفى محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين.
السلام عليكم احباءنا ورحمة الله وبركاته اهلاً بكم ومرحباً في الحلقة الرابعة والعشرين من هذا البرنامج، نفتتحها ببعض الاسئلة المعلوماتية.
فنقول: هل تعلمون احباءنا بان ذكر الموت سبب للفوز بحب الله والزهد في الدنيا وهو علاج للوسواس ووسيلة لدفع الهموم والغموم اذا اعتصرت قلب الانسان، كما انه يقوي قوة العقل ويقوي ارادة الانسان.
اجل احباءنا هذه الفوائد وغيرها صرحت بها كثير من الاحاديث الشريفة التي تحث على ذكر الموت وذكر ما بعده في المنازل التي يمر بها الانسان قبل الاستقرار في الجنة رزقنا الله سكناها او الخلود في النار اعاذنا الله واياكم منها.
الفقرة الاولى من هذا اللقاء نخصصها للتبرك بتلاوة طائفة من الاحاديث الشريفة المتحدثة عن بركات ذكر الموت.
اما في الفقرة الثانية فنتناول من آداب الاحتضار ادب الوصية والعهد. 
وفي الفقرة الثالثة ننقل الميكرفون الى ضيف البرنامج سماحة الشيخ محمد السند ويجيب فيها عنه سؤال لأحد المستمعين بشأن رؤية اهل البرزخ في عالم الرؤيا الصادقة.
وبعد ذلك نتابع رحلة بطل رواية سياحت غرب وهو يدخل في عاصمة وادي السلام في عالم البرزخ.
ونختم اللقاء بفقرة ادبية وابيات بعثها سعدون المجنون للمأمون العباسي لما بنى قصره...

