البث المباشر

وقفة مع دعاء الامام السجاد (عليه السلام) بخواتم الخير وترسيخ عوامل التوفيق لحسن العاقبة

الأربعاء 27 مارس 2019 - 09:30 بتوقيت طهران

الحلقة 17

الحمد لله رب العالمين الحليم الكريم والعلي العظيم سبحانه رب العرش العظيم وسلام على المرسلين لاسيما صفوة الخلائق اجمعين محمد وآله الطاهرين.
السلام عليكم احباءنا ورحمة الله وبركاته تحية مباركة طيبة نفتتح بها وعلى بركة الله الحلقة السابعة عشر من حلقات هذا البرنامج آملين ان تقضوا مع فقراتها وقتاً طيباً ومفعماً بالذكرى النافعة للمؤمنين.
وستكون لنا في فقرتها الاولى وقفة عند دعاء الامام السجاد عليه السلام بخواتم الخير وفي الفقرة الثانية نستمع لاجابة سماحة الشيخ محمد السند على سؤال الاخ الفاضل قاسم الحائري بشأن سر النفرة من الحديث عن الموت.
اما في الفقرة الثالثة فسنتابع مع بطل رواية (سياحت غرب) وصفه لمسيرة الارواح في البرزخ واحوال اصحاب المعاصي اللسانية فيه
ونختم اللقاء برواية ما جرى لابي نؤاس الشاعر عنه احتضاره واشعاره في تلك اللحظات الحساسة، واثرها على حياته البرزخية.

*******

مستمعينا الاكارم تحدثنا في على عدة حلقات من البرنامج عن اخطر ما يعرض على الانسان في منزل الموت وهو اخر منازل الدنيا واول منازل الاخرة كما وصفته الاحاديث الشريفة.
والخطر المشار اليه هي العديلة عند الموت اعاذنا الله واياكم منها اي ان يعدل الانسان عن العقائد الحقة وهو يحتضر بتأثير وساوس وتسويلات الشيطان الذي يجند كل قواه في ساعات الاحتضار لكي يسلب الايمان من الانسان ويخرجه من هذه الدنيا كافراً، فيوقعه في سوء العاقبة والعياذ بالله.
وقد عرفتنا النصوص الشريفة بجملة من الاعمال التي تقي الانسان وتنقذه من خاتمة السوء والعديلة عند الموت، وبعض هذه الاعمال تسبق حالة الاحتضار، وبعضها يكون عند الاحتضار.
وقد تحدثنا مفصلاً عن القسم الاول من هذه الاعمال في حلقات سابقة ونختم في هذه الحلقة الحديث عنها بوقفة عند دعاء الامام السجاد عليه السلام بخواتم الخير وهو الدعاء الحادي عشر من ادعية الصحيفة السجادية وقد ذكر العلماء ان المواظبة عليه من الامور المنجية من سوء العاقبة نستمع اولاً لنص هذا الدعاء المبارك.

*******

الدعاء الحادي عشر من ادعية صحيفة السجادية

يا من ذكره شرف للذاكرين ويا من شكره فوز للشاكرين ويا من طاعته نجاة للمطيعين صل على محمد وآله واشغل قلوبنا بذكرك عن كل ذكر، والسنتنا بشكرك عن كل شكر وجوارحنا بطاعتك عن كل طاعة. فان قدرت لنا فراغاً من شغل فاجعله وفراغ سلامة لا تدركنا فيه تبعة ولا تلحقنا فيه سأمة، حتى ينصرف عنا كتاب السيئات بصحيفة خالية من ذكر سيئآتنا، ويتولى كتاب الحسنات عنا مسرورين بما كتبوا من حسناتنا.
واذا انقضت ايام حياتنا وتصرمت مدد اعمارنا واستحضرتنا دعوتك التي لابد منها ومن اجابتها، فصل على محمد وآله واجعل ختام ما تحصي علينا كتبة اعمالنا توبةً مقبولةً لا توقفنا بعدها على ذنب اجترحناه ولا معصية اقترفناها ولا تكشف عنا ستراً سترته على رؤوس الاشهاد يوم تبلو اخبار عبادك انك رحيم بمن دعاك ومستجيب لمن ناداك.

