وأكد حمدان، على أن المقاومة أعدّت العدّة في حال ارتكب الاحتلال حماقة ونفّذ تهديداته.
اثبتت الاحداث والمعطيات بالدلائل الموثقة ان ما يحدث بفلسطين المحتلة وخصوصا بغزة هاشم ورفح، هي اعمال وحشيه بربريه نازية وابادة لم يشهد لها مثيل في هذا القرن، وهذا ليس بغريب على العقل الارهابي الصهيوني الذي يريد فرض وجوده على شعب صاحب هذه الارض وهذا الوطن.
وأخيراً يلوح الاحتلال بدخول رفح؛ المنطقة التي أعلنها كذباً منطقة آمنة، ليثبت مجدداً وحشيته وتفلّته من القوانين الدولية وخلوّه من ذرة إنسانية.
ولكن هيهات هيهات ان يحقق هذا العدو ما يريده ويحلم به مهما كثرت سيناريوهاته التدميرية النازية ومهما دعمه الشيطان الأكبر الإدارة الاميركية الخبيثة.
وحول ما يحصل في رفح، وعن الدور الأمريكي في هذه الجرائم، أجرت مراسلة وكالة مهر للأنباء، الأستاذة وردة سعد، حواراً صحفياً مع ممثل حركة حماس في الجزائر، يوسف حمدان، وجاء نص الحوار على النحو التالي:
تتصاعد التحذيرات من اقدام العدو على اجتياح رفح اخر مناطق غزة التي لم يطلها التهديم الشامل لبنيتها التحتية ومنازل سكانها.. فما هي احتمالات اقدام العدو على هذه الجريمة؟ وهل هذه التحذيرات يمكن ان تشكل رادعا لجيش الاحتلال؟
يجب ان نتعامل بجدية بالغة مع تهديدات الاحتلال باجتياح رفح، هذه الحكومة اليمينية المتطرفة ارتكبت افظع الجرائم التي لا يتخيلها عقل خلال هذا العدوان، وبالتالي محاولة وضع سلوك الاحتلال في اطار منطقي عقلي لا يستقيم أمام هذا السلوك النازي للحكومة ورئيسها المجرم نتنياهو، رغم أنه لا يوجد أي هدف عسكري او سياسي يمكن تحقيقه من خلال اجتياح رفح ولكن هذه الخطوة ان حدثت ستوفر لنتنياهور فرصة لإطالة امد المعركة ما يعني اطالة فترة وجوده على رأس الحكومة وقد تتسبب في حالة نزوح الى الجوار وهو ما يريده منذ بداية المعركة لتنفيذ جريمة التهجير القسري بعد ارتكابه جريمة الإبادة الجامعية، وبالتالي لا شيئ مستبعد، والمقاومة تضع هذا السيناريو في حسباناها وتنتظر حماقات العدو بلواء كامل قوامه 4 كتائب ترقب منذ بداية العدو سلوكه وتحدّث من خططها لتواجه لحظة الاشتباك المباشر مع جنود الاحتلال لتحويل رفح الى مقبرة للغزاة وللصهاينة المجرمين.
رفح تضم الآن اكثر من مليون وثلاثمائة الف انسان بخلاف مائة الف من سكان رفح، وبالتالي نحن نحذر من أن أي عملية عسكرية لأنها ستمثل كارثة انسانية وجريمة ابادة جماعية في حق النازحين.
الاحتلال لا يأبه بهذه التحذيرات بل يستفيد منها للضغط على الجميع من اجل تحسين شروط التفاوض على الصفقة، ولذلك نؤكد ان هذا العدو لا يفهم الا لغة واحدة .. هي لغة الحرب.
لا شك ان مصر هي الدولة المعنية مباشرة بالاوضاع في غزة وفي رفح خصوصا الواقعة على حدودها.. واجتياح رفح فيه خرق صريح لاتفاقية كامب ديفيد بين مصر وكيان الاحتلال.. فهل ستقبل مصر بذلك؟ وهل يمكن للقاهرة ان تهدد بورقة اتفاقية السلام بينها وبين كيان الاحتلال التي لوحت بها عبر تسريبات صحافية؟
الاحتلال الصهيوني انتهك سيادة مصر أكثر من مرة خلال هذه المعركة سواء بقصف المعبر او فرض اغلاقه او الحد من دخول المساعدات وفرض تفتيشها للسماح بما يوافق عليه الاحتلال الدخول الى غزة ومنع الأغلب منها فضلا عن منع السفر للجرحى، ومنع دخول الوفود والصحفييين والفرق الدولية.
