سَأَلْتُ الْقَلْبَ عَنْ لُغْزٍ عِضالِ ***** لِيُعْطِينِي الْجَوابَ بِلا جدال
أَجِبْ يا قَلْبُ صِدْقاً عَنْ سُؤالِي ***** لِمَ الْأَفْراحُ تَطْفَحُ فِي خَيالِي؟
وَأَلْوانُ الْمَسَرَّةِ فِي فُؤادِي ***** تُرَوِّي الْجَدْبَ كَالْماءِ الزُّلالِ؟
أَيا قَلْبِي أَجِبْ فَأَنا لَهُوفٌ ***** لِأَعْرفَ ما جَرىٰ وأُسِرَّ حالِي
نُجُومُ الْكَونِ تَرْقُصُ فِي سَمائِي ***** وَ تَزْهُو فِي عُلاها كَالْلَئالِي
أَرىٰ وَجْهَ الْبَسِيطَةِ خاطَ ثَوْباً ***** مِنَ الْعُشْبِ النَّدِيِّ الْحُلْوِ غالِي
أَرىٰ نَهْرَ الْهَوىٰ وَ الْماءُ يَجْرِي ***** بِهِ تَشْدُو الْحَياةُ بِلا مَلالِ
أَرىٰ حَتّىٰ الْجِبالَ تَرُقُّ نَشْوىٰ ***** فَلَيْسَتْ مِثْلَ أَحْجارِ الْجِبالِ
أَرىٰ الْأَمْلاكَ نازِلَةً صُفوفاً ***** هَوَتْ لِلْأَرْضِ مِنْ قِمَمِ الْعَوالِي
أَرىٰ كُلَّ الرَّوابِي زاهِياتٍ ***** بِها تَهْتَزُّ أَزْهارُ الدَّلالِ
أَرىٰ كُلَّ الْعَجائِبِ لَيْسَ تُحْصىٰ ***** فَهَلْ هٰذي الْأَنامُ كَمِثْلِ حالِي
فَصاحَ الْقَلْبُ وَالْإِحْساسُ بِشْرٌ ***** بِصَوْتِ الْعُشْقِ حُلْوِ الْإِنْفِعالِ
أَما تَدْرِي الْحُسَيْنُ أَتىٰ وَلِيداً ***** لِذاكَ الْكَوْنُ يَغْرَقُ بِالْجَمالِ
-------
بِهٰذا الطِّفْلِ كيفَ يَهِيمُ طٰهٰ ***** وَكَيْفَ الطَّيْرُ يَشْدُو بِالْوِصالِ
وَكَيْفَ الْيَوْمَ حَيْدَرَةً تَراهُ ***** تَبَسَّمَ عَنْ ثَنايا كَالْهِلالِ
مَحَيّا الطُّهْرِ فاطِمِةٍ بَشُوشٌ ***** يَشُعُّ بِوَجْهِها نُور الْجَلالِ
أَخُوهُ الْمُجْتَبىٰ رَوْحٌ وَدُوَدٌ ***** فَهذا مِنْ عَطاءِ اللهِ غالي
فَأَصْحابُ الْكِساءِ لَهُمْ دَوِيٌّ ***** بِهِمْ فَرَحّ وَذِكْرُ اللّه عالي
حُسَيْنٌ ياحَبِيبَ فُؤادِ طٰهٰ ***** وَنُوراَ قَدْ أَضاءَ دُجىٰ الْلَيالِي
وَيا فَيْضَ الْإِلٰهِ عَلىٰ البرايا ***** بِهِ تَحْيىٰ الْقُلُوبُ مِنَ الْمِحالِ
بِهِ وَجّهُ الْحَياةِ يَعُودُ حُلْواً ***** وَنِيرانُ الْمَحَبَّةِ فِي اشْتِعالِ
أَيا سِبْطَ النَّبِيِّ فَدَتْكَ نَفْسِي ***** وَأَهْلِي وَالْأَحِبَّةُ مِنْ عَيالِي
لِأَنَّكَ لا تُحَدُّ بِأَيِّ شَيْءٍ ***** لِكَيْ أَفْدِيكَ مِنْ كَسْبِي وَمالِي
أَقُولُ الْحَقَّ لا أَخْشىٰ لَئِيماً ***** بِأَنَّكَ وَجْهُ رَبِّي لا أُبالِي
فَهَلْ ساواكَ شَفْعٌ فِي الْبرايا؟ ***** مَقامُكَ قَدْ عَلىٰ فَوْقَ الْأَعالِي
لِذا مَهْما نُقَدِّمُ مِنْ مَدِيحٍ ***** نَراها سَيِّدِي دُونَ الْمَقالِ
فَيا لَحْنَ الْوِجُودِ وَيا نَشِيداً ***** وَيا مَعْنىٰ الْخُلُودِ بِلا زَوالِ
بِبابِكَ قَدْ وَقَفْنا لِلْعَطايا ***** عَطايا الْفَيْضِ لَمْ تَخْطُرِ بِبالِ
تَريٰ هٰذي الْوُجُوهَ أَبا عَلِيٍّ ***** تُطالِبُ بِالشَّفاعَةِ وَالنَّوالِ
فَأَنْقِذْنا بِيُومِ الْحَشْرِ إِنّا ***** بِغَيْرِ الذَّنْبِ،كَفُّ الْفَقْرِ خالِي
نُهَنِّي فِيكَ أَهْلَ الْبَيْتِ طُرّاً ***** وَعُشّاقَ الْحُسَيْنِ وَمَنْ يُوالِي
الشاعر منهل الظالمي (ابوصادق)