*******

اعزاءنا المستمعين لا يخفى على المتدبر في هذا الدعاء الشريف انه يرسخ في قلب الدعاء العوامل الاساسية المنجية من ميتة السوء كما لا يخفى ان قراءة هذا الدعاء‌ بتوجه قلبي يقوي هذه العوامل ويفعلها في وجود المؤمن.
العامل الاول: ادامة‌ ذكر الله عزوجل قلبياً وبدرجة تشغل الانسان عما سوى‌ وهذا يعني بعث حب الله في القلب ومن احب الله كيف يمكن ان يقع في شرك الشيطان فيكفر بحبيبه عزوجل وهو يتوجه الى لقائه؟
العامل الثاني: بعث حالة الشكر الفطرية لله جلت آلاؤه على انعامه واحسانه ومن تنبعث فيه هذه الحالة وتترسخ فيه كيف يمكن ان يكفر بربه المنعم وهو يرحل اليه؟
العامل الثالث: حث الانسان على‌ الاقبال على الطاعات واعمال الخير، ومعلوم ان الطاعات هي التي تعزز الايمان وتجعله ثابتاً مستقراً في القلب لايمكن ان يتزعزع بوساوس الشيطان عند الاحتضار ولذلك كانت طاعة الله عزوجل نجاة للمطيعين.
العامل الرابع: تقوية الورع عنه المعاصي في قلب الانسان وقد عرفنا ان المعاصي والتجرأ عليها اهم العوامل التي توقع الانسان في سوء العاقبة لانها تجعل الايمان ضعيفاً لايصمد امام وساوس الشيطان وخدعه.
العامل الخامس: فهو توفير ارضية الفوز بتوبة مقبولة عند حلول الموت او علامته وهذه التوبة المقبولة مفتاح حسن العاقبة وخروج الانسان من هذه الدنيا مطهراً من رجس الذنوب لان التائب من الذنب كمن لاذنب له.

