البث المباشر

ذكر الموت تذكرة بحقائق الحياة

الثلاثاء 26 مارس 2019 - 14:52 بتوقيت طهران

الحلقة 11

موضوع الحلقة:
• الذكر الصحيح للموت عامل للنشاط والحيوية في العمل الصالح 
• الشيخ محمد السند يجيب على أسئلة المستمعين بشأن مصطلح عالم الذر 
• دماء الامام السجاد(ع) عند ذكر الموت 
• الصورة البرزخية لافطار الصائمين، (القسم الحادي عشر) من رواية سياحت غرب 
• الابيات التي أنشدها الامام الهادي(ع) في ذكر الموت

*******

الحمد لله الذي خلق الموت والحياة ليبلونا اينا احسن عملاً وجعل الدنيا مزرعة الآخرة فهيأ لنا فيها كل اسباب ما نزرع فيها فنعمر بذلك اخرانا بالحياة الكريمة والسعادة الحقيقية، فله الحمد اولاً وآخراً، والصلاة والسلام على دعوته الحسنى الى سبل السعادة والسلام محمد وآله الطيبين الطاهرين.
السلام عليكم احباءنا ورحمة الله وبركاته واهلاً بكم ومرحباً في الحلقة الحادية عشر من هذا البرنامج نتابع فيها الحديث عما هدتنا اليه النصوص الشريفة من وسائل الفوز بحسن العاقبة ويجيب فيها ضيف البرنامج عن اسئلتكم بشأن عوالم وجود الانسان ومنازله، ونستمع فيها الى قسم آخر من رواية (سياحت الغرب).
من الوسائل المهمة‌ للفوز بحسن العاقبة والسعادة الحقة - مستمعينا الافاضل- ذكر الموت، فهو يحرر الانسان من الغفلة عن العمل الصالح الذي به عمران حياته الاخرى فاذا تحرر من ذلك ومن الركون الى الدنيا اندفع الى صالح الاعمال فاعد لنفسه بذلك روضة من رياض الجنة في عالم البرزخ وفتح لنفسه باباً واسعة الى جنات الخلود.
اجل وهذا هو ما تنبه له هذه الموعظة النبوية البالغة المروية في كتاب جامع الاخبار عن رحمة الله الواسعة للعالمين محمد صلى الله عليه وآله انه قال: افضل الزهد في الدنيا ذكر الموت وافضل العبادة ذكر الموت وافضل التفكر ذكر الموت فمن اثقله ذكر الموت وجد قبره روضة من رياض الجنة ان ذكر الموت - اعزاءنا المستمعين- قد يكون احياناً مكروهاً وسبباً للحزن او لبعث الهم والغم والخوف كما هو المألوف لدى الذين شغلتهم الدنيا وحبها عن التفكير في مستقبلهم ومبدأهم ومصيرهم وماهية حياتهم الخالدة.
هذا هو - كما أرى- معيار مهم ينبغي لكل منا ان يقيس حاله وقلبه عليه لكي يعرف مدى تعلقه المذموم بالدنيا وزخرفها فمستوى ودرجة كراهة الانسان لذكر الموت كاشف عن درجة هذا التعلق والغفلة عن الهدف من خلقه في هذه الحياة الدنيا.
جزاكم الله خيراً، فهذه الملاحظة مقدمة مهمة لمعرفة طريقة الذكر والتدبر الصحيح في امر الموت الذي يكون افضل الزهد وافضل العبادة ووسيلة للسعادة الحقة الخالدة كما ورد في الحديث النبوي المتقدم. وكيف يكون هذا الذكر للموت بالصورة المطلوبة؟
علامة ذلك ان يكون باعثاً للنشاط والحيوية في العمل الصالح والجدية فيه وفي اجتناب المعاصي. هذه ثمرة‌ الذكر الصحيح للموت وسؤالي هو عن كيفيته، وقد بقي هذا السؤال دون جواب؟!
الجواب سيأتي لاحقاً في طيات دعاء سيد الساجدين (عليه السلام) عند ذكر الموت، سننقله ان شاء الله بعد الاستماع لضيف البرنامج وهو يجيب عن بعض الاسئلة التي وردت البرنامج من مستمعينا الاكارم.