المعبر هو فلسطيني مصري، واي وجود للاحتلال عليه او تحكم فيه هو انتهاك لسيادة مصر وللاتفاقيات المتبادلة بينهما، فضلا عن أن العديد من العمليات العسكرية على محور فيلادلفيا مثلت انتهاكات متعددة لسيادة مصر.
ونتوقع أن هذا الكأس سيفيض في النهاية وقد تخرج الأمور عن السيطرة في أي لحظة ولا احد يستطيع التنبؤ أين يمكن ان تذهب الأمور سيما أن في الوعي العام الجمعي للشعب المصري فإن الأحتلال لا يزال عدواً لمصر وللمصريين.
المشروع الصهيوني الفعلي يقوم على تهجير الفلسطينيين من غزة لاسباب امنية وسياسية واقتصادية.. كما يقول البعض، فهل ترون ان كيان الاحتلال ماض في هذه الاستراتيجية، بصرف النظر عن الذرائع والبروباغندا الاعلامية، وهل يمكن ان يفرط بعلاقاته مع مصر من اجل ذلك؟
مشروع التهجير القسري وفرض ديموغرافيا جديدة في المنطقة مشروع قديم ليس مرتبطا في هذه المعركة، لقد فشلت صفقة القرن في فرض تهجير شعبنا في غزة الى مصر وبناء منطقة جديدة في سيناء لاستيعاب الفلسطنيين الذين سيجلبوا قسراً او ترغيبا إليها بما يحول غزة الى منطقة خالية او امنة لصالح الاحتلال، وبالتالي هذا المشروع لم يغيب عن الإدارة الأمريكية او المشروع الصهيوني، وبالتالي هم يستغلون هذه المعركة لمحاولة فرض هذا المشروع، وهو ما عبر عنه "النتن ياهو" ضمن اهداف هذه المعركة، ونحن نعتبر انه تهديد جديدي حقيقي رغم قناعتنا ان شعبنا متمسك في أرضه ولكن لا يجب ان نترك شعبنا يوضع في حالة اختيار بين الموت أو التهجير.
ويحاول الاحتلال تنفيذ هذا المخطط دون ان يؤدي ذلك لخسارة العلاقة مع مصر او التصعيد معها، وذلك من خلال البحث عن المصالح المشتركة وتحويل هذه الأزمة الى مكسب للطرفين سياسي واقتصادي وهو محض وهم وشر لا خير فيه لمصر بكل تأكيد، ولكن الكيان مستمر في البحث عن اختراق في الموقف المصري تجاه هذه المسألة ولا يوجد ضمانات لعدم نجاح الاحتلال في ذلك.
قالت مجلة "ذا نيشن" الاميركية في مقال لجاك ميركنسون، انه لا يوجد خلاف بين بايدن ونتنياهو !! والعبرة في الافعال لا في الاقوال! وذلك ردا على صحيفة واشنطن بوست ان العلاقة بين الرجلين بلغت حد القطيعة، فمن نصدق باعتقادك؟ وهل الولايات المتحدة قادرة على لجم الارهاب الاسرائيلي ووقف حمام الدم في غزة؟.
في المسار الاستراتيجي لا يوجد اختلاف بين رؤية الاحتلال ورؤية واشنطن للمشروع الصهوني على اعتبار ان (اسرائيل) تمثل قاعدة متقدمة لمصالح واشنطن في المنطقة، رغم وجود بعض الاختلافات التفصيلية بينهما التي تحرص واشنطن على عدم ظهورها للعلن وعلى ادارتها بما يبقي الاحتلال في حالة تفوق في المنطقة ويضمن عدم هزيمتها امام المقاومة سواء في غزة او فلسطين او لبنان.
