فكما يبدو فإن هذه العناوين نابعة من مقال متوسط نشر مؤخرًا، وطرح السؤال «هل سماعات الرأس اللاسلكية آمنة؟»، واقتبس بعض كلمات د.جيري فيليبس أستاذ الكيمياء الحيوية في جامعة كولورادو الأمريكية، الذي يقول إنه قلق بشأن أجهزة AirPods ؛ لأن وضعها في قناة الأذن يعرض الأنسجة في الرأس لمستويات عالية نسبيًّا من إشعاع التردد اللاسلكي، ويشير المقال أيضًا إلى أن فيليبس ليس بمفرده في مخاوفه بشأن هذه الأجهزة، مشيرًا إلى عريضة موجهة إلى الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية بتوقيع 250 باحثًا من أكثر من 40 دولة.
ولكن الشيء الذي تم تجاهله في هذا المقال وما تبعه من اقتباسات أن هذه العريضة لم تذكر ماركة معينة أو حتى سماعات الرأس اللاسلكية، وبدلًا من ذلك تحدثت عن قلق شديد بشأن المخاطر الصحية المحتملة للتكنولوجيا الكهرومغناطيسية غير المؤينة، والتي تستخدمها جميع أجهزة البلوتوث، كما أن العريضة ليست جديدة أيضًا، فقد تم نشرها لأول مرة في عام 2015 وآخر تحديث في مطلع يناير من هذا العام، ومن بين الأجهزة التي تتحدث عنها: الهواتف الخلوية واللاسلكية ومحطاتها الأساسية، الواي فاي، هوائيات البث، العدادات الذكية وأجهزة مراقبة الأطفال.
وحول ذلك يعلق د.كين فوستر أستاذ الهندسة الحيوية بجامعة بنسلفانيا، والذي تضمن بحثه سلامة الحقول الكهرومغناطيسية، أن الضجة الأخيرة حول سماعات الأذن، هي محاولة من شخص ما لشغل وسائل الإعلام، وصحيح أن سماعات البلوتوث اللاسلكية تصدر إشعاعات، إلا أنه لا يوجد الكثير من الأبحاث طويلة الأجل حول سلامة هذا النوع من الإشعاع من عدمه، ولكن هذا لا يعني أنه لا يوجد أي بحث؛ حيث هناك معايير موضوعة لسلامة كمية الإشعاع التي يمكن أن تنبعث من الأجهزة، كما أن هوائي AirPod الذي يستقبل موجات الراديو وينقلها فعليًّا لا يقع داخل قناة الأذن، فيما تنبعث من أجهزة البلوتوث إشعاعات أقل من عُشر المنبعثة من الهواتف المحمولة.
لذلك يقول الباحثون: إنه إذا كنت تستخدم هاتفًا خلويًّا يوميًّا، فمن الغريب أن تقلق بشأن مخاطر هذه السماعات، خاصة إذا كنت تستخدم السماعات بشكل أساسي لإجراء محادثات هاتفية وليس لسماع الموسيقي، فهنا ستكون في الواقع أقل تعرضًا مما لو كنت ترفع الهاتف إلى رأسك، وحسب الخبراء فإنه إذا أراد الناس أن يكونوا أكثر حذرًا، فيمكنهم ببساطة التوقف عن استخدام سماعات الرأس اللاسلكية، ولكن يجب أن يكونوا على دراية بأنهم يتعرضون لتعرض مماثل من هواتفهم المحمولة وأجهزة البلوتوث الأخرى.
وعلى الرغم من عدم وجود صلة قاطعة بين المخاطر الصحية وطاقة الترددات الراديوية، إلا أن بعض التجارب المعملية ودراسات صحة الإنسان قد أشارت إلى احتمال أن يكون استخدام الهواتف الخلوية على المدى الطويل مرتبطًا بأنواع معينة من السرطان والآثار الصحية الأخرى، ولذلك توصي الإرشادات الصحية بإبقاء الهواتف بعيدًا عن الجسم عندما لا تكون قيد الاستخدام، وبعيدًا عن السرير أثناء النوم، واستخدام سماعات الرأس لإجراء المكالما؛ت حيث تنبعث منها إشعاعات ولكن بمستويات أقل، كما يجب إزالة الأجهزة اللاسلكية من الرأس والأذنين عند عدم الاستخدام.
ويقدم الخبراء اقتراحًا ذكيًّا لأولئك الذين يرغبون في تقليل تعرضهم للإشعاع، يتمثل في استخدام سماعات الرأس السلكية بدلًا من اللاسلكية، ولكن بغض النظر عن نوع سماعات الرأس التي تستخدمها، من المهم الانتباه إلى المخاطر الصحية التي قد تكون أكثر إلحاحًا من كميات الإشعاع؛ حيث يرى الخبراء أن التجول مع سماعة في أذنيك خارج السيارة، يعد أمرًا أكثر خطورة من بعض الأورام النظرية التي قد تستغرق 20 عامًا.
أما تهويل الأضرار وتلك الأحاديث والأخبار حول سماعات الرأس، فيعتقد بعض الخبراء أنها إحدى ثمار المعارك التجارية، خاصة عندما يتم ذكر منتج بعينه، في وقت تظهر فيه الإحصاءات أن شركة مثل Apple باعت ما يقدر بنحو 28 مليون AirPods العام الماضي فقط.