*******

المحاور: بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة‌ الله وبركاته اهلاً بكم ومرحبا في هذه الفقره من فقرات البرنامج عوالم ومنازل معنا ضيف كريم فيها. سماحة الشيخ محمد السند. سماحة الشيخ السلام عليكم ورحمة الله.
الشيخ محمد السند: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
المحاور: سماحة الشيخ مع شكرنا الجزيل لما تتفضلون به في هذه الاتصالات الهاتفية نعرضه على سماحتكم لو سمحتم سوال من الاخ سامي كريم وصلنا في رسالة عبر البريد الالكتروني يقول في سؤاله اشارة الى ‌ما تفضلتم به في حلقات سابقه من وجود عوالم اخرى تسبق مجيء الانسان الى عوامل الدنيا ووجود عوالم لاحقه ايضاً الى يوم القيامة وعوالم القيامة وما بعدها ويقول في سؤاله كيف هي حياة الانسان في عوامل قبل الدنيا وكيف ستكون حياته بعد هذا العالم اي عالم الدنيا؟ تفضلوا.
الشيخ محمد السند: بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين، وبعد فان الآيات الكريمة كما ان وكذلك الروايات تشير الى ان هناك نحو تطابق وتشابه وثيق بين العوالم التي ستعقب هذا العالم والعوالم التي سبق من العالم كما في التعبير القرآني انا لله وانا اليه راجعون وكما فيه تعبير وارد في الروايات انتم ابناء الآخرة منها اتيتم ومنها تعودون مما يدلل على ان، قوس الصعود او قوس البداية هو متطابق مع قوس النهاية وقوس العود والمعاد والرجوع ففي الحقيقة طبعاً لكن هناك فوارق انه فيه قوس الصعود او قوس النزول هناك نحو من الظهور او قد يطلق عليه بالردق ثم بعد ذلك على اية حال بخلاف قوس العود وقوس النهاية نحو من نحو نهاية الفتق اي نحو من تفتق الكمالات بشكل بارز بين مبدأ بظهور بخلاف على اية حال ما كان النشآت السابقة بنحو مركوز رتقي عزيزي ومن ثم سميت الغرائز حتى العلمية غريزة لانها بشكل مغروز مكدس مكبس يفتق بتوسط التفاصيل وسعي الانسان الى البحث والسير قدما بالتالي حينئذ تنقتق تلك العوالم لديه.
المحاور: طبيعة الحياة سماحة الشيخ الاخ سأل عن طبيعة الحياة يعني الفارق يعني قبل ان يأتي الانسان قبل عالم الدنيا كانت له حياة بالمعنى الذي نفهمه للحياة.
الشيخ محمد السند: نعم حياة قد يطلق عليها بالحياة الظاهرة ولكن لا تفتقد لا تسلب عنها مطلق الشعور والادراك ولكن شعور كما يقول الشعور الظاهرة قد نوصل فكرة حول هذا الظهور او حول هذا الارتكاز والركوز والتغريز الغريزة حتى العلمية والفطرية في الانسان نمثل له بعض الشعور في الذي ذكر الانسان في اللاوعي كما يقولون او في العقل باطن وبعبارة اخرى نمثل، مثال ان الانسان ربما يدرك قضية رياضية من باب المثال هذه القاعدة الرياضية الجمع والطرح او القسمة او ما شابه ذلك يشاهد الانسان ان من خلال هذه القواعد الاولية البسيطة الساذجة بشكل اجمالي ومبهم ومركوز يستخرج الانسان نظريات غير متناهية في عالم الرياضيات وفي العلوم الاخرى في الواقع تفتقت وانتشرت من اصول مجملة فهذا اصل المجمل في الواقع في طياته وفي بطن