وشدد فضل الله على أن: "المقاومة تتعاطى مع كل اعتداء بما يناسب، وهو -أي العدو- يعرف أنّ المقاومة تواجهه وترد عليه، وعندما يمس بالمدنيين، فإنّ مستوطناته لا تكون بمأمن، ونحن لدينا معادلات ثابتة سنرسخها الآن وفي المستقبل، ليبقى الجنوب محميًّا".
وفي كلمة له، خلال احتفال تكريمي أقامه حزب الله للشهيد على طريق القدس محمد علي درويش (مهدي) في بلدة الحوش، أشار فضل الله إلى أن: "قوى المقاومة تخوض اليوم أطول حرب مع هذا الكيان الصهيوني منذ العام 1948، لم يتمكّن فيها من حسمها بسرعة كما اعتاد في حروبه، ولم يتمكّن من تحقيق أهدافه في غزة، وفي جنوب لبنان لن يتمكّن في أي يوم من الأيام أن يحسم المعركة". وقال إن: "الكيان الصهيوني ليس وحده من يقاتل، وإنما كل الدول الداعمة له بتقنياتها وأسلحتها وخبرائها وضباطها وأقمارها الاصطناعية تشارك معه، وبعد أربعة أشهر، بات هذا العدو عاجزًا حتّى عن إعلان إنهاء السيطرة على منطقة واحدة في غزة، وهذا بحد ذاته صمود أسطوري وتاريخي للمقاومة وللشعب الفلسطيني".
ولفت إلى أنّ: "كل التهديدات الإسرائيلية للبنان لم تجعل مجاهدًا واحدًا يتراجع، ولم تجعل قيادة هذه المقاومة تخضع أو تخاف، وإنّ كل التهويل والضغوط التي تمارس على لبنان هي من أجل إراحة العدو كي يفعل ما يريد في غزة".
وشدّد فضل الله على أنّ: "القتال في الجنوب هدفه حماية لبنان والدفاع عنه وإسقاط مخططات العدو الإسرائيلي، وأيضًا مساندة الشعب الفلسطيني في غزة، لأن من مصلحة لبنان الكبرى قبل أي دولة أخرى ألّا ينتصر العدو في غزة، وألّا تتحقق أهدافه فيها، لأنه في الحد الأدنى سيهجّر الشعب الفلسطيني، وهذا سيغير في تركيبة لبنان، فضلًا عن أنّه يؤدي إلى تصفية قضية الشعب الفلسطيني".
وأضاف: "بمعزل عن قتالنا، فإنّ العدو بعد طوفان الأقصى كان يحضّر لضربة استباقية من جهة، ومن جهة أخرى طرح عبر الموفدين الدوليين أنه يريد فرض شروط وترتيبات أمنية في الجنوب، لأن مستوطنيه يخشون المقاومة عند الحدود".
وتابع: "المقاومة تقولها بالفم الملآن، لن يتمكّن العدو الإسرائيلي من فرض شروطه على لبنان ولا على جنوبه ولا على مقاومتنا ولا على دولتنا، لأنه في موقع المهزوم، وبلدنا في موقع القوة، ومقاومتنا بتضحياتها وشعبنا بصموده وبما يقدمه من أثمان، هو من سيكون المنتصر في هذه الحرب".
ورأى فضل الله أن: "أهداف الحرب العسكرية سقطت، وما يقوم به العدو الآن هو القتل والتدمير والقصف، وكل ما طرحه من الأهداف لم يتحقق، والمقاومة في غزة ما تزال تقاتل داخل المدن والمخيمات، والآن يهدد رفح، ولكن لن يكون مصيره في رفح أفضل من مصيره في خان يونس".
وختم فضل الله قائلًا: "أما في لبنان؛ لم يحقق العدو شيئًا، على الرغم من التهديدات العلنية بحرب واسعة وشاملة، من فوق الطاولة ومن تحتها، وكان الجواب من سيد الجواب بأنّ معادلتنا من كريات شمونة إلى إيلات، ولذلك هذه الحرب تحتاج إلى بعض الوقت كي يتأكد العدو أنه غير قادر على فرض شروطه أو تحقيق أهدافه".