وبدون شك تستطيع الولايات المتحدة ان تلجم الاحتلال ولكنها لا ترغب في ذلك وهي معنية بانهاء المقاومة وضمان بقاء الاحتلال في المنطقة للقيام بدور وظيفي تجاه الدول العربية والاسلامية واستنزاف مواردها فضلا عن بقاء الاحتلال ككيان يوفر نقطة تجمع لليهود حول العالم.
وبالتالي لن تتخلى الولايات المتحدة الأمريكية عن الكيان الصهيويني الا حينما يتحول هذا الكيان الى عبء لا تستطيع تحمله أو تحمل سلوكه الذي يجر المنطقة الى نيران أوسع من جغرافيا فلسطين الأمر الذي لا ترغب به واشنطن في هذه المرحلة على الأقل.
تحدث سماحة السيد حسن نصر الله في خطابه عن أكاذيب وافتراءات العدو الصهيوني والإدارة الأمريكية حول مشاركة موظفين من الأونروا في طوفان الاقصى وايقاف المساعدات، الا ان رئيس الأونروا اعلن انه لم يثبت حتى الساعة هذا الاتهام للموظفين، اين حماس من مواجهة هذا الافتراء تماما كما هو الافتراء الذي وقع عليها بتهمة قتل مدنيين اسرائيلين في حفل موسيقي في السابع من اكتوبر؟
إنهاء خدمات الأنروا هدف (اسرئيلي) قديم، فالمشروع الصهيوني يعتبر ان وجود وكالة وتشغيل اللاجئين وعملها يمثل شاهداً حقيقاً على جوهر الصراع الديموغرافي ومن شأن استمرارها أن يؤيد قضية اللاجئين وبالتالي قضية الشعب الفلسطيني. ولذلك سعى المشروع الصهيوني في عدة مرات الى تفكيك هذه المنظمة أو اعادة تعريف دورها، او اعادة تعريف (اللاجئ) لتقليص عمل الأنروا وبالتالي دورها وتأثيرها، ولكن لم تنجح هذه المحاولات، فذهبت الى اتهام الأنروا وموظفيها وتحريض الدول على وقف تمويلها التي بدورها استجابت سريعا قبل ان تثبت اي من هذه الاتهامات ما يعكس التواطؤ والانحياز الأعمى للكيان ومصالحه، في حين أن ما ساقته حكومة الاحتلال من أكاذيب متعلقة بأعداد محدودة من موظفي الأنروا في غزة، لا علاقة لها بتمويل الأنروا التي تغطي خدماتها في مناطق متعددة من الوطن ودول الطوق ما يكشف أن طلب وقف التمويل ليس له علاقة بمعركة طوفان الأقصى بكل تفاصيلها بقدر ما هي نية مبيتة مسبقة لإنهاء خدمات ووجود الأنروا بهدف تصفية قضية اللاجئين، ونعتقد أن الاحتلال سيواصل اختلاق الحجج والأكاذيب تجاه هذه المنظمة وأي منظمة تقدم خدمات انسانية وإغاثية للشعب الفلسطيني.
نحن في الحركة استخدمنا مصطلح (العدو الأمريكي) في هذه المعركة لأن هذه الادارة الأمريكية شريكة وممولة لهذا العدوان الصهيوني على شعبنا وبالتالي أيدي هذه الإدارة ملطخة بدماء أطفالنا الذين يقتلون بصواريخ أمريكية الصنع في جرائم ضد الإنسانية توفر الولايات المتحدة الأمريكية لها الغطاء السياسي والإعلامية والقانوني في المساحة الدولية. وبالتالي لم تعد الولايات المتحدة الأمريكية مجرد وسيط منحاز للاحتلال بل عدو للشعب الفلسطيني برمته وليس فقط للمقاومة او لحماس، وعلينا ان نتذكر تصريح واشنطن بأنه لو لم تكن (اسرائيل) موجودة لأوجدتها في المنطقة، وبالتالي يمثل هذا الكيان قاعدة متقدمة للمشروع الأمريكي في المنطقة، وكل من يقاوم مشروعها ستسعى للقضاء عليه، ولكن التاريخ يثبت أن كل هذه المحاولات تفشل وقد رأينا ذلك في العراق وسوريا وافغانستان وفيتنام وغيرها الكثير من الشواهد على فشل الولايات المتحدة في تنفيذ مشاريعها الإستعمارية في المنطقة.