*******

أما الآن نتابع تقديم برنامج عوالم ومنازل بهذا الاتصال الهاتفي مع سماحة الشيخ محمد السند اهلاً ومرحباً بكم:
الشيخ محمد السند: اهلاً وسهلاً بكم وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
المحاور: جزاكم الله خيراً سماحة الشيخ سؤال من الاخ قاسم الحائري يسأل عن حقيقة الشيطان وكيف يحاول السلب الايمان من الانسان عند موته هل يتمثل له بصورة معينة ام ماذا؟ تفضلوا جزاكم الله خيراً.
الشيخ محمد السند: بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وآله وسلم. في الحقيقة قد شرح القرآن الكريم انواع افاعيل وافعال شيطان والشياطين بالنسبة للانسان وفي عمومها كالاز والفز والوسوسة وماشابه ذلك فهي تتخذ على كلام ربما قد احظيت قرآن الكريم الى ثمانية او اكثر انواع من الافعال يمارس الشيطان مع بني آدم وعموما من اخطر ما يمارس هو ايحائاته الجحوذية والكفرانية لانعم الله ولرضى بقضاء‌ له قدراً.
يشير السخط لدى الانسان والعياذ بالله والنقمة‌ وعدم الرضى وحالة الانزعاج بتالي عن مقادير الله عزوجل واثارة سوء الذنب بالله عزوجل ومن هذا القبيل يعني بعبارة خلق علاقة في العداوة بين الانسان وبين الباريء تعالى عبر سلسلة من الخواطر وسلسلة من المعاني وسلسلة من مساويء الظن وسلسلة من الياس ولذلك كما يعبر القرآن الكريم الشيطان يعدكم الفقر دائماً حالة التشاؤم وحالة اليأس وحالة الشر والتنبه بها والسخط وبالتالي تثير لدى الانسان السخط والنقمة وعدم الرضى بقضاء له قدرا وبالتالي يصبح لدى الانسان حالة تمرد وحالة روعونة تجاه الباريء بدل ان تكون حالة ليونة وحالة طوعانية وخضوع وانقياد شبيه بما لو مضي الانسان بحالة مرض عصيبة جداً ولا تظن حالة موت حالة مرض عصيبة او ابتلاءات شديدة جدا هنا تتزلزل على اية حال التزام النفس وربما تعرض على نفس خواطر شيطانية شديدة هي باعثة على سوء الظن بالله عزوجل والعياذ بالله وبالتالي على خراب العلاقة التي بين قلب الانسان وروحه وبين الباريء تعالى.
المحاور: سماحة الشيخ انا أريد ان اقف عند هذه النقطة بالذات وما ذكرتموه تعبير خواطر شيطانية يعني هل يمكن القول بانما يسمى بحديث النفس افكار معينة تفرق الذهن يكون منشأها الشيطان في الواقع يعني الشيطان الذي يجري من بني آدم او من ابن آدم مجرى الدم في العروق كما وردت في الاحاديث النبوية المقصود هو هذا يعني انه يوجد خواطر وافكار معينة عند الانسان؟
الشيخ محمد السند: في الحقيقة كثير ما نسميه خواطر وافكار ليست هي معاني ولا افكار وانما هي كلام اثيري نسمعه ونحن باذننا الحسية على اية حال من الشيطان.
المحاور: يعني بالحس مثل ما نسمع باقي الاصوات؟
الشيخ محمد السند: يعني المقصود ليس كما نسمع الصوت بل لا ريب ان بين الصوت الشديد وصوت الخفيف هناك فارق مثل ما لو كان الانسان يقرأ قراءته بالجهر غير قراءته بالاخفاض وغير قراءته بالقلب فهذه قراءات لكن على مستويات درجات متعددة.
المحاور: كذلك وسوسة الشيطان؟
الشيخ محمد السند: نعم في وساوس الشيطان صحيح ليس هو صوت وجهاز وذبذباب هوائية وماشابه ذلك ولكن هي اثيرية كان يقولون طاقة خفية فبالتالي هي تلك الجملة من تلك الخواطر نحسبها نحن ربما خواطر او افكار او معاني منبعثة من ذهننا او من ذاكرتنا او من تجاربنا العلمية او غير العلمية او ما شابه ذلك لكن هي في الحقيقة لا، هي مجرد كلام معانيها في اذهاننا وهو على اية حال يرانا من حيث لا نراه ربما يرى نقاط ضعف صفاتنا النفسانية وماشابه ذلك فمن ثم يحرك جوانب او يضغط على جانب ضغف صفاتنا في قوانا النفسانية وبالتالي تهيج تلك وتصبح حالة تمرد في عموم مملكة النفس.
المحاور: سماحة الشيخ اذن هذا قانون يرانا من حيث لا نراه وانما يبث فينا بعض الافكار والوساوس تصدق على حالة العديلة او سلب الايمان من الانسان عند الموت يعني لا يتمثل للانسان بصورة معينة؟
الشيخ محمد السند: قد يتمثل هو يتخذ كما ذكرت افعال من انماط ثمانية ذكرت في القرآن الكريم وربما هي اكثر ذكرت في القرآن من الاز والفز والوسوسة وما شابه ذلك على اية حال هو يتخذ اشكال والوان مختلفة ولكن ولا تصب في النهاية الى اثارة معاني وافكار واذعانات مغلوطة كاذبة تجاه علاقة العبد مع ربه في زعزعتها واثارة السخط والروعونة والعياذ بالله تجاه الله. 
المحاور: سماحة الشيخ محمد السند شكراً جزيلاً هنالك سوال آخر من الاخ قاسم الحائري نوكله ان شاء الله في الحلقة المقبلة ان شاء ‌الله شكراً لسماحة الشيخ محمد السند ولكم مستمعينا الافاضل على طيب المتابعة.