*******

بركات ذكر الموت

روي في الكافي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) انه قال: «من اكثر ذكر الموت احبه الله».
وهذه مستمعينا الافاضل اعظم البركات المعنوية ولا يخفى ان هذا يعني ان الاكثار من ذكر الموت وعوالم الآخرة يدفع الانسان للتحلي بالخصال الطيبة التي يحبها الله عزوجل في عباده.
كما روي عنه (صلى الله عليه وآله) انه قال لأبي ذر:
يا ابا ذر اذا رأيت اخاك قد زهد في الدنيا فاسمع منه فانه يلقى اليه الحكمة، فقال ابوذر: يا رسول الله من ازهد الناس، اجاب (صلى الله عليه وآله): من لم ينس المقابر والبلى وترك ما يفنى لما يبقى ولم يعد غداً من ايامه وعد نفسه في الموتى.
قال ابوذر: قلت: يا رسول الله اي المؤمنين اكيس، قال: اكثرهم للموت ذكراً واحسنهم له استعداداً.
وفي جامع الاخبار عنه (صلى الله عليه وآله): افضل الزهد في الدنيا ذكر الموت وافضل العبادة ذكر الموت وافضل التفكر ذكر الموت فمن اثقله ذكر الموت وجد قبره روضة من رياض الجنة.
فذكر الموت يجعل القلب مستعداً لتلقي الحكمة التي فيها الخير الكثير والفوز بالكياسة ونماء القوة العقلية والراحة في البرزخ حيث يكون قبره روضة من رياض الجنة.
وفي عوالي اللئالي عنه (صلى الله عليه وآله) انه قال: ان القلوب تصدأ كما يصدأ الحديد، قيل: يا رسول الله، وما جلاؤها؟ قال: قراءة القرآن وذكر الموت.
وفي دعائم الاسلام ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) اوصى رجلاً من الانصار فقال: اوصيك بذكر الموت فانه يسليك عن امر الدنيا.
اي انه يذهب بالهم الذي يحصل في القلب نتيجة لبليات الدنيا وهمومها وغمومها وهذا ماورد في حديث الامام الصادق (عليه السلام) عندما اوصى احد اصحابه بذكر الموت لدفع الحزن والالم والهموم التي لامفر منها في هذه الدنيا ثم قال له: فان ذلك يحثك على العمل ويردعك عن كثير من الحرص على الدنيا.
وقد روي في الكافي مسنداً عن ابي بصير قال: شكوت الى ابي عبد الله (الامام الصادق) (عليه السلام) الوسواس، فقال:
«يا ابا محمد، اذكر تقطع اوصالك في قبرك، ورجوع احبائك عنك اذا دفنوك في حفرتك وخروج بنات الماء من منخريك واكل الدود لحمك، فانا ذلك يسلي عنك ما انت فيه».
ثم قال ابو بصير: فوالله ما ذكرته يعني الموت الا سلى عني ما انا فيه من هم الدنيا.
وفي امالي الطوسي: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) كثيراً ما يوصي اصحابه فيقول: اكثروا ذكر الموت... فانه حائل بينكم وبين الشهوات.
وفي هذا الحديث اشارة الى ان تقوية الارادة من ثمرات ذكر الموت الكثيرة، ويبقى ان نشير الى ان المراد من ذكر الموت هو عدم غفلة الانسان عن مستقبلة وعيشه وجدانياً وبآستمرار لحقيقة الموت والحياة.
اجل وثمرة ذلك الاستعداد لهذا المستقبل فقد جاء في كتاب امير المؤمنين (عليه السلام) الى الحارث الهمداني: واكثر ذكر الموت وما بعد الموت.
وجاء ايضاً في وصيته لولده الحسن عليهما السلام المروية‌ في نهج البلاغة: «يا بني اكثر ذكر الموت وذكر ما تهجم عليه وتفضي بعد الموت اليه واجعله امامك حيث تراه حتى ياتيك وقد اخذت منه حذرك وشددت له ازرك ولايأتيك بغتة فيبهرك...».
مستمعينا الافاضل، طال بنا الحديث بعض الشيء عن بركات وثمار ذكر الموت وعوالم الآن وما ذكرناه هو بعضها وعلى نحو الاجمال، ولذلك نوكل الحديث عن ادب الوصية من اداب منزل الاحتضار وحلول الموت الى الحلقة المقبلة.
ونكتفي هنا بالاشارة الى ان النصوص الشريفة ندبت المؤمنين الى الوصية واعدادها حتى في زمن الصحة والسلامة لأن الانسان لا يعلم متى يحل اجله، ويتأكد الامر اذا كان لله وللآخرين حقوق بذمته كقضاء صلوات وصيام وحقوق شرعية او اموال للناس بذمته ينبغي ان ينبه الآخرين لادائها اذا فاجأه الاجل.
الا ان للوصية عند رؤية علامات الموت اداباً‌ اشمل واعم يؤدي الالتزام بها الى‌ النجاة وفتح آفاق مشرقة جديدة امام الانسان، خاصة وان الرحمة الالهية تعطى الانسان فرصة اخيرة عند الاحتضار كما سنرى في الحلقة المقبلة باذن الله عزوجل.