ذاته موجودة تلك التقاصيل ولكن بنحو اللف، بنحو الشيء الملفوف وانما يتنشر ويتفصل بعد ذلك بتوسط سير الانسان الفكري والذهني في هذه النشأة الدنيوية فالفارق في الحياة اذن بين ما سبق في قوس البداية او قوس النزول كما قد يعبر عنه مع قوس النهاية وقوس الصعود كما قد يقال ويسمى ويطلق عليه هو ان في تلك النشأة‌ اذن كانت اجماليته موجودة لها نسبت من ادراك وشعور وذات درجات وذات انواع مختلفة من العوالم تلك الوجودات التي لدي الانسان التي لا يدركه ولا يتذكر بنحو التفصيل لان هي بطبيعتها مجملة وهي بطبيعتها مكدسة هي بطبيعتها مكبسة تتفصل لديه تتفتق لديه تنتشر وتنفتح اكمامه لديه في هذه النشأة هي نشأة دار الدنيا والنشأة المادية ومن ثم سيشاهد طبعاً ‌تفاصيلها وبشكل اكثر تفصيلاً اكثر تفتقا اكثر بيانا في عالم البرزخ الذي هو يذهب اليه ومايليه من عوالم اخرى من من عالم الآخرة وعرفات يوم القيامة وما شابه ذلك.
المحاور: يعني فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد هذا في العوالم التي تلي عالم الدنيا.
المحاور: سماحة الشيخ هل يمكن تمثيل ذلك وبمثال مثلا طبيعة حياة الانسان وهو جنين في بطن امه وما بعد ذلك عندما يولد في طبيعة الحال الحياة هي موجودة في كلا الحالتين ولكن طبيعة الادراكات يعني بغض النظر عن قضية التفتق وقضية الاجمال والتفصيل لكن الاصل المشترك وجود الحياة وجود الادراك في كلا المرحلتين.
الشيخ محمد السند: نعم لانه نستطيع ان نمثل بهذا البعد في الجنين بان له روح وله ادراك ولكن تلك ليست مفعلة كما يقال الآن لازالت مجمدة وانشطتها لازالت ليس بتلك الحيوية الفاعلة ولكن ما ان يولد تفعل تلك الانشطة بشكل اكثر واكثر وستتفعل اكثر واكثر بحسب صراط الانسان الذي انتخبه والنجل الذي اختاره في عالم البرزخ اكثر فاكثر الآن حتى علماء الاثير في الغرب لهم علماء‌ الروح والبرسكو والتليباثي دجلاء السمعي والهيبنوتيزم وغيرها من العلوم التي الروحية التي الآن لها آكادميات وجامعات وكليات معترف بها وذات انتاج ضخم يذكرون هذه النظرية على صعيد النظرية او الفرضية ان حتى لكل الاجسام الجامدة التي نراها نحن الآن امامنا هذه لها ارواح مضموه يقولون.
طبعاً هذه النظرية ان تغض النظر عن اثباته وبرهانته هذه النظرية التي تبنوها في نتائج حديثه هذه النظرية في الواقع تفسر نحو شهادة الاشياء المحيطة بنا على ما نأتي به من اعمال انها لها جنبه روحية وادراك روحي يتحمل ادراكيا ما يشاهده ثم يدلي بتلك الشهادة يوم القيامة.
المحاور: اوق انه تقترب من احدى النظريات الاسلامية في تفسير ومن شان لا يسبح بحمده القائلة بوجود ادراك لكل شيء درجة ومرتبة من الادراك يعني تغتاب هذه النظرية العلمية من هذه النظرية الاسلامية في تفسير الآيات الكريمة.
طيب سماحة الشيخ محمد السند هنالك اسئلة‌ اخرى لو سمحتم نوكلها الى لقاء مقبل شكراً جزيلاً لسماحة الشيخ محمد السند وشكراً ‌لكم مستمعينا الافاضل على طيب المتابعة الى ما تبقى من فقرات البرنامج.

