وجاءت هذه الدعوة رداً على ما اعتبرته عائلات الأسرى تجاهلاً من رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، حيث أكدوا أنه لم يسمعهم ولم يستجب لمطالبهم أو يأخذ معاناتهم بعين الاعتبار.
وفي تصريحاتهم، اتهم أهالي الأسرى نتنياهو بوضع مصالحه السياسية فوق مصالح الأسرى وعائلاتهم، وطالبوه بترك مصالحه الخاصّة خارج "كابينت" الحرب، مشيرين إلى خطابه الصحفي الأخير الذي اعتبروا تزامنه مع احتجاجاتهم، تجاهلاً واضحاً لمطالبهم ومعاناتهم.
ودعت عائلات الأسرى رئيس نقابة العمال إلى دعم مطالبهم، والانضمام إلى الإضراب الذي يأملون أن يؤدي إلى فتح قنوات حوار مع السلطات الإسرائيلية للتوصل إلى اتفاق يلبي مطالبهم ويضمن إطلاق سراح الأسرى.
وفي السياق، أعلن رونين تسور أنه سيتوقف عن إدارة هيئة الأسرى قائلاً: "ابتداء من الآن، سيقود الهيئة فريق من العائلات يختارونه، وسيقوم فريق المتطوعين بتقديم المشورة للعائلات".
تجدر الإشارة إلى أن قضية الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة، شكلت منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 عامل ضغط كبير على حكومة الاحتلال، خصوصاً بعد مقتل العديد منهم في الغارات الجوية الإسرائيلية على القطاع.
وكانت الباحثة الإسرائيلية، ميراف زونسزين، قد أكدت في مقالة نشرتها صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، الشهر الفائت، أنّ الأسرى المفرج عنهم وعائلاتهم وعائلات من بَقَوا في غزة باتوا رمزاً لفشل الحكومة الإسرائيلية في حماية "شعبها"، ومجموعة الضغط الرئيسة داخل إسرائيل، التي تدفع من أجل مسار سياسي لإطلاق سراح الأسرى المتبقِّين".
وذكرت الباحثة الإسرائيلية أنّ هناك "أسرى مفرَجاً عنهم قالوا إنّ الغارات الجوية الإسرائيلية كانت أكبر مخاوفهم في أثناء احتجازهم في غزة. ولدى عودتهم، حذّر البعض مجلس الوزراء من أن الهجوم العسكري الإسرائيلي يعرّض الأسرى المتبقين للخطر".
وفي محاولة لامتصاص غضب ذوي الأسرى، حاول الاحتلال قبل أيام ترويج سردية مختلقة عن تنفيذ جنوده "عملية معقدة ومركبة" لتحرير أسيرين لدى المقاومة الفلسطينية في رفح، من أجل تسويق "إنجاز كبير" لـ"الجيش" والأجهزة الأمنية، ورئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، ليتبين لاحقاً، وفقاً لمصادر الميادين نت، أنّ ما جرى كان عبارة عن تمثيلية مفبركة.
ونقلت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية عن "مصادر مُطّلعة"، قبل يومين، قولها إنّ صفقة الأسرى "ستنضج بحلول شهر رمضان المقبل"، وإنّ "إسرائيل ستستغل الأسابيع المقبلة لتنفيذ مخططاتها قبيل هذا الموعد".