*******

اما الآن مستمعينا الاكارم، فننقل الميكرفون الى هذا الاتصال الهاتفي مع خبير البرنامج سماحة الشيخ محمد السند حيث يتفضل مشكوراً على اسئلتكم بشأن موضوعات البرنامج.
المحاور: بسم الله الرحمن الرحيم. السلام عليكم احباءنا ورحمة الله وبركاته اهلاً ومرحباً بكم في هذه الفقرة من برنامجكم عوالم ومنازل معنا على خط الهاتف سماحة الشيخ محمد السند السلام عليكم سماحة الشيخ.
الشيخ محمد السند: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
المحاور: سماحة الشيخ مع تقديمنا جزيل الشكر لكم واتتم تجيبون على الاسئلة التي ترد الى البرنامج بشأن موضوعاته، من الاسئلة التي وردتنا سؤال من الاخ س. احمد يقول في سؤاله ارغب كثيراً ان ارى والدي في المنام في رؤيا صادقة وقد دعوت الله مراراً ولكني لم اوفق لذلك رغم انهما كانا من الصالحين فما هو سر ذلك؟ تفضل سماحة الشيخ.
الشيخ محمد السند: بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين وبعد فأن هناك بعض الروايات قد وردت ذكرها المحدث الشيخ عباس القمي رحمة الله عليه في مفاتيح الجنان لاجل استحصال وحصول الرؤيا الصادقة مع بعض من مضى الى البرزخ من الاموات الصالحين، ذكرت ويستطيع الاخ ان يتابعها في فهرست مفاتيح الجنان او الباقيات الصالحات المطبوع المرفق ولابد من التنويه بنقطة يجدر بالمستمعين الكرام الالتفات اليها وهي ان الرؤيا الصادقة فضلاً عن اقسام الرؤيا الاخرى ليست يعول عليها منبع ومصدر شرعي يستند اليه او حجة شرعية وانما الرؤيا الصادقة كما ورد في الروايات دورها كمنبه الى نفس الموازين التي يتلقاها الانسان من الكتب وسنة المعصومين وعلى ضوء الكتاب وسنة النبي واهل بيته يستهدي الانسان في طريقه والرؤيا تنبهه الى ‌بعض البيئات الموضوعية التي ربما يكون غافل عنها سينتبه الى آليات وادوات هي في نفسها حجة شرعية يلتفت الى الموضوع المناسب والحجة المناسبة واما على اية حال فأن الرؤيا مؤداها فقط تنبيه وهذا لابد للاخوة المؤمنين ان يلتفتوا اليه.
المحاور: جزاكم الله سماحة الشيخ يعني هي مؤيدات في الواقع وليست اصول، الاخ له سؤال آخر يقول تحدث لدي حالات هي انني اتذكر عن وقوع بعض الحوادث او رؤية بعض الاشخاص انني قد رأيت ذلك الشخص او تلك الواقعة في احلام نسيتها ولم اتذكرها الا عندما رأيت مصاديقها فما تفسير هذه الحالات؟
الشيخ محمد السند: نعم هذه تحدث للكثير ان لم يكن اغلب الناس فأن روح الانسان لا سيما المؤمن تصاعد في منامه الى سماع وكما ورد في جملة من الروايات والى جملة‌ من السموات وعلى اية حال يرى حينئذاً ويفتح له ان يرى جملة بعض ما قد قدر له او قضى في قضاء الله وقدره ومن ثم على اية حال يذرر في ذاكرة الانسان وكما يعبر في الثقافة الحديثة بالعقل الباطن للانسان، يزرق تلك المعلومة وبالتالي يزود بها الانسان ليكون على استهداء ويقظة مما يجيء له من امور وهذا نوع من العناية من الله عز وجل.
المحاور: نعم سماحة الشيخ بالنسبة لنسيانها فلابد ان هنالك حكمة ومصلحة في نسيان هذه الرؤى وهذه الاحلام؟
الشيخ محمد السند: هذا بالاصطلاح العلمي العقلي لايقال له نسيان انما هو نسيان التفاصيل ولكن اصل المعلومة بنحو مدمج مطوي في ذاكرة الانسان وفي عقل الانسان في اعماق ذاكرته او ما في وراء الحواس التفصيلية قد يقال عنه في العلوم الروحية الحديثة في العقل الباطن او الذاكرة الباطنة الآن الكثير من الناس لديهم ذكريات وعلوم وذاكرة علوم وذاكرة تجارب ومهنة وماشابه ذلك لكنهم لا يستحضرون هذا الامر بالتفصيل ولكنه عند الحاجة وعند الارتطام بالبيئات المختلفة في الحياة ينتزعون تلك المعلومات من باطن ذاكرتهم الاجمالية بنحو مطوي اندماجي علمي في ذاكرتهم العلمية ولكن المعلومات وجودها في الواقع على نمطين نمط اندماجي اجمالي وربما نمط تفصيلي.
المحاور: سماحة الشيخ محمد السند شكراً جزيلاً على ما تفضلتم به، هنالك اسئلة اخرى لو سمحتم نوكلها الى حلقة مقبلة ان شاء الله.
الشيخ محمد السند: اهلاً وسهلاً.