*******

سياحت غرب (القسم السابع عشر)

نتابع مستمعينا الاكارم تقديم الحلقة السابعة عشر من برنامج عوالم ومنازل وها نحن نصل الى القسم السابع عشر من رواية سياحت غرب لآية الله القوجاني التي اعدذنا ترجمتها العربية للاذاعة ضمن حلقات.
يصور هذا القسم من الرواية ‌دخول بطلها الارض التي تظهر فيها تبعات معاصي اللسان في عالم البرزخ فلنستمع معاً لهذا القسم من هذه الرواية في الفقرة‌ اللاحقة التي تحمل عنوان 

مسيرة الارواح بعد الموت

كنت لازلت اسير في ارض الشهوات عندما شاهدت على جانبي الطريق اشخاصاً تشبه هيئآتهم الكلاب والذئاب والثعالب والقرود وفيهم من يشبه هيئآت العقارب والزنابير والحيات والفئران وكانت الوانهم مختلفةً فيهم ذو لون اصفر كرية وبعضهم ازرق.
كانوا يصطرعون وينهش بعضهم بعضاً والنار تخرج من افواه بعضهم ومن آذان بعضهم الاخر وكان العطش يشتد بهم فيركضون باتجاه سراب يتوهمونه ماءً ثم يرجعون خائبين وقد اشتد العطش بهم اكثر.
شاهدت بعضهم منهمكين في التهام الجيف فيما سقط بعضهم في حفر عميقة يخرج منها دخان الكبريت ولهيب الناز.
استعذت بالله من عاقبة هؤلاء وسألت رفيقي الحبيب الهادي وهو كما عرفتم الصورة البرزخية لمودتي لاهل البيت عليهم السلام سألته: من هؤلاء‌ التعساء؟
اجاب: اما الذين في حفر الكبريت والنار فهم الذين كانوا في الدنيا يسخرون من المؤمنين ويتعالون عليهم واما الذين يأكلون الجيف فهم الذين كانوا يغتابون الناس.
سألته: ومن هم هؤلاء الذين تخرج النار من آذانهم؟
اجاب: هم الذين كانوا يستمعون للغيبة ولا ينكرون.
قلت: والذين يصطرعون مثل عراك الكلاب والذئاب، من هم؟
قال: هم الذين كانوا من السبابين الشتامين.
قلت: وماذا كان فعل هولاء الذين اصفرت وجوههم بهذه الهيئة الكريهة؟
اجاب: هم المتلونون في الدنيا واهل النميمة والكذب، فهذه صورهم اليوم نتيجة‌ً لما كانوا يعملون.
كان الجو حاراً للغاية في ارض الشهوات اللسانية ولذلك كنت اطلب الماء من رفيقي الهادي كل ساعة لكنه كان لا يسقيني اطلاقاً ‌حيناً وحيناً يسقيني بقليل من الماء فسألته عن سر ذلك وقلت: لقد عهدت فيك الرفق بي فلماذا لا ترويني من الماء؟
اجاب: لاذنب لي في ذلك فالماء الذي معنا قليل.
قلت: ولماذا لم تحمل ما يكفي من الماء لاجتياز هذه الارض القاحلة؟
قال: ان وعاءك لا يتسع لأكثر مما حملنا من الماء، لانك لم تكن في دنياك معرضاً عن اللغو بالدرجة المطلوبة بل كنت تستمع له احياناً وتغفل عن الذكر وكنت بذلك تقلل سعة وعاء ما تحتاجه من الماء لاجتياز ارض شهوات اللسان من عالم البرزخ اما سمعت قوله تعالى فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره / ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره.
شعرت بالندم على ما سلف مني من استماع للغو وما لا نفع منه من كلام العاطلين في الدنيا وسرحت في تذكر بعض نماذجه فقطع تفكيري صوت رفيقي الهادي وهو يقول: انظر الى الى ذاك الافق، ماذا ترى؟
نظرت فرايت صاعقة تنزل على روضة من الاشجار المثمرة، ثم تصاعد منها دخان اسود ثم احالتها النار الى هشيم تذروه الرياح. فسألت رفيقي: ما هذه الاشجار وكيف احرتقت، هل توجد هنا صواعق؟
اجابني قائلاً: تلك الاشجار المثمرة اوجدتها لاحد المؤمنين في دار الدنيا تسبحاته وتهليلاته لكنه في هذه اللحظة ارسل عليها صاعقة احرقتها!
قلت: وما هي هذه الصاعقة وكيف ارسلها؟
قال: لقد افترى على بعض الناس وارتكب جريرة الكذب والبهتان، فولدت هذه ناراً اكلت حسناته واشجاره المثمرة، ما اصعب حاله واشد ندمه عندما يأتي الى هنا ويرى مصير ما آلت اليه حسناته بسبب زلات لسانه!
ما تستمعون له احباءنا في هذه الدقائق الثلاثين هو برنامج عوالم ومنازل في حلقته السابعة عشر ونسأل الله ان يقينا واياكم زلات اللسان بجميع اقسامها حتى اللغو والكلام فيها لاطائل منه، فلكل ذلك آثاره السيئة على مستقبل الانسان وحياته الاخرى في البرزخ وما بعده.
ولنكمل الدعاء بان نسأل الله ان يرزقنا ومستمعينا الاكارم الكلمة الطيبة بجميع اقسامها من ذكر لله ولاوليائه او كلمة هداية او كلمة امر بمعروف او نهي عن منكر او دفاع عن مظلوم في غيبته او حضوره، فان لكل ذلك آثاره الطيبة في حياة البرزخ وما بعدها.
صحيح جزاك الله خيراً فلبعض هذه الكلمات حكم الصدقة الجارية التي يظل الناس ينتفعون منها فتصل خيراتها باستمرار للانسان بعد رحيلة للقاء الله عزوجل.
احباءنا لا يفوتنا ان نذكركم بان البرنامج يرحب كل الترحيب باقتراحاتكم ومساهماتكم واسئلتكم بشان موضوعاته ويمكنكم ارسالها على عناوين الاذاعة البريدي وهو: (ص.ب ٦۷٦۷/۱۹۳۹٥ ايران- طهران) والاكتروني وهو: [email protected].
والفقرة الختامية في هذه الحلقة تروي لنا مصداقاً للتوبة المقبولة التي ورد ذكرها في دعاء الامام السجاد (عليه السلام) بخواتم الخير، وهي تبين بركات من يتوجد بصدق الى الله متوسلاً اليه به وباحب الخلق اليه.