*******

مرحباً بكم مستمعينا الاكارم مرة اخرى وانتم تتابعون هذه الحلقة من برنامج عوالم ومنازل وها نحن ننقل لكم دعاء الامام السجاد عليه السلام عند ذكر الموت لكي نتعرف على الطريقة الصحيحة والمطلوبة شرعاً لذلك والتي تجعله وسيلة لحسن العاقبة ولجعل الحياة البرزخية وحياة القبر روضة من رياض الجنة كما جاء في الحديث الشريف.
قال عليه السلام في الدعاء الاربعون من الصحيفة السجادية وهو دعاؤه عند ذكر الموت: «اللهم صل على محمد وآله واكفنا طول الامل وقصره عنا بصدق العمل حتى لا نؤمل استتمام ساعة بعد ساعة ولا استيفاء يوم بعد يوم، ولا اتصال نفس بنفس، ولا لحوق قدم بقدم وسلمنا من غروره وآمنا من شروره. وانصب الموت بين ايدينا نصباً ولا تجعل ذكرنا له غبا، واجعل لنا من صالح الاعمال عملاً نستبطيء معه المصير اليك ونحرص له على وشك اللحاق بك حتى يكون الموت مأنسنا الذي نأنس به ومألفنا الذي نشتاق اليه وحامتنا التي نحب الدنو منها. فاذا اوردته علينا وانزلته بنا فاسعدنا به زائراً وآنسنا به قادماً ولا تشقنا بضيافته ولا تحزنا بزيارته واجعله باباً من ابواب مغفرتك ومفتاحاً من مفاتيح رحمتك. امتنا مهتدين غير ضالين، طائعين غير مستكرهين، تائبين غير عاصين ولا مصرين يا ضامن جزاء المحسنين ومستصلح عمل المفسدين».
اعتقد اننا بحاجة لحلقة مستقلة كاملة لشرح هذا الدعاء الشريف او اكثر من حلقة فهو على قصره مليء بالحقائق التربوية المهمة.
اجل ولكننا في هذه العجالة نكتفي بالاشارة الى الجواب الاجمالي العام الذي يقدمه امامنا السجاد عليه السلام على سؤالنا المتقدم، ونترك الحصول على الاجابة التفصيلية للمستمعين الاكارم يحصلون عليها من خلال المواظبة على هذا الدعاء الجليل والسعي لايصال حقائقه الى القلوب.
الجواب الاجمالي كما ارى هو ان ذكر الموت يكون عاملاً ايجابياً وباعثاُ لروح النشاط والحيوية في الانسان عندما يكون مذكراً بالحقائق العقائدية التوحيدية الاصيلة وتكرار هذا التذكير يوصلها الى القلب فيندفع الانسان الى العمل بمقتضاها، ويكون بذلك مستعداً حقاً للموت السعيد الذي يختم حياته الدنيا بحسن العاقبة ويفتح له آفاق حياة طيبة في عالم البرزخ والقبر وحياة كريمة سعيدة في عالم الخلد والبقاء.

*******

سياحة غرب (القسم الحادي عشر)