*******

اهلاً بكم مستمعينا الاعزاء مرة اخرى، لا زلتم تستمعون الى الحلقة الرابعة والعشرين من برنامج عوالم ومنازل ونذكر بان بامكانكم مطالعة حلقاته والاستماع لها ومنذ الحلقة الاولى على موقع الاذاعة في شبكة الانترنت وعنوانه هو:
Arabic.irib.ir.
كما نكون شاكرين لكم اذا ارسلتم مقترحاتكم ومساهماتكم فيه واسئلتكم على عناوين الاذاعة ومنها عنوان بريدها الالكتروني وهو [email protected].
وعنوانها البريدي وهو طهران ص. ب ٦۷٦۷/۱۹۳۹٥.

*******

سياحت غرب (القسم الرابعة والعشرين)

المتابعون للبرنامج اعزاءنا يتذكرون اننا ومنذ الحلقة الاولى نبث ترجمة معدة للاذاعة وبتصرف لرواية سياحت غرب التي كتبها بالفارسية آية الله القوجاني النجفي وصور فيها بلون قصصي متميز منازل عالم البرزخ وما بعده من خلال رحلة ذاتية مفترضة.
وقد تابعنا في الحلقة السابقة عبور بطلها منازل اهل ارض شهوات الحرص والحسد وما شاهده بعد خروجه منها من معالم روضة فيحاء مباركة... نتابع معاً هذه الرحلة في الفقرة التي اخترنا لها عنوان:

