مسؤول في المخابرات العسكرية الإسرائيلية، تحدّث شريطة عدم الكشف عن هويته بموجب البروتوكول العسكري، وقال إن "إسرائيل منخرطة في مهمة شاملة لكشف القدرات العسكرية لحماس".
وشنّ كيان الاحتلال الإسرائيلي هجومه على غزة بعد عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية رداً على الانتهاكات الإسرائيلية، والذي قُتل فيه ما يقدّر بنحو 1400 شخص، أو احتجزت المقاومة أسرى إسرائيليين.
ومنذ ذلك الحين، يؤكد الاحتلال الإسرائيلي أنه قتل أكثر من 10 آلاف مقاوم، لكنها لم توضح كيف تحسب العدد، ويقول المحللون إنه من الصعب الحصول على رقم دقيق في ظل فوضى الحرب، وفقاً للصحيفة.
بينما زعم مسؤولون صهاينة إلى إن "جيش الاحتلال فكك الهيكل القيادي لـ18 كتيبة من كتائب حماس، البالغ عددها 24 كتيبة في غزة، ما أسفر عن استشهاد قادة ونواب قادة وضباط آخرين، مما جعل الوحدات غير فعالة فعلياً".
لكن الآلاف من مقاتلي حماس، الملحقين بالكتائب المتبقية، أو الذين يعملون بشكل مستقل، ما زالوا فوق الأرض وتحتها، وفقاً لما نقلته الصحيفة الأمريكية عن مسؤولين أمنيين سابقين وحاليين.
وقال مسؤول المخابرات الصهيونية إن القوات الإسرائيلية تستهدف شبكة الأنفاق الواسعة التابعة لحركة حماس داخل المدينة وما حولها. وزعم المسؤول أن العديد من مراكز القيادة الرئيسية تحت الأرض قد دمرت، لكن معظم شبكة الأنفاق ظلت سليمة.
خلال الشهر الماضي، ركزت قوات الاحتلال الإسرائيلي على الطرف الغربي لخان يونس، الذي يضم مجمعين طبيين رئيسيين – الأمل ومركز الناصر الطبي – من أجل استهداف ما وصفه المسؤولون بآخر معاقل مقاومة حماس المنظمة في المنطقة.
أنفاق المقاومة في غزة
ويشكل موضوع أنفاق المقاومة الملف المجهول بالنسبة للاحتلال، رغم ما يزعم من جاهزية ترسانته العسكرية.
ويطلق على شبكة أنفاق غزة مصطلح "مترو غزة"، في دلالة على تشعبها وامتدادها تحت الأرض، إذ وصفتها دراسة لمعهد الحرب الحديثة في كلية "وست بوينت" الحربية الأمريكية بالمدينة الحقيقية تحت الأرض، وسط تقديرات بوجود نحو 1300 نفق على امتداد 500 كيلومتر، بينما يصل عمقها إلى عدة أمتار.
ويقدر خبراء عسكريون أن حركة المقاومة الإسلامية "حماس" طورتها أكثر فأكثر منذ حقبة نهاية الانتفاضة الفلسطينية الثانية، حتى أصبحت سلاحًا إستراتيجيًا متفردًا لها أمام العدوان المتكرر للاحتلال على القطاع.
وتنقسم شبكة الأنفاق في غزة إلى ثلاثة أنواع، هي الأنفاق الهجومية وهي مخصصة لاختراق الحدود مع الأراضي المحتلة، وشن هجمات خلف خطوط الاحتلال، إذ تسمح لمقاتلي المقاومة بإطلاق رشقات صاروخية من تحت الأرض.
وتوجد كذلك الأنفاق الدفاعية التي تستخدم لنصب الكمائن ونقل المقاتلين بعيدًا عن أعين الطائرات الإسرائيلية وغاراتها، إضافة إلى الأنفاق اللوجستية التي تستخدم غرف قيادة لإدارة المعارك وإقامة القادة الميدانيين والمقاتلين وتخزين العتاد العسكري، وتضم أقسامًا للاتصالات السلكية الداخلية للمقاومة.