مستمعينا الافاضل لا يخفى على من تدبر في الآيات الكريمة والاحاديث الشريفة ان لاعمال الانسان صوراً ملكوتية تظهر له في عالم القبر والبرزخ فان كانت اعمال خيرة اسعدته وان كانت اعمال سوء جلبت له الشقاء في حياته البرزخية قبل القيامة.
وقد اهتم آية الله القوجاني النجفي رحمه الله بتصوير هذه الحقيقة في روايته (سياحت غرب) التي عرض فيها بلون قصصي تجربته المفترضه في منازل ما بعد الموت، وها نحن نصل في نقل ترجمتها المعدة ‌اذاعياً الى القسم الحادي عشر، وهو يتابع هنا عرض المسيرة البرزخية لطبة‌ المنازل الثلاثة الاولى التي تلي مرحلة التكليف حيث كان الجهل هو الرفيق الحاكم على سلوكيات بطل الرواية، فعانى الامرين من طاعته ثم وجد الخير كل الخير في مخالفته. لنتابع معاً الرواية من هذه النقطة.
سرعان ما وجدت اولى تمار تورعي عن طاعة جهل الاغبر عندما دعاني الى تغيير مسيري، فقد رأيت في طريقي الذي اخترته بستاناً جميلاً اجتمع فيه اشخاص عند بركة ماء جميلة وامامهم فواكه طيبة دعوني الى مشاركتهم في تناول الفاكهة، فسألتهم: من انتم؟ اجابوا: نحن ثلة من اخوانك توفانا الله ونحن صيام فاتانا هنا بهذا الرزق طعام فطورنا.
قلت: ولكني لم اكن صائماً عندما توفاني الله فكيف تدعوني لمشاركتكم هذا الافطار الطيب؟
اجابوا: هذا جزاء دعوتك لبعض اخوانك الصائمين في حياتك الدنيا للافطار عندك فاستجبت بسرور لهذه الدعوة الكريمة واكلت من الرزق الطيب فزال عني سريعاً ما كنت اقاسيه من عطش والم فحمدت الله على ذلك وله الحمد في الآخرة والاولى.
ثم سألني اولئك الاطياب عما جرى لي في هذه المنازل، فقصصت عليهم ما جرى وختمت حديثي قائلاً: الحمد لله، لقد زالت عني كل تلك الالآم برؤيتكم ولكن ما يحز في نفسي ان بعض من كان في هذا الطريق قد اطاعوا رفاقهم الجهلة وغيروا مسيرهم فلا ادري ما حل بهم ارجو ان لا أرى رفيقي جهل الاغبر بعد اليوم.
قالوا ولقد ارتعت مما قالوا: ان غبر الوجوه هؤلاء لا يرفعون ايديهم عنا هم يسعون دوماً لا يذائنا بلسان المكر والخديعة، وقد يحاربوننا باساليب قطاع الطرق في المنازل التالية.
قلت: ما العمل وليس لدينا سلاح ندفع به آذاهم؟
قالوا: من اعد سلاحاً في دار الغرور فسيجده هنا حاضراً عندما يحتاجه اليس الله قد امرنا بان نعد ما استطعنا من قوة لمواجهة عدو الله وعدونا؟! ان الجهل هو من هذا النوع من الاعداء.
ثم نهضنا جميعاً وسرت مع هولاء الصحب الطيبين نتفيأ ظلال الاشجار المثمرة ونتمتع بمناظر الانهار الجارية وعبير الاجواء العطرة وقد امتلات القلوب بالسرور والبهجة لما تراه من تجليات الجمال الالهي، حتى وصلنا الى منزل (مدينة المودة) فنزل كل منا في احد قصورها المبنية بالذهب والفضة وفيها ما يبهر الابصار ويحير العقول من جميل الاثاث، كان الخدم فيها على اجمل هيئة وهم يخدموننا بما لا يمكن وصفه من جميل الصنع.
لقد شاهدت في مدينة المودة انواراً ساطعة كمصابيح على‌ رؤوس الاغصان تضيء كل تلك القصور العالية وما حولها وعندما سألت عنها اخبرت انها من انوار شجرة مودة محمد وآل محمد صلوات الله عليهم وعندما سألت عن هذه المدينة‌ قالوا: انها مدينة المودة يسكن قصورها العالية من بلغ بهم الحب لآل البيت مرتبة العشق فهم اولو الوجوه الضاحكة المستبشرة مشغولين بذكر الله وحمده والثناء على الولي المطلق الذي هدانا لمودة الطيبين الطاهرين.
حمدت الله كثيراً وانا اقرأ على مدخل هذه المدينة عبارة منقوشة‌ بانوار جلية: قل لا اسئلكم عليه اجراً‌ الا المودة في القربى. «حب علي حسنة لا تضر معها سيئة».
رزقنا الله واياكم مستمعينا الاكارم صادق المودة لأهل بيت النبوة عليهم السلام فانها اجر الرسالة المشتمل على اعظم البركات. ليكن مسك ختام هذه الحلقة هذه الابيات التي انشدها امامنا الهادي صلوات الله وسلامه عليه في مجلس الخليفة الماجن المتوكل العباسي ناهياً ‌له عن منكراته من المجون والظلم والاغترار بالدنيا والركون اليها محذراً من سوء العاقبة ومذكراً بالموت.
لقد انشد الامام علي الهادي عليه السلام هذه الابيات في وقت كانت نشوة الخمر قد استحوذت على نفس المتوكل فذكره بالعاقبة التي يكفي استذكارها لنجاة من القى السمع وهو شهيد، ولكن الخليفة لم يكن من المبصرين.
قال: 

باتوا على قلل الاجبال تحرسهم

غلب الرجال فما اغنتهم القلل

واستنزلوا من بعد عزعن معاقلهم

فاودعوا حفراً يا بئس مانزلوا

ناداهم صارخ من بعد ما قبروا

اين الاسرة والتيجان والحلل

اين الوجوه التي كانت منعمة

من دونها تضرب الاستار والكلل

فافصح القبر عنهم حين سائلهم

تلك الوجوه عليها الدود يقتتل

قد طالما اكلوا دهراً وقد شربوا

فاصبحوا بعد طول الاكل قد اكلوا

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

ذات صلة

المزيد
جميع الحقوق محفوظة