*******

روى الخطيب البغدادي في تاريخه باسناده عن محمد بن نافع قال: كان ابو نؤاس لي صديقاً، فوقعت بيني وبينه هجرة في آخر عمره، ثم بلغني وفاته فتضاعف على الحزن، فبينما انا بين النائم واليقظان اذ انا به فقلت: أأنت ابو نواس؟
فقال ابو نواس: لات حين كنية قلت: الحسن بن هاني؟ قال: نعم قلت ما فعل الله بك؟
قال: غفر لي بابيات قلتها هي تحت ثني وسادتي.
ويتابع محمد بن نافع روايته قائلاً: فاتيت اهله فلما احسوا بي اجهشوا بالبكاء فقلت لهم: هل قال اخي شعراً قبل موته؟
قالوا: لا نعلم الا انه دعا بدواة وقرطاس وكتب شيئاً‌ لاندري ما هو، قلت: ائذنوا لي ادخل فدخلت الى مرقده فاذا ثيابه لم تحرك بعد فرفعت وسادةً ولم ارشيئاً ثم رفعت اخرى‌ فاذا مكتوب فيها (الابيات التالية):

يا رب ان عظمت ذنوبي كثرة ً

فلقد علمت بان عفوك اعظم

ان كان لا يرجوك الا محسن

فمن الذي يدعو ويرجو المجرم

ادعوك رب كما امرت تضرعاً

فاذا رددت يدي فمن ذا رحم

ما لي اليك وسيلة الا الرجا

وجميل عفوك ثم اني مسلم

وفي رواية صاحب المناقب رحمة الله ابيات اخرى لنفس الواقعة هي تكملة هذه الابيات وهي: 

متمسكاً بمحمد وبآله

ان الموفق من بهم يستعصم

ثم الشفاعة من نبيك احمد

ثم الحماية من علي اعلم

ثم الحسين وبعده اولاده

ساداتنا حتى الامام المكتم

سادات حر ملجأ مستعصم

بهم والوذ فذاك حصن محكم

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

ذات صلة

المزيد
جميع الحقوق محفوظة