والتقى وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، أمس الأحد، نحو 15 مسؤولاً من مختلف الفصائل الفلسطينية المقيمة في دمشق، وبحث معهم بشأن آخر تطورات الأوضاع في فلسطين وكيفية إنهاء الحرب على غزة ووقف الإبادة الجماعية للفلسطينيين من قبل الكيان الصهيوني.
وهنأ مسؤولو الفصائل الفلسطينية المشاركة في هذا اللقاء، بذكرى انتصار الثورة واليوم الوطني للجمهورية الإسلامية الإيرانية لقائد الثورة وحكومة وشعب إيران، واعربوا عن ارتياحهم للقاء وزير الخارجية بالتزامن مع ذكرى انتصار الثورة ووصفوا دور الجمهورية الإسلامية الإيرانية في الدعم الشامل للقضية الفلسطينية بالدور الأساسي والمركزي.
وأشاد الحاضرون بدعم الجمهورية الإسلامية الإيرانية للشعب والقضية الفلسطينية، ووصفوا انتصار الثورة الإسلامية الإيرانية بأنه انتصار للشعب الفلسطيني، وأضافوا أن دعم إيران للقضية الفلسطينية كان دائماً متميزاً وعملياً وحقيقياً.
ومن وجهة نظر الفلسطينيين المشاركين في هذا اللقاء، فإن المعركة الحالية في غزة هي واحدة من سلسلة المعارك التي يخوضها الشعب الفلسطيني ضد المحتلين منذ بداية احتلال هذه الأرض، ولن تكون المعركة الأخيرة أيضاً. وسيستمر هذا النضال البطولي حتى تحرير فلسطين بالكامل من الاحتلال.
وأشار الحاضرون إلى أن الكيان الصهيوني زعم أنه سيهيمن على المقاومة في غزة وينتصر عليها خلال أيام قليلة؛ اليوم، مرت أكثر من 4 أشهر على بداية الحرب على غزة، ورغم الدعم الأمريكي الشامل للكيان الإسرائيلي، إلا أنه لم ينجح سوى في القتل الوحشي للمواطنين الفلسطينيين والأطفال والنساء.
وأكدوا أن هذه ليست معركة بين حماس والكيان الصهيوني، بل معركة غير متكافئة بين الشعب الفلسطيني المظلوم برمته والكيان الإسرائيلي وداعميه، وقد انتصر الشعب الفلسطيني في هذه المعركة بالإيمان بالعون الالهي، ولم يبق من حكومة نتنياهو شيء، والكيان الصهيوني يرى نفسه في معركة حياة أو موت.
وأكد الحاضرون أنه على الرغم من استشهاد عشرات الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني، والاستشهاد الأليم لآلاف الأطفال والنساء والشيوخ الفلسطينيين، وما شهدته غزة من دمار وتدمير واسع النطاق خلال أكثر من 4 أشهر من الجرائم الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني، لكن ما تحقق كان نصراً عظيماً لفلسطين ومحور المقاومة وما قام به الكيان الصهيوني حتى الآن من قتل ودمار لا يمكن أن يمس بهذا النصر العظيم.
من جهته أعرب أمير عبداللهيان عن ارتياحه للقاء مرة أخرى مع قادة مختلف فصائل المقاومة الفلسطينية في دمشق؛ وقال، على الرغم من الأيام الصعبة التي تمر بها فلسطين، لكن أهنئكم لعدة أسباب. لقد انهار الكيان الإسرائيلي بشكل كامل بعد طوفان الأقصى، ولولا الدخول الكامل لأمريكا إلى الميدان دعما للكيان الصهيوني ومحاولاتها لإحيائه وإنقاذه، لكان هذا الانهيار مرئية تماما.
أضاف؛ إن ما ساعد الشعب الفلسطيني في هزيمة الكيان الإسرائيلي حتى هذه اللحظة هو نضال فصائل المقاومة، وكذلك المقاومة الصابرة وتضحيات أبناء قطاع غزة والضفة الغربية، وأن محور المقاومة أظهر وحدته العملية في دعم فلسطين والوقوف ضد الكيان الإسرائيلي.
وأشاد أمير عبداللهيان بدعم مقاومة لبنان واليمن والعراق وسوريا للشعب الفلسطيني، وكذلك الدعم الواسع النطاق من شعوب العالم وبعض الحكومات المستقلة والشجاعة للشعب الفلسطيني، وأضاف، أن قضية فلسطين اليوم أصبحت فلسطين قضية العالم الأولى و7 أكتوبر وطوفان الأقصى، أظهرت أن فلسطين حية ولن تستسلم لإرادة الكيان الصهيوني والقوى المتغطرسة بما فيها الحكومة الأمريكية.
وأشار أمير عبداللهيان إلى أن الإمام الخامنئي قال بصوت عال في الأيام الأولى للحرب على غزة إن نهاية هذه الحرب بلا شك هو انتصار الشعب الفلسطيني، وأضاف؛ في محادثاتنا الدبلوماسية مع مختلف دول العالم، وكذلك النتائج التي توصلنا إليها من محادثاتنا مع النخب في جميع أنحاء العالم، نسمع بوضوح هذا الرأي والتقييم بأن الكيان الإسرائيلي والحكومة الأمريكية لم يحققا أيًا من أهدافهما المعلنة منذ بداية الحرب على غزة، وهم الآن مجبرون على التفاوض سياسيا مع حماس التي كانوا يرفعون شعار القضاء عليها، ويعربون عن ارتياحهم لاستجابة حماس لمقترحاتهم وخطتهم السياسية.
وأكد وزير الخارجية أنه بفضل الله ودماء الشهداء لم ولن يتحقق أي من أهدافهم الشريرة؛ وقال، خلال محادثاتنا مع عدد لا بأس به من الدول الغربية، اعترفت جميعها، بانتصار المقاومة، وتعتقد أن الحرب ليست هي الحل وأنه يجب إيجاد حل سياسي، والآن سؤالها الرئيسي في الشهرين أو الثلاث الأخيرة أشهر هي من سيدير غزة بعد الحرب؟
وأضاف؛ الآن يطرحون أفكاراً سياسية مختلفة لفلسطين وغزة والضفة الغربية بعد الحرب، ويسألوننا عن رأينا بشكل مباشر أو غير مباشر، وكان جوابنا وما زال أن على القادة الفلسطينيين أن يجلسوا ويتفقوا على أساس مصالحهم ومصالح الشعب الفلسطيني، وعلى العالم أن يدعم خطة وقرار الفلسطينيين.
وأشار إلى أن نتنياهو اليوم يقرع طبول الحرب أكثر من أي وقت مضى؛ وقال، إذا تمكن الكيان الإسرائيلي، فإنه بالتأكيد سيواصل الحرب ويوسعها، لكن إسرائيل لم تكن مكروهة إلى هذا الحد في العالم من قبل.
وأكد وزير الخارجية؛ اليوم، هناك ضرورة إلى الوحدة الفلسطينية أكثر من أي وقت مضى، واليوم تحتاج ساحة فلسطين إلى صوت موحد وجماعي للفلسطينيين وكافة الفصائل الفلسطينية، وما ساعد فلسطين في هزيمة الكيان الإسرائيلي حتى هذه اللحظة هو التوكل على الله وصمود أهل غزة والضفة وتضحياتهم ودعم محور المقاومة وإذا توحدتم سيخضع العالم لإرادتكم.