مسيرة الارواح بعد الموت

كانت الاجواء تزداد لطافة كلما اقتربنا من تلك الروضة كثرت المزارع والزهور والرياحين والاشجار اليانعة بانواع الثمار، كانت الشلالات تنساب بمياه رائقة صافية، ولما اقتربنا شاهدت خياماً‌ منتشرة على قمم الجبال وسفوحها الخضراء لكنها لم تكن كخيام الدنيا فقد كانت من حرير ابيض الطف من حرير الدنيا وابهى منظراً.
سألت رفيقي الهادي عن هذه الارض وخيامها فقال: انها ضواحي عاصمة وادي السلام وهذه خيام المستجمين للاستراحة فيها قبل مواصلة المسير لك انت ايضاً ان تستريح فيها بضعة ايام... انها ارض يمن مقدسة وقد اعدوا لك خيمة فيها.
ثم تركني هذا الرفيق الطيب متجهاً الى قمة‌ الجبل بعد ان اخرج كتاباً من الكيس الذي اهدته لي الصديقة الزهراء (عليها السلام) اثر تلاوة احدى حفيداتي سورة الدخان على روحي في ليلة الجمعة.
بقيت اتابعه بنظراتي وقد شعرت بالوحشة لذهابه، رأيته يقف عند خيمة على قمة جبل ثم فتح الكتاب وقرأه على‌ أهلها فخرج فتيان كانهم بيض مكنون وفتيات حسان واقبلوا نحوي يتبعهم رفيقي، فلما وصلوا حاطوا بي وقال لي الهادي: اذهب مع هؤلاء الى خيمتك لتستريح ريثما اذهب انا الى العاصمة لاهيئ لك منزلك.
قلت له: يا صاحبي، وكيف تتركني هنا وانا غريب لا مؤنس لي؟
فابتسم وقال: انت هنا في وطنك ومعك من يؤنسك من الولدان المخلدين والحور العين.. فاذهب الى خيمتك فثمة )حور مقصورات في الخيام( قال هذا وذهب، فاصطحبني اولئك الفتية‌ الى الخيمة فوجدت فيها حورية غاية‌ في الحسن قامت واستقبلتني بحفاوة ‌الاهل، ثم دخل غلام وجهه كالشمس سطوعاً وبيديه ابريق وطست من الفضة فغسل رأسي ووجهي بماء يفوح بطيب الورد المحمدي، ولما نظرت الى وجهي في المرأة التي وضعها امامي تعجبت من كوني اصبحت اجمل وابهى حتى من تلك الحورية المعقودة لي في السجل الالهي.
جلسنا على سرير وثير، فلاحظت ان لخيمتي هذه خمسة اعمدة اطولها الاوسط وكان اجملها ايضاً، فقد كان من الذهب المرصع بالاحجار الكريمة سألت حوريتي: لم وضعت لهذه الخيمة خمسة‌ اعمدة؟ 
اجابت: جميع الخيام هنا خماسية الاعمدة، فاهلها هم المسلمون حقا والاسلام بني على خمس: الصلاة والصوم والزكاة والحج والولاية ولم يناد بشيء كما نودي بالولاية فهذا العمود الاوسط والاجمل والاطول هو عمود الولاية وعليه يستند ثقل الخيمة‌ ومنه تأخذ باقي الاعمدة قوتها.
قلت لها: ظننت ان كلاً منها باسم واحد من اصحاب اهل الكساء الخمسة؟ 
قالت: اولئك هم اصول الاعمدة، وما يوجد هنا ظل لتلك الانوار، كل عوالم الوجود وكل ما فيها متشابه والاختلاف هو من حيث الشدة والضعف، أو الاصل والفرع، والنور والشعاع. وللانسان طريقه للعروج الى كل العوالم وبلوغ جميع المراتب والوصول الى اعلاها حيث يصبح مظهر اسم الله الجامع وخليفته ولكن الانسان الذي لم يستطع ان يعرف نفسه وما فيه فهو مصداق: «ان الانسان لفي خسر».
انست كثيراً بحديثها وسألتها مستغرباً: أين تعلمت كل هذه المعارف؟ 
اجابت: في مدينة العلم الفاطمية لقد تربيت وتعلمت على يد الصديقة فاطمة وهي كأبيها مدينة العلم والحكمة والعصمة، وهي الليلة المباركة والشجرة الزيتونة «لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار نور على نور».
ثم اخرجت كتاباً لا حظت انه هو نفسه الذي اخرجه رفيقي الهادي من كيس هدية الصديقة الزهراء عليها السلام فسألتها: ما هذا الكتاب؟ 
قالت: هذه رسالة مولاتي الزهراء روحي فداها توصيني بك وقد وصفتك فيها بانك قد اخلصت لله واحسنت تهذيب نفسك ووسمتك بانك من اولادها! نعم من اولادها فهي ام المتقين ولما سمعت هذه الكلمة وتكريمي بهذه النسبة تفجرت عيوني شكراً لله والحمد لله رب العالمين.

*******

وها نحن اعزاءنا نصل الى الفقرة الاخيرة ‌من فقرات هذه الحلقة اخترنا لها عنوان:

اساس قصر المأمون

يروى ان ابا سعيد الواعظ الملقب بسعدون المجنون كتب رسالة الى الخليفة العباسي المأمون بمناسبة اكماله بناء قصر عظيم له ولكن الرسالة لم تكن رسالة تهنئة فقد عنونها بقوله تعالى «لم يلد ولم يولد / ولم يكن له كفواً احد».
وضمنها الابيات الاربعة التالية يخاطب بها المأمون:

يا من بنى القصر في الدنيا وشيده

اسست قصرك حيث السيل والغرق

لو كنت تعنى بذخر انت داخره

اسسته حيث لا سوس ولا خرق

والموت مصطبح فيكم ومغتبق

فاحتل لنفسك قبل الورد يا حمق

واذكر ثموداً وعاداً اين اين هم

فلو بقي احد من بعدهم لبقوا

نسأل الله عزوجل مستمعينا الاكارم ان يعيذنا واياكم من الاغترار بالحياة الدنيا ومن حصر همتنا في جمع ما مصيره الفناء والغفلة عن اعمار دار البقاء. 
اللهم آمين، وبهذا الدعاء نستودعكم الله اعزاءنا على امل أن نلتقيكم في الحلقة المقبلة وانتم على ‌خير ما يحبه الله وبرضاه. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

ذات صلة

المزيد
جميع الحقوق محفوظة